كرمت مبادرة شبابية الاثنين المدير العام المقال لمستشفى النجاح الجامعي بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
جاء ذلك خلال حفل تكريم أقامته مجموعة من الناشطين الشباب، حضره حشد غفير من أهالي المحافظة.
ويأتي حفل التكريم للبروفيسور الحج يحيى مع دخول قرار إقالته حيز التنفيذ، بعد قرار رئيس مجلس أمناء المستشفى رامي حمد الله الاستغناء عن خدماته ابتداء من مطلع أبريل، بدعوى ارتكابه عدة مخالفات إدارية وسلوكية.
وقال المحامي وائل الحزّام في كلمة منظمي الحفل، أن هذا الحفل جاء لرد الاعتبار لمدينة نابلس وللقامات العلمية فيها.
وأضاف: "هذه رسالة تصحيح أردنا من خلالها أن نقول أنه إذا بقيت البلد تدار بنفس العقلية فستخسر البلد ألفاً من أمثال الحج يحيى، وأن الحج يحيى يمثل نقطة في بحر الأخطاء التي تدار بها البلد".
ولفت إلى أنهم تعمدوا عدم توجيه دعوات رسمية لأية جهة رسمية أو شبه رسمية، حتى يتيحوا المجال للناس ليقولوا: كفى.
أما الصحفي سامر خويرة، فقال أن هذا الحفل ليس ردا على أحد، أو مناكفة لأحد، وإنما لتكريم من قدم لنابلس، مضيفا: "نابلس أبت أن يرسم لها الآخرون خط سيرها، نابلس انتفضت وقالت: من يقف معي أنصره، من يدعمني أحمله، ومن يعاندني أكسره".
وفي كلمة أهالي نابلس، أشاد المحامي نائل الحوح بجهود الحج يحيى في تطوير الطب في نابلس.
كما أشاد بتضحية زوجته التي تعيش مع أبنائه في بريطانيا بعيدين عنه منذ خمس سنوات، وقبلت بأن يعود إلى فلسطين ليخدم شعبه، بينما رفضت سابقا أن يعمل في الولايات المتحدة أو دول الخليج.
وتحدث شقيق المريض نبيل صبحي عبد الكريم ظاهر من بلدة ياصيد، والذي أجرى له د.الحج يحيى عملية زراعة قلب اصطناعي، وشكر الحج يحيى الذي أنقذ حياة شقيقه بعد معاناة لأكثر من أربعة أشهر وعجز مستشفى هداسا عن علاجه وأعاده إلى نابلس ليموت بين عائلته.
بدوره، عبر الحج يحيى عن تقديره لهذه اللفتة من أهالي نابلس، وأكد أن الثمن الذي دفعه زهيد أمام تضحيات الشهداء والجرحى.
ولفت إلى أن مشهد تجمع أهالي نابلس أمام المستشفى لمتابعة شهدائهم وجرحاهم، ولّد لديه القناعة بأن هذه المدينة لن تُذل.
ويعد د.الحاج يحيى من أشهر جراحي القلب في فلسطين، حيث عمل في جامعة بريستول البريطانية، ويُعدّ زميل الكلية الملكية للجرّاحين البريطانيين، وأحد الرواد عالمياً في مجال الجراحة المعقّدة للقلب الفاشل وزراعة القلب، وزراعة القلب الاصطناعي، وزراعة الرئة.
وعرف عنه براعته كطبيب جراح بفلسطين، وبمهاراته الجراحية الفنية الكبيرة والتي وضعت فلسطين في مقدمة خارطة العالم من حيث نجاح عمليات القلب، وتقلد مناصب طبية رفيعة المستوى عالميا.
وأثار قرار إنهاء خدمات الحاج يحيى الرأي العام المحلي، خاصة في نابلس، واعتبره كثيرون مثالا جليا على تهجير الكفاءات الفلسطينية.
