القدس المحتلة - خدمة قدس برس
الإضراب المفتوح عن الطعام أو ما يعرف بـ "معركة الأمعاء الخاوية"؛ هي امتناع الأسير عن تناول كافة أصناف وأشكال المواد الغذائية الموجودة في متناوله باستثناء الماء وقليل من الملح.
وهي خطوة نادرًا ما يلجأ إليها الأسرى، إذ تعتبر الأخطر والأقسى لما يترتب عليها من مخاطر جسيمة؛ جسدية ونفسية، وصلت في بعض الأحيان إلى استشهاد عدد منهم.
ولا يلجأ الأسرى الفلسطينيون عادة إلى مثل هذه الخطوة إلا بعد نفاذ كافة الخطوات النضالية الأخرى، وعدم الاستجابة لمطالبهم عبر الحوار المفتوح مع سلطات الاحتلال، عن طريق اللجنة النضالية التي تمثل الأسرى.
ويعتبر الأسرى الإضراب المفتوح عن الطعام، وسيلة لتحقيق هدف وليس غاية بحد ذاتها. وهو أكثر الأساليب النضالية وأهمها، من حيث الفعالية والتأثير على إدارة السجون والرأي العام لتحقيق مطالب الأسرى الإنسانية العادلة.
ولقد جرت أول تجربة فلسطينية لخوض الإضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية، في سجن نابلس أوائل عام 1968، حيث خاض المعتقلون إضرابًا عن الطعام استمر لمدة ثلاثة أيام احتجاجًا على سياسة الضرب والإذلال التي كانوا يتعرضون لها، وللمطالبة بتحسين أوضاعهم الاعتقالية والإنسانية.
وبدأ الفلسطينيون بإحياء "يوم الأسير" منذ 17 أبريل/ نيسان عام 1974، وهو اليوم الذي أطلقت فيه سلطات الاحتلال سراح أول معتقل فلسطيني، وهو محمود بكر حجازي، خلال أول عملية لتبادل "الأسرى" بين الفلسطينيين.
ويبدأ 30 من قادة الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام والشراب؛ قبل أن يلتحق بهم 1400 آخرين من خمسة سجون.
وأعلنت الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال، أن الإضراب يأتي "احتجاجًا على الأوضاع السيئة التي يعيشونها، والانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحقهم".
وأوضحت أن مطلب الإضراب هو إزالة أجهزة التشويش المُسرطنة التي ثبتتها إدارة سجون الاحتلال في أقسام الأسرى.
وقالت إنها تجهزت لـ "معركة الكرامة الثانية" وأتمت كافة الاستعدادات لخوض الإضراب المفتوح عن الطعام، مؤكدةً أنها "ستخوض بكل ثبات معركة الكرامة الثانية اليوم الأحد".
أول شهداء الحركة الأسيرة نتيجة الإضراب عن الطعام
وقد استشهد جراء الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال خمسة أسرى، وهم؛ عبد القادر أبو الفحم بتاريخ 11 تموز 1970 خلال إضراب سجن عسقلان، وهو أول شهداء الحركة الأسيرة خلال الإضراب عن الطعام، راسم حلاوة وعلي الجعفري بتاريخ 24 تموز 1980 خلال إضراب سجن نفحة، محمود فريتخ في إضراب سجن جنيد عام 1984، وحسين نمر عبيدات استشهد بتاريخ 14 تشرين أول 1994 في إضراب سجن عسقلان.
أبرز الإضرابات الجماعية التي خاضها الأسرى منذ عدة عقود، وجاءت على النحو التالي؛
إضراب سجني الرملة و"كفار يونا" بتاريخ 18 شباط/ فبراير 1969 واستمر 11 يومًا بسجن الرملة و8 في كفار يونا. إضراب الأسيرات الفلسطينيات في سجن "نفي تريسنا" بتاريخ 28 نيسان/ أبريل 1970 واستمر 9 أيام.
إضراب سجن عسقلان 5 تموز/ يوليو 1970 (7 أيام)، واستشهد خلاله الأسير عبد القادر أبو الفحم. إضراب سجن عسقلان بتاريخ 13 أيلول/ سبتمبر1973، والذي استمر لمدة 24 يومًا.
إضراب في عدة سجون انطلق من سجن عسقلان بتاريخ 11 كانون أول/ ديسمبر1976 واستمر لمدة 45 يومًا، وبعدها تم تعليق الإضراب، وبتاريخ 24 شباط/ فبراير 1977 استأنف الأسرى في سجن عسقلان إضرابهم واستمر لمدة 20 يومًا، كامتداد للإضراب السابق، بعدما تنصلت إدارة السجون من التزاماتها وتراجعت عن الوعود التي قطعتها للأسرى.
إضراب سجن نفحة بتاريخ 14 تموز/ يوليو1980 واستمر لمدة 32 يومًا. وقد شاركت باقي السجون بإضراب إسنادي، واستشهد خلاله الأسيران؛ علي الجعفري وراسم حلاوة، ثم التحق بهما في تشرين ثاني/ نوفمبر1983 الأسير اسحاق مراغة، واستشهد جراء "التغذية القسرية"، ويعتبر هذا الإضراب "الأشهر والأعنف".
