د. خالد معالي
صاروخ واحد فقط، من غزة شل دولة الاحتلال، وجعل قرابة خمسة مليون في الملاجئ، ودب الرعب والذعر في جيش يقول ويزعم عن نفسه انه جيش متقدم ولا يقهر، والاول في الشرق الاوسط.
صاروخ واحد الذي لم يتبنّ أي فصيل فلسطيني إطلاقه حتى اللحظة، أحدث وفق الرواية "الإسرائيلية" تدميراً كبيراً في اثنين من البيوت، وكان مداه يقترب من 100 كيلو متر بعيدًا عن القطاع، كما لم تصده "القبة الحديدية" التي صرفت عليها "إسرائيل" ملايين الدولارات لأجل هذه اللحظة.
صاروخ واحد جعل "نتنياهو" يقرر العودة من امريكا، وجعل جيش الاحتلال يقوم باستدعاء بعض الاحتياط، وزيادة عدد القوّات على الحدود، إلى جانب تغذية القبة الحديدية، تلك القبة الوهمية العاجزة.
صاروخ واحد جعل غزة تتقدم بهدف في هذه الجولة والتي هي من بين جولات متلاحقة حتى كنس الاحتلال واعوانه، فمن كان يصدق ان كيان عربد ويعربد على 23 دولة عربية، لا يقدر ان يعربد غزة ويمنع صواريخها.
من كان يصدق ان الفلسطينيين يوما ما سيقصفون قلب دولة الاحتلال، وسيسارع "نتنياهو" للرد الباهت – لرفع الملامة- فقط في محاولة الحفاظ على ماء الوجه وعدم خسارة اصوات الناخبين جراء الصواريخ.
صاروخ واحد انطلق دون ان يراه سلاح الجو الذي يمشط سماء قطاع غزة من أقصاه إلى أقصاه، بمختلف الطائرات المقاتلة والاستطلاعية، فكيف انطلق هذا الصاروخ تحت الرادار "الإسرائيلي"، ولم تلتقطه كاميرات المراقبة برا وجوا، فهو ضرب عدة عصافير بصاروخ واحد فقط اهمها قوة الردع لدى الاحتلال.
صاروخ واحد سقط في قلب الكيان قبل أقل من أسبوعين على يوم الاقتراع، ففعل الافاعيل في دولة ما باتت لا تقهر، وما عاد الزمن يعمل لصالحها، واذا بها تصرخ وتستغيث، بعدما كانت تجبر العرب على الصراخ من وقع ضرباتها.
صاروخ واحد فقط، كشف وفضح منافقين، كون الاحداث تدفع بعضها بعضا، فالحركة بركة، والزمن لا يقبل السكون، وكل من لا يتحرك ويبادر فان الزمن يبتلعه ويستهلكه، فالحياة الدنيا لا تقبل السكون، ومن يعطل طاقاته وتفكيره وينهزم لا أسف عليه.
في كل الاحوال خرجت غزة منتصرة من هذه الجولة، وبات تعطي درسا للعرب ان ضرب الاحتلال وقلبه امرأ عاديا، وما عاد الاحتلال كالسابق من ناحية القوة والمبادرة، فهو في حالة انهيار وتراجع، وضعف.