بقلم : تيسير نصر الله
يصادف هذا اليوم، التاسع والعشرون من شهر حزيران، ذكرى إبعادي عن أرض الوطن، ففي مثل هذا اليوم، وقبل ربع قرن من الزمان، أقدمت سلطات الإحتلال الإسرائيلي على إبعادي، بعد أن إستنفذت كل الوسائل التي تدّعي أنها قانونية، وأخرجتني من سجن الجنيد بالقرب من مدينة نابلس، مكبّل اليدين والرجلين ومعصوب العينين، وإقتادتني مع مجموعة من من رفاق الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وهم محمد اللبدي ( أبو ديس )، وعاكف الحمد الله ( عنبتا )، ورضوان زياده رحمه الله ( الخليل )، وتم وضعنا بسيارة عسكرية اسرائيلية، كان ذلك عصر يوم الخميس في جو حزيراني حار، وتم التوجه بنا نحو أرض محروثة قريبة من مدينة نابلس، ويبدو أنها منطقة معسكر حوارة، حيث كان بإنتظارنا طائرة هيلوكبتر إسرائيلية، وكنا نسمع صوت محرّكاتها وهي تدور بسرعة كبيرة، ثم صعدنا إليها وجلسنا على المقاعد دون أن نعلم عن بعضنا شيئاً، فقد كان الجو مشحوناً بالعواطف، وما زالت وجوه رفاق الدرب ماثلة أمامنا، فلقد أمضينا معهم أحد عشر شهراً ونحن نقارع إجراءات سياسة الإبعاد، بدءً من لجنة الإعتراضات العسكرية، وإنتهاءً بما يسمى بمحكمة العدل العليا، فقد كان أخوتنا الأسرى خير مرشد لنا في مواجهة هذه السياسة الخطيرة " سياسة الترانسفير"، فهم إستقبلوا العديد من دفعات المبعدين، وعاشوا معهم لحظات الفراق والوداع، وعرفوا منهم كل تفاصيل سياسة الإبعاد، وكانت لحظة الوداع في قسم 5 بسجن الجنيد من اصعب اللحظات واكثرها إنسانية، فلقد تم تحديد موعد الإبعاد بعد ان أصدرت ما يسمى " محكمة العدل العليا الإسرائيلية " قرارها النهائي بإبعادنا، وفعلاً هذا ما تم.
لاول مرة في حياتي يتاح لي الصعود بالطائرة، والتحليق بالسماء على مسافة الآف الكيلومترات في الجو، إنه شعور جميل رغم عدم رؤية اي شيئ، ورغم القيد الذي يكبّل ايدينا وأرجلنا، فجنود الإحتلال كانوا يركلوننا بأيديهم وأرجلهم، ويتعمدون إهانتنا، ولم نكن نعلم عن وجود أخوة لنا في الطائرة قدموا من قطاع غزة إلاّ بعد هبوط الطائرة في الجنوب اللبناني، وتحديداً في منطقة كان يسيطر عليها، آنذاك، ما يسمى جيش لبنان الجنوبي، وهم مجموعة من العملاء خانوا وطنهم وإرتضوا ان يعيشوا تحت اقدام قوات الإحتلال الإسرائيلي ونعالهم. كانت المنطقة تسمى بالشريط الحدودي وعبرنا عبر بوابة زمريا اللبنانية ثم الى البقاع.
