هل تحلم بأن تتحكم في مصروف البيت بحيث لا تحتاج إلى الاقتراض من صديق أو قريب كلما قارب الشهر على الانتهاء؟ أو تأخر راتبك ! هل تشعر بأن الميزانية التي كنت تضعها سابقاً لمصروفاتك ما عادت تجدي نفعاً كالسابق، وأن كل شيء أصبح خارج السيطرة؟!! إذاً أنت بحاجة حقيقية إلى اعتماد إستراتيجية جديدة لتتحكم في مصروف البيت بدون خسائر!
في السابق كان من السهل وضع ميزانية للمنزل باستخدام الجداول الحسابية ومخططات النقد الداخل والخارج، بحيث تقسم المال الذي تجني على فواتير الماء، والكهرباء، وربما الإيجار، وقرض البنك، وغيرها من التكاليف، وما يتبقى هو المتاح للعائلة للأكل والشراب ومدارس الأولاد وغيرها. أما في الوقت الحالي ما عادت هذه الطرق مجدية لحصر نفقاتك، فهنالك البطاقات الائتمانية، وكل فرد في العائلة يصرف بطريقته الخاصة، سواء في المحلات التجارية، أو المطاعم أو حتى في التسوق عبر الانترنت، وما عادت حجة انتهاء المال تكفي للتوقف عن الصرف، فالمصروفات جارية، والديون متزايدة كل شهر.
حتى تنجح في التحكم في المصروف عليك أن تعلم قبل كل شيء أنه لا يجب أن تمسك بزمام الأمور لوحدك، فهذا فهمٌ خاطئ تماماً.. يجب أن يكون الأمر جهداً جماعياً يشارك فيه كل أفراد العائلة، مع أن الأمر قد يكون صعباً في بعض الأحيان، خصوصاً في حالة العائلات الكبيرة.
كيف يمكن أن تسيطر على الوضع؟
هنالك أكثر من طريقة لتبدأ بها، ولكن أفضل ما يمكنك القيام به كبداية هو توقع اللا متوقع. حتى لا تتوقف عجلة سير مصروف البيت، ابدأ بوضع ما يعادل مصروف البيت لـ 3-6 أشهر في حسابك البنكي، بحيث يكون هذا الحساب مخصصاً للطواريء فقط. هذا الحساب يمكن أن تستخدمه لتغطية تكاليف علاج أحد أبناءك لا قدر الله أو إصلاح أنابيب المياه المكسورة مثلاً، أو توصيلات الكهرباء. المهم هو أن تنسى المال الموجود في هذا الحساب، ولا تستخدمه إطلاقاً إلا عند الحاجة الملحة جدا.ً صحيح أن فكرة توفير المال ربما تكون فكرة صعبه، ولكن البداية دائماً صعبة، ويمكنك البدء في توفيرها تدريجياً منذ الآن.
تتبَّع مسار مصروف البيت:
خبراء المال يرون أن واحدة من أفضل طرق التحكم في مصروف البيت هي بتتبع مسار مصروف البيت. صحيح أنه عندما يتعلق الأمر بالعائلة فكل شهر مختلف تماماً عما سبقه، ولكل شهر مصروفاته، إلا أنه يمكنك البدء بتدوين كل تعاملاتك النقدية لشهرين أو أكثر. لا نعني بهذا أن تعد مخططاً نقدياً، ولكن مجرد تتبع لمسار مصروف البيت، بحيث تعرف أين تصرف كل فلس من أموالك، وتتبع مصروفات كل فرد من العائلة على حدة، بما فيهم أنت.
مجرد نظرة فاحصة لهذا المسار ستجعلك تعرف أين هو المكان الصحيح الذي تضع فيه أموالك، وأين تخطيء، وتبذر وتخرج عن حدود مصروف البيت المعقولة. فكر مثلاً فيما لو قللت من مرات تناول الطعام في المطعم من 6 مرات شهرياً إلى مرة واحدة، فكم من المال ستوفر لدراسة أولادك في المستقبل، أو لقضاء الإجازة الصيفية في منتجعٍ عائلي محبب لهم. فكر ماذا لو وفرت اليوم 200$ شهرياً، كم ستصبح بعد عامين أو 5 أعوام أو أكثر.
حاول أن تقوم ببعض الخطوات العملية لتقلل من النفقات إذا شعرت أنك تصرف أكثر مما يجب، كأن تقلل من فواتير الهاتف أو استخدام البطاقات الائتمانية.
عيِّن أميناً مالياً من الداخل على مصروف البيت:
في معظم الأسر يكون لكلا الوالدين -وربما حتى الأبناء- قابلية الولوج إلى الحسابات البنكية، أو البطاقات الائتمانية، دون الحاجة إلى إذن الطرف الآخر. على كل حال، لتتحكم في مصروف البيت، من الأفضل أن يكون هنالك شخص واحد فقط مسؤول عن الصرف، بحيث يقوم بتسليم أفراد العائلة ما يحتاجونه من مال. لا يشترط أن يكون هذا الشخص هو رب الأسرة، بل يفضل في كثير من الأحيان أن تقوم الأم أو الزوجة بذلك، فذلك يضعها في حيز المسؤولية، وبذلك تتحكم أكثر في إنفاقها وإنفاق الأولاد. بالطبع يجب أن يتبع هذا المسؤول البنكي، أو الأمين المالي خطة متفق عليها مسبقاً ما بين أفراد العائلة، بحيث يسير الجميع وفقاً لخطة مصروف البيت الموضوعة، بالاتفاق.
اجعل لكل طفل مصروفه الخاص:
من أفضل الطرق التي تعلم الأولاد مهارة الإنفاق بحكمة وعقلانية هي بتحميلهم مسؤولية إنفاقهم كاملة، وبذلك يتعلمون توفير المال، ويشعرون بقيمته بصورة أكبر بكثير مما لو أعطيتهم ما يطلبون فحسب. في حالات كثيرة يتعلم الأولاد ادخار المال، وبذلك يساهمون هم أيضاً في التحكم في إنفاق الأسرة.
كن خلاقاً..
ليس من الضروري أن تتضمن كل النشاطات العائلية إنفاق المال. لتتحكم في مصروف البيت مثلاً يمكنك بدلاً من تناول العشاء في الخارج في مطعم فخم أو الذهاب إلى السينما أو مدينة الملاهي أن تأخذ الأسرة في رحلة إلى البر، أو إلى حديقة وتستمتعون بإعداد الطعام في الخارج، أو تأخذهم في زيارة إلى متحف أو إلى البحر، وفي الغالب سيستمع الأولاد أكثر بكثير!!