سمعنا جميعاً القول المأثور: وجود زوجة سعيدة يعني حياة سعيدة، وقد اتَّضح أن ذلك قد يكون حقيقياً، فالمرأة هي سرّ السعادة الزوجية.
السعادة الزوجية
وجدت دراسة أجراها باحث بجامعة روتجرز، أن رضا الزوج عن حياته يكون أكبر عندما تصف زوجته زواجهما بأنه سعيد، وفق موقع Psychology Today الأمريكي. لكن دعونا نأخذ هذا القول المأثور خطوة أبعد، ونطرح سؤالاً أكثر إثارة للاهتمام: هل يمكن أن يؤدي وجود شريك حياة سعيد، بغضِّ النظر عن جنسه، إلى حياة ليست فقط أكثر سعادة، بل حياة أطول أيضاً؟
السعادة الزوجية وراء طول العمر
هذا هو السؤال الذي طرحته باحثة من هولندا مؤخراً، في هذه الدراسة، فحصت عالمة النفس الاجتماعي أولغا ستافروفا عينة تمثيلية على المستوى الوطني، تضمَّنت أكثر من 4 آلاف شخص من المتزوجين الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أكثر. تابعتهم لمدة تصل إلى ثماني سنوات، وقاست مجموعة من المتغيرات النفسية والجسدية. للأسف، لم ينجُ جميع المشاركين الأكبر سناً في تلك السنوات الثماني، لذا سجلت أي وفيات حدثت خلال فترة الدراسة. وكانت النتيجة الأولى الملحوظة هي: رضا شريك الحياة عن العلاقة ارتبط بدرجة كبيرة بانخفاض خطر الوفاة. ببساطة، فالأشخاص الذين لديهم أزواج سعداء، أولئك الذين يوافقون بشدة على عبارة «أنا راضٍ عن حياتي»، يعيشون لفترة أطول عن الأشخاص الذين لديهم أزواج غير سعداء. الأهم من ذلك، أن هذه النتيجة بقيت ثابتة بغضِّ النظر عن جنس الفرد أو عرقه أو مستوى تعليمه أو دخل الأسرة أو ميله الجنسي.
الزواج السعيد لا يختلف عن النظام الغذائي الجيد
لتر الفارق فعلياً انظر إلى هذا الرسم البياني: يظهر هذا أنه مع مرور الوقت يظهر الأشخاص الذين لديهم زوج غير سعيد (الخط العلوي) زيادة في خطر الوفاة، بشكل أكثر حدة مما لدى الأشخاص الذين يحظون بأزواج سعداء (الخط السفلي). لذا، مثلما يحميك النظام الغذائي الجيد، والوزن الصحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام من الوفاة المبكرة، فمن المحتمل أن يكون الزوج السعيد يفعل ذلك أيضاً. أعرف ما الذي قد تفكر فيه: لماذا؟ لماذا يرتبط الزواج السعيد بانخفاض خطر الوفاة؟
3 تفسيرات للأمر
هناك العديد من التفسيرات المحتملة لهذا الترابط. فعلى سبيل المثال، قد يحدث ذلك لأنه عندما يكون شركاؤنا سعداء فمن الأرجح أنهم سيعتنون بنا، خاصة في أوقات المرض. أو ربما لأنهم عندما يكونون سعداء فمن غير المرجح أن يتشاجروا معنا، وعندما يقومون بذلك يقلّلون من إجهادنا. التفسير الثالث المحتمل، الذي اختبرته الباحثة خلال هذه الدراسة، هو أن الأشخاص السعداء هم ببساطة أكثر نشاطاً بدنياً. وكلما كان شريكنا أكثر نشاطاً زاد نشاطنا أيضاً. في النهاية دعمت النتائج هذا الاستنتاج. يمارس الأشخاص السعداء نشاطاً بدنياً أكثر حيوية، وهو ما يرتبط بدوره بزيادة نشاط شركائهم، وهو ما يرتبط بدوره باحتمال انخفاض وفاة الأزواج. من المهم أن نتذكر أن هذه الدراسة كانت ارتباطية كلياً. هذا يعني أنه على الرغم من ارتباط السعادة الزوجية بمعدل الوفاة، لا يمكننا القول بالتأكيد إن الأولى تسببت في تغير الثانية. قد تكون هناك بعض المتغيرات التي لم تفحص بعد، والتي تسبب كلاً من السعادة الزوجية وانخفاض معدل الوفيات. ومع ذلك، فإن هذه الدراسة تضمَّنت عدداً من الخصائص التي تدعم التفسير السببي، بما في ذلك حقيقة أنه كان طولياً، وحقيقة أن العلاقة السببية العكسية (أي الوفيات التي تسبب السعادة الزوجية السابقة) غير ممكنة من الناحية المنطقية، وحقيقة أنها فحصت آلية سببية محتملة (فحص النشاط البدني كوسيط). كانت هذه الدراسة الأولى من نوعها، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث، لكن النتائج الأولية مثيرة للاهتمام.
لا تتوقف عن إسعاد شريكك
لهذا إليك نقطة الانطلاق: في المرة المقبلة حين تسنح فرصة لجعل شريك حياتك سعيداً، ربما عن طريق مفاجأته بهدية في غير أوان عيد ميلاده، أو تدليك ظهره دون أن يطلب، أو دعم أحلامه وتطلعاته، افعل ذلك. هذا لن يفيد شريكك فقط، لكنه قد يفيدك أنت أيضاً. والشيء نفسه ينطبق على شريك حياتك. العلاقات في الحقيقة هي طريق ذو اتجاهين. لذا فكِّر في إعادة إرسال هذه المقالة إلى شريكك كتذكير غير مباشر.