ما أن توقفت محرّكات طائرة الهيلوكبتر الإسرائيلية عن الدوران حتى تم إقتيادنا مرة أخرى إلى خارج الطائرة بنفس الطريقة العنيفة التي تم صعودنا إليها، وهنا كانت المفاجأة، فبعد أن عادت الرؤية لنا، شاهدنا مئات الجنود الإسرائيليين المنتشرين على طول "الشريط الحدودي" والمدججين بالأسلحة الأتوماتيكية، وكنا ثمانية من المبعدين وليس أربعة كما خرجنا من سجن الجنيد، فلقد كانت الطائرة قد أقلّت أولاّ مبعدي قطاع غزة ومن ثم جاءت إلى معسكر حوارة لنقلنا الى هذه المنطقة. تمت عملية تسليمنا إلى القوات العميلة التابعة لإنطوان لحد بسرعة، فقد كانت تنتظرنا سيارتين بيضاء اللون، وحاول جنود الإحتلال الإسرائيلي تسليم كل واحد منا خمسين دولاراً أمريكياً إلاّ أننا رفضنا ذلك بشدة، والهدف هو دفع أجرة الطريق لأصحاب السيارات البيضاء. وعجباً لهذا الإحتلال الذي يمارس ضدنا سياسة الإعدام بإبعادنا عن وطننا، وإخراجنا من ذكرياتنا، ونسف آمالنا، ويتذكر اجرة سائق يساهم معه في قتلنا!!!
وأول حاجز واجهنا بعد ركوبنا السيارتين هو حاجز قوات لحد العميلة، التي اوقفتنا، وبدأ جنودها بضربنا بأعقاب بنادقهم في كل إتجاه دون اي مبرر، سوى أننا كنا نسمع كلمات من أفواههم القبيحة مثل: مخربين، إرهابيين، وغيرها. وواصلت سيارات التاكسي المسير حتى وصلت حاجزاً للجيش السوري، وهو الجيش الذي كان يسيطر على منطقة البقاع في الجنوب اللبناني، وهناك تم إستجوابنا بشكل سريع في خيمة كانت مقامة على حافة الطريق ويحيط بها أراض مزروعة بالأشجار، الأسئلة التي وجّهت لنا من قبل الجنود السوريين كانت تتعلق بأسمائنا، ومن أي مناطق بفلسطين نحن، وإنتماءاتنا السياسية، والحالة الإجتماعية. وبعد هذه العملية أقلّتنا سيارات تابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نحو البقاع، حيث تقع هذه المناطق تحت النفوذ السوري، وللأسف كان يحظر على فتح الظهور العلني في مناطق النفوذ السوري، ويسمح فقط للحركات الفلسطينية المناوئة لفتح وقائدها ياسر عرفات. وأمضينا ليلة كاملة بين رفاقنا في الجبهة الديمقراطية، حظينا خلالها بترحيب وإستقبال حارين، وفي صبيحة يوم الجمعة الموافق 30/6/1989 إنطلقنا بموكب مهيب من السيارات ومعنا قيادات الجبهة الديمقراطية متوجهين إلى صيدا، وكان بإستقبالنا هناك الالاف من ابناء شعبنا الفلسطيني واللبناني، وقيادات العمل الوطني الفلسطيني واللبناني في جو مليئ بالعزة والشموخ والوحدة، ووضعنا آكاليل من الزهور على ضريح الشهيد معروف سعد، ثم قمنا بزيارة بيت المناضل مصطفى سعد رئيس بلدية صيدا الذي وجدنا فيه مناصراً للقضية الفلسطينية وإبناً لحركتها الوطنية، وبعد ذلك توجهنا إلى حيث عاصمة الشتات الفلسطيني مخيم عين الحلوة القريب من مدينة صيدا، وهناك كان اهالي المخيم بإنتظارنا، وكان اللقاء في مركز الشهيد عصام اللوح، وحفل الإستقبال الذي أقيم على شرف مبعدي الإنتفاضة الثمانية كان مهيباً وحاشداً ومؤثراً.
