الرئيسية / الأخبار / فلسطين
رائد وزيد.. رفيقا الدرب واللحد
تاريخ النشر: الخميس 21/03/2019 20:07
رائد وزيد.. رفيقا الدرب واللحد
رائد وزيد.. رفيقا الدرب واللحد

نابلس - خاص صفا
لا زالت عائلتا الشهيدين رائد حمدان وزيد النوري وأصدقاؤهما يعيشون صدمة فراقهما ومشهد جسديهما الذين مزقهما رصاص الاحتلال الإسرائيلي.

ويتداول أفراد العائلة والأصدقاء والمواطنون في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، مقاطع فيديو تظهر بشاعة الجريمة التي ارتكبها الاحتلال باغتيال الصديقين عن إصرار وتعمّد.

واستشهد رائد هاشم حمدان (21 عاما) وصديقه زيد عماد النوري (20 عاما) قبيل منتصف ليل الثلاثاء 19 مارس/ آذار الجاري، خلال اقتحام قوات الاحتلال للمنطقة الشرقية بنابلس، لتأمين الحماية لأكثر من ألف مستوطن اقتحموا قبر يوسف لأداء طقوسهم التلمودية.

ويدعي الاحتلال أن جنوده أطلقوا النار على السيارة التي كان الشهيدان يستقلانها بعد أن ألقيا عبوة ناسفة باتجاه نقطة للجيش، ولم يستجيبا لأوامر الجنود بالتوقف، ثم اصطدمت سيارتهما بجرافة عسكرية.

ورائد ورفيقه زيد شابان في مقتبل العمر، وهما مثل كل الشباب الفلسطيني كانا يحلمان بالعيش كغيرهم، وكانا يكسبان قوتهما من بسطة خضار بالسوق الشرقي.

لكن جهاد حمدان، عم الشهيد رائد، يؤكد أن كل الدلائل التي رافقت استشهادهما، وروايات شهود العيان، تشير إلى أنهما تعرضا لعملية إعدام متعمدة.

ويستدل على كذب رواية الاحتلال بإعادة جثمانيهما بعد ساعات، في الوقت الذي يحتجز جثمان أي شهيد يرتقي أثناء تنفيذ عملية.

ويبدي حمدان إيمانا بقضاء الله وقدره، ويقول: "قدرنا نحن الشعب الفلسطيني أن نعيش على هذه الأرض ونحافظ عليها ونرويها بدمنا".

وداع صعب

وأمام قسم الثلاجات بمستشفى رفيديا، كان العشرات من أصدقاء الشهيدين، وجلّهم من باعة الخضار بالسوق الشرقي، والذين كانت الصدمة بادية على وجوههم.

طه خليفة، صديق الشهيد رائد، أكد أنه غير قادر حتى اللحظة على استيعاب ما حدث له، وأن نبأ استشهاده نزل عليه كالصاعقة.

ويقول: "عرفت رائد منذ سنوات، وهو شاب خلوق ولديه حس وطني شريف، وما حدث أن حب الفضول دفعه للتوجه إلى ميدان المواجهات لمتابعة ما يجري هناك".

أما إبراهيم محمود، صديق الشهيدين، فيروي تفاصيل حادثة استشهادهما والتي رآها بعينيه.

ويقول إن منطقة المواجهات كانت أشبه بساحة حرب، وسيارة الشهيدين كانت تسير بسرعة عالية ودخلت بالخطأ منطقة يتواجد بها أعداد كبيرة من الجنود، والذين أمطروا السيارة بالرصاص من الأمام والخلف.

ويضيف أن الاحتلال لم يكتف بما حل بالشهيدين، بل قامت جرافة عسكرية برفع السيارة وصدمها بجدار عدة مرات، قبل أن تطرحها أرضا، وهما بداخلها.

ويقول: "كان الجنود متوحشين، وأطلقوا النار على كل من يحاول الاقتراب لإنقاذ الشهيدين، بما في ذلك سيارة الإسعاف، وبعد ذلك أخرجوا جثتي الشهيدين ونزعوا عنهما ملابسهما، ونقلوهما إلى معسكر حوارة.

أبو عبد الرحمن، أحد زملاء الشهيدين بتجارة الخضار، لم يستطع حبس دموعه وهو يتحدث عنهما.

ويقول: "رائد وزيد شابان على باب الله.. هما صديقان حميمان لا يفترقان، وكانا يعملان معها على بسطة للخضار لكسب قوتهم".

ويضيف: "يوم الثلاثاء عملنا معا بسوق الخضار، وتناولنا الإفطار معا، وفي التاسعة والنصف مساء، غادر كل منا إلى بيته، ولم أكن أعلم أنهما سيذهبان إلى قبر يوسف بعد يوم عمل شاق".

ويعتقد أن القدر ساقهما بتلك الليلة للتوجه إلى قبر يوسف، ليدخلا منطقة مليئة بالجنود، وينالا الشهادة، ويقول: "لم أصدق أنهما استشهدا إلا عندما أتيت إلى المستشفى ورأيتهما".

آلاف المواطنين الذين شيعوا جثماني الشهيدين بموكب واحد، طافوا بهما شوارع المدينة، وصلوا عليهما في ميدان الشهداء، وأنزلوهما قبرين متجاورين، ليبقيا جنبا إلى جنب، كما عاشا معا، وأسلما روحهما لباريهما معا.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017