الرئيسية / مقالات
والله العظيم ... اطفرنا. سامر عبده عقروق – نابلس.
تاريخ النشر: الأثنين 24/02/2014 10:23
والله العظيم ... اطفرنا.  سامر عبده عقروق – نابلس.
والله العظيم ... اطفرنا. سامر عبده عقروق – نابلس.

 والله العظيم ... اطفرنا.


سامر عبده عقروق – نابلس.

كلمة طفرنا في حديث الشاعر ، في بلدنا بس ، تحمل معاني عديدة ، تتراوح بين الطفر المادي والمعنوي والنفسي والاجتماعي وغيرها ، إلى يعاني من مشاكل مالية يستعملها ، والتعبان نفسيا من ضيق العيش وقلة الحيلة يستعملها ، واللي تخرج من الجامعة ومش لاقي عمل يستعملها ، واللي عندي مشكلة في موعد لأجراء عملية جراحية يستعملها ، واللي مش لاقي الدواء في الصحة وما معو يدفع ثمنه براني كمان ، واللي مش قادر يدفع الفواتير ، واللي عنده مشكلة مع الجيران ، وهكذا ، والغريب أنها أصبحت دارجة بشكل لا يصدق بين مختلف فئات المجتمع ، الأغنياء والفقراء ، المتعلمين وغير المتعلمين ، الموظفين والعاطلين عن العمل ، المتدينين وغير المتدينين ، وتسمعها في اليوم الواحد عشرات المرات .

طفرنا في السيارة التي تنقلك إلى المدرسة والجامعة ، طفرنا في العيادات الصحية في المستشفيات الحكومية ، طفرنا عند تصديق أوراق في التعليم العالي والخارجية وكاتب العدل ، طفرنا عند شراء البندورة والخيار والبطاطا واللحمة والدجاج ، طفرنا عند رسوم الجوازات والهوية ، طفرنا عند دخول الحمام والخروج منه ، طفرنا عند التنفس ، وطفرنا وحدث ولا حرج.

ظاهرة الطفر ، وكما قلنا في المقدمة ذات أوجه متعددة ومتباينة ولكنها ناتجة عن عدة أسباب ، منها ، الضغوطات الاقتصادية التي تمارس ضد الإنسان الفلسطيني ، غلاء فاحش وانخفاض حاد في الدخل نتيجة لعدم تطبيق قانون الحد الأدنى للأجور ، بطالة وقلة فرص عمل ، وكلها ضغوط اقتصادية ، وسبق ان تحدثنا عن ذلك ، والمثير في الأمر ، ان هذه الضغوطات الاقتصادية هي ارث كبير ومنذ سنوات طويلة ومتراكمة التأثير ، ولعل أهمها ما نتج عن اتفاقية أوسلو وما لحقها من اتفاقية باريس الاقتصادية التي جعلتنا تابعين اقتصاديا لدولة الاحتلال ، والنتائج مريبة ومخيفة ومتشعبة.

وظاهرة الطفر تظهر بشكل جلي عندما تتحدث عن فرص العمل ، فجامعاتنا الفلسطينية تضيف إلى قوائم الطفر كل عام ما يزيد عن 15 ألف خريج جامعي ، هؤلاء يعمل منهم ، أو يحصل على فرصة عمل عدد قليل جدا ، والبقية يساهمون في رفع نسبة الطفر عند أولياء الأمور ، أعباء اقتصادية والجلوس على المقاهي والكافي نت وغيرها ، ليش بتقعد على القهوة ، الجواب من الطفر ، والحديث هنا على الطفر المعنوي والنفسي ، الله يساعد أولياء الأمور طفر اقتصادي ، والله يساعد الشباب طفر معنوي ونفسي واجتماعي.

أما أتعس أنواع الطفر الذي اشعر أنه يقضي علينا تدريجيا فهو الطفر السياسي ، وهنا اعني فقدان القيادة الفلسطينية لقدرتها السياسية وقوتها في المناورة نتيجة لعدم امتلاك قدرات تدفع مقاومات التفاوض ، وكذلك مراوحتها في نفس المكان منذ سنوات تتجاوز 20 عام ، واعني ما قبل أوسلو ، وبالتحديد بدءا من مدريد ، ونحن نراوح مكاننا ، وهذا النوع من الطفر السياسي ، مرة أخرى عدم القدرة على الفعل السياسي أو القدرة على اتخاذ مواقف واضحة في كثير من 




الأمور ، ذلك أننا لا نملك القدرة على الفعل بل ما نقوم به هو ردات فعل ،  هذا هو الطفر الذي سبب الضيق والقلق التنفسي والنفسي للإنسان الفلسطيني ، سواء من يعيش على ارض الوطن أو في بلاد الغربة والشتات ، علشان هيك احنا أكثر شعب يستعمل حبوب الضغط والقلب والسكري.

ولعل آخر طفرة من طفرات الطفر هو المفاوضات التي تراوح مكانها ، وأخرها مسلسل كيري الذي تصور حلقاته في عدد من المدن والعواصم ، فمن باريس سينتقل إلى واشنطن ، وما إدراك ما واشنطن ، فهناك تطبخ كل الأكلات التي لا يحبها ولا يستسيغ طعمها الإنسان الفلسطيني ، وكل الخوازيق التي دقت فينا أنتجت وتم صناعتها في واشنطن ، وهذا الأمر هو واحد من أهم أسباب شعور الإنسان الفلسطيني بالطفر ، فأنت عندما تسأل احدهم ، كيف شايف مفاوضات كيري ، يجيبك ، حل عني طفران حالي وطفران كل شئ وقرفان وطفران من قصص كيري وصائب وعزام وغيرهم.

حبايبي قيادتنا السياسية ، بالألوان والمسميات المختلفة ، الشعب طفر منكم ، وخاصة في قصة المراوحة المستمرة في قصة المفاوضات ، والحلول المنتظرة ، ومبادرة كيري ، والاهم طفر منكم في عدم الجدية وغياب النوايا الصادقة في إيجاد مخرج لقضية النزاع على الكراسي الذي يتم بين فتح وحماس ، وبالمشاركة بالتفرج والحضور السلبي من البقية ، في عدم الخروج من عنق الزجاجة في قضية المصالحة التي دفع وما زال ، وسيستمر بدفع فاتورتها الإنسان الفلسطيني ، في شطري الوطن،

ارحمونا من شان ربكم ، قتلنا الطفر ، وعلشان يجيي المطر ( ارحموا من الأرض ليرحمكم من في السماء).

وتصبحوا على وطن.
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017