رامي مهداوي
عنوان المقال ليس سؤالاً عبثياً أو ساذجاً بقدر ما هو استفسار عن حالتنا أين نحن من كل ما يحدث بقضيتنا الفلسطينية؟! وهل انتهينا بدخولنا مرحلة جديدة أصبحت واضحة المعالم لا ناقة لنا فيها ولا جمل، واكتفينا بدور المشاهد لهذه اللعبة من خلال التلفاز؛ ونُحلل الأهداف التي يتم تحقيقها في المرمى الفلسطيني ثم نشجبها ونستنكرها!!
سألت: هل انتهينا؟ عبر صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، لم أكن أتخيل هذا الكم الهائل الذي أجاب بأننا انتهينا منذ زمن، بالتأكيد هناك من قال إن الشعوب لا تنتهي، وهناك من أجاب بعواطفه، لكن بعيداً عن العواطف والشعارات، علينا أن نعترف بأن من لا يتقدم يتقادم، وأن السكون موت حتى لو كنت تتنفس، فكم من أحياء أموات وكم من أموات أحياء؟! لهذا يمكن القول بأننا نظرياً متواجدون لكن عملياً نحن انتهينا.
ربما انتهينا من مرحلة ودخلنا مرحلة جديدة؟ وربما انتهينا بسبب عدم المقدرة والعجز في التغيير؟! وربما نُكذّب على أنفسنا؛ لأننا نعلم بأننا انتهينا ونتعاطى مع الواقع بحالة من الإهمال لأننا لا نريد أن نعترف بأننا انتهينا، ليس هذا فقط وإنما نُكابر بأننا مازلنا نحقق انتصارات!!
والأخطر من كل ذلك بأننا ننساق بانسياب وسلاسة مع الواقع، وهذا ما يجعلنا خاضعين غير مبادرين لأي فعل كان، ليصبح الفعل الفردي هو الفعل الوحيد الذي يسيطر على عقليتنا، وإن كان هناك فعل جماعي هو فعل فئوي مبني على المصالح الخاصة الضيقة، بالتالي المجتمع أصبح في حالة تيه واغتراب عن ذاته.
قضيتنا الأساسية تعاني من تغيرات متسارعة على كافة الأصعدة، ما يعزز التيه الذي أصابنا وكأننا في صحراء سيناء دون الذهاب لها كما يتم إشاعته بأنها الدولة المستقبلية لنا، فغياب الفعل والإستراتيجيات التي يجب أن نجابه بها واقعنا جعلنا في حالة موت سريري وتأقلمنا على ذلك للأسف.
حتى لا أطيل الشرح بالحالة التي نعاني منها، السؤال هو هل نبقى كما نحن عليه الآن ونرضى بما هو مفروض علينا ونُسلم بالأمر الواقع الذي نجهل مصيرنا به، هل نستطيع التفكير بالخيارات المتاحة لنا_إن وُجِدت_ في ظل الظروف المعقدة على كافة الأصعدة؟
الرئيس الأميركي ترامب يعلم جيداً أين سيأخذ قضيتنا، وحصول رئيس وزراء الاحتلال على قلم ترامب له دلالات أبعد من مجرد توقيعه على اعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان، وإعادة انتخاب رئيس وزراء الاحتلال من قبل المجتمع الإسرائيلي رغم كل القضايا التي تواجهه مع زيادة التطرف بهذا المجتمع يُحتم علينا الإجابة على سؤال: هل انتهينا؟