ولأكثر من شهرين متتاليين عشنا في لبنان قابلنا فيها غالبية المسؤولين اللبنانيين من رؤساء أحزاب وحكومات وبرلمانيين، وما زال مشهد الرئيس اللبناني السابق سليمان فرنجية ماثلاً في ذاكرتي عندما زرناه في بيته في شهر تموز من عام 1989 وهو يلبس كبوتاً طويلاً ويضع على رأسه طربوشاً، وكان يجلس بالقرب منه كلبه على الكرسي الملاصق لكرسيه، وسمح لثلاثة فقط من المبعدين بحضور الإجتماع، حيث كانت الطاولة مستديرة الشكل ومحاطة فقط بخمسة كراسي، واحدة له، والثانية للكلب، والأخريات الثلاثة لنا نحن المبعدين.
وفي وسط العاصمة بيروت ذهبنا لمقابلة رئيس وزراء لبنان السابق سليم الحص في مقر مجلس الوزراء، حيث كان يقود الحكومة اللبنانية من هناك في أصعب الظروف والأوقات، وكان ينام في نفس المكان، فالحرب الأهلية اللبنانية كانت تأكل الأخضر واليابس هناك، وجدناه قائداً صلباً يحب فلسطين، يستفسر عن إنتفاضة شعبها ويدعو لها بالنصر، فهي بالنسبة له الأمل والرجاء.
وأذكر جيداً كيف طاردتنا رصاصات القناصة في شوارع بيروت عندما ذهبنا لمقابلة رئيس مجلس النواب اللبناني السابق حسين الحسيني في مكتبه، حينها حاول من كان يرافقنا الهروب بنا بعيداً عن خطر الإشتباكات في منطقة لا نعرف عنها شيئاً، وكانت مناطق لبنان مقسّمة تقسيماً ملفتاً للنظر، كل تيار سياسي يسيطر على منطقة يقيم عليها حواجزه ويرفع عليها لافتاته الحزبية، كيف لا والبلد مقسمة بين الموارنة المسيحيين ( رئيس الدولة )، والمسلمين السنّة ( رئيس مجلس الوزراء )، والمسلمين الشيعة ( رئيس مجلس النواب ).
وفي المخيمات الفلسطينية التي زرناها مخيماً تلو الآخر من الشمال وحتى الجنوب، وجدنا فيها شعباً مؤمناً بقضيته، قدّم الغالي والنفيس من أجل فلسطين التي عشقوا ترابها وسهولها وجبالها وسماءها وبحرها وشاطئها وزيتونها المقدس، استقبلنا فيها استقبال الأبطال الفاتحين، وأقيمت لنا المهرجانات الجماهيرية، حتى في تلك المخيمات التي كان مجرد ذكر إسم فتح فيها يعني المطاردة والتصفية حُملنا فيها على الأكتاف، كم كانت دهشتي وأنا أسمع همساً في أذني من الكثيرين من ابناء شعبنا أنهم مع ياسر عرفات، وأنهم من فتح، وكنا نلقي خطابات حماسية فيهم عن وحدة شعبنا وقدرته على مواجهة سياسات الإحتلال الإسرائيلي التعسفية والصمود في وجهها مستلهمين في ذلك قصص الصمود والبطولة التي خاضها شعبنا في لبنان أثناء مواجهته قوات الإحتلال الإسرائيلي عام 1982 عند إجتياحه لبيروت، ولعلّ زيارتنا لمخيمي صبرا وشاتيلا تظهر جليّاً حجم المأساة التي أحلّت بأبناء شعبنا هناك، ففي كل زاوية من زوايا المخيمين تجد مقبرة جماعية، حتى في المسجد وجدنا مقبرة جماعية، وفي البيوت والأزقة، هناك زاد إيماني بأن هذا الشعب لن يهزم، وكم أنا فخور بأنني فلسطيني أنتمي إليه.
