الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
مصطفى عبد الرزاق: الشهيد المُختطف منذ 48 عامًا..
تاريخ النشر: الجمعة 29/03/2019 08:14
مصطفى عبد الرزاق: الشهيد المُختطف منذ 48 عامًا..
مصطفى عبد الرزاق: الشهيد المُختطف منذ 48 عامًا..

طوباس: استردت الحلقة (48) من سلسلة "كواكب لا تغيب" لوزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، سيرة الشهيد مصطفى محمد عبد الرازق، الذي ارتقى في 27 آذار 1971. واستعاد نجله عبد الناصر، على مشارف مكان استشهاده بجبل موفية في الأغوار الشمالية، بعد معركة طاحنة مع جنود الاحتلال.

وقال: استذكر وداع أبي الأخير، يومها كنت طفلًا في الثالثة، وقتها ضمني إلى صدره، ولم تغادرنيصورته بقمبازه وكوفيته السمراء، بعدها، غادر غلى جبال ابزيق وجباريس، ولم يعد إلينا، وما يزيد من قهرنا أن الاحتلال حرمنا من ضريح نزوره ونترحمه على روحه.

ومضى: كان والدي عضواً في مجموعة (عز الدين أبو دواس)، وتنقل بين وديان طوباس وجبالها، والأراضي الأردنية.

جبل وذكرى

واسترسل: كنت صغيرًا في عائلة من أربعة أولاد وست بنات، وحملت الترتيب قبل الأخير، وعندما بدأت أكبر استمعت إلى روايات عديدة عن والدي، ولحظات استشهاده، ومطاردته بعد وقت قصير من النكسة، وقصته في جبل موفية.

ووفق الراوي، فقد كان والده في خلية ضمت مقاومًا من بلعا بطولكرم، ورفيقًا من الدوايمة بالخليل، وإبراهيم القريوتي وفؤاد راجح من عنبتا، فيما أصيب رمضان البطة بجراح خطيرة، واعتقل وحكم 4 مؤبدات، قضى منها خمسة عشر عامًا، وأفرج عنه عام 1983 في تبادل الأسرى

وبحسب ما جمعه عبد الناصر عن والده، فإن خليته كانت تحمل عتادًا عسكريًا، وتتجه نحو جبال طوباس؛ لتأسيس قواعد متقدمة، لكنه أمرها أنكشف قبل الوصول.

وأفاد: وصلت عام 1999 إلى المكان الذي ارتقى فيه والدي، وشاهدة الكهف الذي احتمى فيه مع خليته، واستمعت لروايات من رعاة أغنام وصولوا المنطقة، بعد وقت قصير من المعركة، فشاهدوا آثار موقد للنار، والدماء فيها.

ورسم الابن الخمسيني صورة لوالده، فقد كان طويل القامة، أسمر البشرة، قوية البنية، وعُرف بالتسامح والعطف، والعطاء، وأحب مساعدة الآخرين، حتى في الأوقات الحرجة.

تنقل الشهيد عبد الرزاق بين فلسطين والأردن وسوريا، لكنه أصر على العودة إلى مسقط رأسه، وكان من أوائل أنوية العمل الثوري بعد النكسة، لكنه ومنذ وداعه عائلته لم يعد إليها، فقد دفنه الاحتلال في مقابر الأرقام.

وتابع عبد الناصر: ما زاد من وجعنا عدم وجود قبر لأبي، فلو كنا نعرف مكان دفنه لخفف هذا من أحزاننا. ومنذ 48 عامًا ونحن نتوجع، وخاصة حين نسمع عن استرداد جثامين شهداء الثورة، فنتمنى أن يكون من بينهم، ثم يخيب أملنا.

حارس الأرض

وزاد: درس والدي للصف الرابع، والتصق بالأرض، وعمل بالزراعة بجانب المنطقة التي استشهد فيها، فكان يمتلك 150 دونماً صادرها الاحتلال وحولها إلى ساحة رماية، وحلم كثيرًا بأن يمدها بالماء ليزرعها بالخضروات والبطيخ والشمام، وهو ما حققناه بعد أكثر من أربعين سنة، حين ربطنا نحو 2200 دونمًا من أراضي سهل البقيعة بالماء عن بعد 25 كيلو متراً، وبدأنا ننعش أحلام والدي.

حمل وليد ( توفي عام 2001) وعبد الحكيم وعبد الناصر وخالد ( توفي عام 1997) ملامح والدهم وصفاته، فيما أصرت زوجته- قبل رحيلها عام 2006- على عدم إعادة إطلاق اسمه على أحفادها، وسمحت للابن البكر خالد أن يستخدم الاسم قبل 40 سنة. أما اليوم فيتشارك في "مصطفى" حفيدان جديدان (11 و7 سنوات).

وأضاف: لا أحد يشبه أبي في صفاته، ولم يبق لنا الاحتلال أي شيء من آثاره سوى صورته، فقد داهموا المنزل بعد رحيله، وصادروا مقتنياته الخاصة. وأقمنا هذا العام مسجدًا يحمل اسمه في منطقة قشده، لتظل ذكراه حاضرة فينا.

توثيق و"كرامة"

بدوره، سرد فاروق عبد الرزاق، الذي أصيب باشتباك في منطقة وادي نحلة، وربطه جنود الاحتلال بعد بطائرة عمودية (هيلوكبتر) مقاطع من سيرة خاله مصطفى، فقال: من الصعب تلخيص سيرة الشهيد بكلمات قصيرة، لكن تسكن في قلبي وعقل مواقف عديدة أتذكرها دوماً، وخاصة حينما تمر ذكرى معركة الكرامة التي شاركنا فيها معًا عام 1968. وحين رحل كنت في سجن عسقلان، وكنت في السابعة عشرة، وحزنت عليه كثيرًا.

وسرد: خضت مع خالي اشتباكًا في خلة الدخان بالأغوار، وأصبت بجراح، ووصلت الأخبار باستشهادي، فأسرعت أمي إلى منطقة كريمة الأردنية، وبدأت تبحث عني، ثم عرفت أني حيَ، وطلبت من أخيها أن تراني، فرفضت أول الأمر، ثم وافقت بعد إلحاحي خالي، الذي وضع في موقف مؤثر وصعب بيني وبين أمي، شريطة أن لا أعود معها إلى طوباس كما أرادت، وأترك الثورة، وكانت لحظة مؤثرة وقاسية.

يشار إلى أن وزارة الإعلام، أعادت منذ ست سنوات، في حلقات "كواكب لا تغيب" كتابة قصص معظم شهداء انتفاضة الحجارة في طوباس والأغوار، وتتبعت سيرة الشهيد الحاج حسن، وأوائل الذين ارتقوا بعد النكسة بوقت قصير.

 

 

المزيد من الصور
مصطفى عبد الرزاق: الشهيد المُختطف منذ 48 عامًا..
مصطفى عبد الرزاق: الشهيد المُختطف منذ 48 عامًا..
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017