إضراب سجن جنيد في شهر أيلول/ سبتمبر 1984 واستمر 13 يومًا، وذلك بعد افتتاح السجن المذكور في مدينة نابلس في شهر تموز/ يوليو 1984.
إضراب سجن جنيد بتاريخ 25 آذار/ مارس1987 وشارك فيه 3000 أسير فلسطيني من معظم السجون، واستمر لمدة 20 يومًا، وكان له إسهام فعال في اندلاع انتفاضة الحجارة الكبرى في كانون أول عام 1987.
إضراب سجن نفحة بتاريخ 23 حزيران/ يونيو 1991 واستمر لمدة 17 يومًا.
إضراب شامل في كافة السجون والمعتقلات بتاريخ 27 أيلول/ سبتمبر 1992، واستمر 19 يومًا، وأصطلح على تسميته بـ "أم المعارك" كونه شكّل مرحلة مهمة في الذود عن كرامة الأسير. وقد شارك فيه نحو 7 آلاف أسير، وحظي بمساندة جماهيرية واسعة في الوطن والشتات، وحقق العديد من الإنجازات والتحسينات، واستشهد خلاله الأسير المقدسي حسين عبيدات.
إضراب الأسرى بتاريخ 18 حزيران / يونيو1995 تحت شعار "إطلاق سراح جميع الأسرى والأسيرات دون استثناء"، وجاء بغرض "تحريك" قضيتهم السياسية قبل مفاوضات طابا، واستمر 18 يومًا.
إضراب الأسرى عن الطعام بتاريخ 5 كانون أول/ ديسمبر 1998 إثر قيام "إسرائيل" بالإفراج عن 150 سجينًا جنائيًا، ضمن صفقة الإفراج التي شملت 750 أسيرًا وفق اتفاقية "واي ريفر" وعشية زيارة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلنتون للمنطقة، والذي استمر 16 يومًا.
إضراب 2 أيار/ مايو 2000 احتجاجًا على سياسة العزل، والقيود والشروط المذلة على زيارات أهالي المعتقلين الفلسطينيين، وقد استمر هذا الإضراب ما يقارب الشهر.
إضراب سجن "نيفي تريستا" بتاريخ 26 حزيران/ يونيو2001 حيث خاضته الأسيرات واستمر لمدة 8 أيام متواصلة احتجاجًا على أوضاعهن السيئة.
إضراب شامل في كافة السجون بتاريخ 15 آب/ أغسطس 2004 واستمر 19 يومًا. إضراب أسرى سجن "شطة" بتاريخ 10 تموز/ يوليو 2006 واستمر 6 أيام، احتجاجًا على تفتيش الأهل المذل خلال الزيارات، وكذلك لتحسين ظروف المعيشة بعد مضايقات على ظروف المعيشة وخصوصًا التفتيش الليلي المفاجئ.
إضراب أسرى الجبهة الشعبية وبعض المعزولين وذلك بتاريخ 27 أيلول/ سبتمبر 2011 والذي استمر 22 يومًا. إضراب مفتوح عن الطعام، لقرابة 1600 أسير، بتاريخ 17 نيسان/ أبريل2012، واستمر 28 يومًا.
إضراب الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال وبدأ بتاريخ 24 نيسان/ أبريل 2014، وشارك فيه نحو 120 معتقلًا قبل أن يتوسع ويضم مئات آخرين، احتجاجًا على استمرار سياسية الاعتقال الإداري بدون تهمة أو محاكمة، واستمر 63 يومًا.
في التاسع من كانون أول/ ديسمبر 2014 أعلن قرابة 70 أسيرا في سجون: النقب، ريمون، ونفحة، إضرابهم عن الطعام وانضم إليهم لاحقًا عشرات الأسرى وانتهى بعد 9 أيام.
في 17 نيسان/ أبريل 2016 أعلن مئات الأسرى الفلسطينيين في عدة سجون إسرائيلية إضرابًا مفتوحًا عن الطعام؛ تحت عنوان "الحرية والكرامة" وتم تعليقه بعد 41 يومًا. وطالبوا بتحقيق جملة مطالب، أبرزها؛ إنهاء سياسة العزل، وسياسة الاعتقال الإداري، إضافة إلى المطالبة بتركيب تلفون عمومي للأسرى الفلسطينيين، للتواصل مع ذويهم، ومجموعة من المطالب التي تتعلق في زيارات ذويهم، وعدد من المطالب الخاصة في علاجهم ومطالب أخرى، حيث تم تعليقه فجر اليوم السبت بعد 41 يوما من الإضراب.
وإضراب الحرية والكرامة 17 نيسان 2017، حيث شرع 1500 أسير من أبناء حركة فتح في سجون الاحتلال في السابع عشر من نيسان/ أبريل 2017، بالإضراب المفتوح عن الطعام، وذلك لاستعادة العديد من حقوقهم التي سلبتها إدارة سجون الاحتلال؛ والتي حققوها سابقاً بالعديد من الإضرابات.
وتحتجز "إسرائيل" 5 آلاف 700 معتقل فلسطيني، موزعين على 22 سجنًا، ومن بينهم 29 معتقلًا منذ ما قبل توقيع اتفاقية "أوسلو" بين الاحتلال ومنظمة التحرير (1993)، وعشرة نواب، ونحو 50 فلسطينية؛ من ضمنهن 13 فتاة قاصر و230 طفلًا.