وما أن حان موعد مغادرة لبنان في أحد أيام شهر أيلول من نفس العام بعد رحلة بحث طويلة عن الطريقة المناسبة والآمنة لخروجنا من هناك بناءً على طلب الأخ الرئيس الراحل ياسر عرفات، كانت بإنتظارنا سفينة تجارية يونانية على شواطئ مدينة صيدا، وما أن أرخى الليل سدوله حتى إنطلقنا إلى السفينة، وقمنا بتوديع عدد من القيادات التي رافقتنا طيلة وجودنا في لبنان، وأذكر منهم بعض الشهداء الذين أستشهدوا بعد فترة قصيرة من خروجنا وهم معين شبايطه "ابو إياد" ، ويونس عواد، وعبد المعطي السبعاوي " أبو ياسر "، وكمال مدحت، وزيد وهبه، رحمهم الله، ولن أنسى بعض الرجال الذين كانوا معنا في كل أيامنا وليالينا مثل: ابو يوسف العدوي، وفتحي أبو العردات " أبو ماهر"، والحاج رفعت شناعة، وسلطان أبو العينين " أبو رياض "، وصلاح شديد، وعلاء الأفندي، وخالد العارف " أبو ادهم"، والأخت آمنه جبريل.
ما أن دقت عقارب الساعة العاشرة ليلاً حتى صعدنا إلى السفينة متوجهين إلى قبرص، وكان لزاماً علينا المرور الإجباري من أمام الزوارق الإسرائيلية التي ترابط على شواطئ صيدا، وكانت الخشية أن توقفنا هذه الزوارق، وكم تمنيت أن تفعل ذلك وتعتقلنا من جديد لتعيدنا إلى فلسطين وسجونها التي تعودت عليها، ولكنها للأسف لم تفعل، فيبدو أنّ الأمر قد إنطلى عليها. بدأت السفينة بالإبحار في عمق البحر، ولحسن حظي أيضاً أنّ هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أبحر فيها في عمق البحر. كانت السفينة تتمايل على أنغام الأمواج في صورة جميلة، وكنت أطلُّ من شرفتها على البحر الذي يحيط بنا من كل الجهات، وفي تمام الساعة العاشرة صباحاً وصلنا إلى شواطئ قبرص لنجد الأخ المبعد لؤي عبده يمسك بأيدينا الواحد تلو الآخر، فلقد كان قد سبقنا إلى هناك وأشرف على إصدار صحيفة الإستقلال.
مكثنا في قبرص خمسة أيام، وأشد ما لفت نظري هو الهدوء الذي يغلّف المكان الذي نزلنا فيه، حيث للمرة الأولى أحظى بالنزول في فندق محاط بالأشجار وقريب من البحر، يا لها من أيام عشناها ونحن نتذكر شهداء ليماسول الذين إغتالهم الموساد الإسرائيلي أبو حسن قاسم وحمدي سلطان ومروان الكيالي.
وغادرنا قبرص متوجهين إلى اليونان ومكثنا في مطارها عدة ساعات فقط لتواصل الطائرة رحلتها إلى تونس ومن ثم إلى الجزائر، وحين وصلنا مطار تونس إلتقينا بالصدفة بالأخ الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي تواجد بالمطار في نفس الوقت الذي كنا ننتظر مواصلة الطيران إلى الجزائر، وعانقنا عناقاً حاراً، واذكر أنّ الأخ أحمد قريع " أبو علاء" كان معه، وقام الأخ المرحوم عطا أبو كرش بالطلب من الأخ أبو عمار أن يسمح لنا بالبقاء في تونس لحين إستكمال بعض الإجراءات الضرورية لنا، فوافق على الفور، وأعطى أوامره بحجز إحدى البيوت التي ينام بها لإستضافتنا فيها، لتبدأ رحلة جديدة لنا في تونس نتعرف من خلالها على أسماء قرأنا عنهم في الكتب وإستمعنا لخطاباتهم الحماسية كالأخوة القادة: "ابو إياد" صلاح خلف ، و"أبو الهول" هايل عبد الحميد، و " ابو المنذر" سليمان ابو كرش، و " ابو السعيد " خالد الحسن، و "أبو طارق" هاني الحسن، و " ابو مازن " محمود عباس، و " ابو نزار" صخر حبش، و " أبو اللطف " فاروق القدومي، و " أبو جهاد " محمد جهاد، و "ابو مشعل " عباس زكي. وتعرفنا على قادة جهاز القطاع الغربي الذي كنا ننتمي إليه، ولسوء حظنا أننا لم نلتق بالشهيد القائد "أبو جهاد" خليل الوزير الذي كانت اغتالته قوة من الكوماندوس الإسرائيلية قبل إبعادنا بفترة من الزمن، ولكننا التقينا ببعض الأخوة ممن عملوا معه وكنا نعرف أسماءهم دون أن نراهم كالأخوة: المرحوم ابو زياد الغربي " عز الدين الشريف"، ومحمود العالول، وزهير مناصرة، ومحمد المدني، وابو فراس الغربي "، ولن أنسى اصحاب تلك البيوت التي إحتضنتنا وخففت من أوجاع الغربة والمنفى لدينا، ومنهم بيت الأخ أبو المعتصم " جمال المحيسن "، وبيت الأخ " أبو العبد " بسام الأغا، وبيت الأخ روحي فتوح، وبيت الأخ توفيق الطيراوي " أبو حسين".
صدقاً، لم أستلطف الحياة في تونس، وجدت كل ما فيها غريباً عليّ، وحين إلتقيت لأول مرة بالأخ محمد المدني قلت له أنني ارغب بالذهاب إلى أحد المعسكرات في ليبيا، فوافق على الفور، وبعد ايام قليلة كنت في إحدى معسكرات الثورة في ليبيا أعيش مع إثنين من أعز الأخوة لدي، وهما الشهيد البطل أبو الوفا الذي أستشهد في إنتفاضة الأقصى عام 2002 في مقر الإستخبارات العسكرية بمحافظة قلقيلية، والمرحوم حليم، وبعد عودتنا من المنفى عرفت أنّ حليم من طمون قضاء طوباس، وابو الوفا من كفر الديك قضاء سلفيت. مكثت هناك شهراً بكامله إسترجعت فيه معنوياتي من جديد، وذهبت بعدها لمقابلة والدتي في العاصمة العراقية بغداد، حيث كانت قد وصلت لتوها إلى بيت خالي محمد تبحث عني في العواصم العربية، فهذه الأم الصابرة أتعبتها في حياتي، داخل البلاد وخارجها، وأذكر جيداً كيف أنها كانت تبحث عني بين السجون الإسرائيلية لزيارتي والأطمئنان عني، ولم تتأخر يوماً واحداً عن زيارتي، كان هناك في بغداد اللقاء بها حميمياً للغاية بحضور صديقي الشهيد بشير نافع " ابو الوليد"، والمرحوم أبو علي شاهين رحمهما الله.
ولأنني أردت أن اكون قريباً من فلسطين فإنني إخترت العمل في الأردن طيلة فترة إبعادي التي إستمرت ست سنوات ونصف، عملت خلالها مع العديد من الأخوة المبعدين والأسرى المحررين الذين ما زالت اسماءهم محفورة في ذاكرتي، فمنهم من قضى نحبه: رمضان البطة، ومحمود نصر الله" أبو حنفي"، وأبو حسان شرحبيل، وعبد الرحمن الشوملي، وعبد الله داوود، ونصري، وناصر البدوي، وياسر البدوي، ومنهم ما زال ينتظر الحرية في سجون الإحتلال كالأخوة مروان البرغوثي وناصر عويص وماجد المصري وياسر ابو بكر.
إنها ست سنوات ونصف، مرّت من عمري، وكأنها دهر بحاله، صقلت تجربتي في الحياة كما فعلت، بالضبط، تجربة السجن والتي تجاوزت الخمس سنوات، فالغربة والسجن يصنعان الرجال، فكيف إن كان هؤلاء الرجال فلسطينيون!!