من سجى حفناوي
عندما يحضر الأمل يبطل الألم تراهن مقبلات مبتسمات يتمايلن على بعضهن بحب، جمعتهن الظروف، وقربتهن المتاعب، لكن رغبتهن في تخطيها كانت أقوى من أية مصاعب، فأجمل الأمهات تلك التي تقدم ابنها فداء للوطن، قدمن أغلى ما يملكن في سبيله.إنهن بكل ما أوتين من قوى، يحتجن من يقف بجوارهن، يمسح دمعتهن ويحولها إلى ابتسامة ويربت على كتفهن بحب وحنان.
وهذا ما يهدف إليه مركز الدراسات النسوية، حيث يأتي هذا الموضوع ضمن برنامج المرأة الفلسطينية الاحتلال والفقدان الذي ينفذه المركز منذ العام 2002 وحتى الآن، والذي يستهدف النساء الفاقدات من خلال الإحتلال ويهدف إلى الدعم النفسي والاجتماعي، وتخفيف حدة الصدمة للنساء الفاقدات.
وقد تجلى ذلك في لقاءات الدعم الجماعي للنساء الفاقدات ابتداء من سماع همومهن وآلامهن وانتهاء بالإبتسامة والمضي قدما بقوة وثبات وصولا إلى تخطي الصدمة.
حيث اختتم أمس آخر تلك اللقاءات في مدينة جنين عبرت فيه المشاركات عن حجم التأثير النفسي الكبير الذي أوجده البرنامج ممثلا بالميسرات والداعمات، حيث استطاعت الفاقدات التغلب على الغضب والتوتر المستمر لمرارة ما عانين من فقدان وأصبحن أكثر طاقة وإيجابية بشهادة عائلاتهن ومن حولهن.حضرن اللقاء الأخير ليوصلن رسالة"أنا الآن أريد أن أحول تجربتي القاسية إلى حكمة تساعدني في المستقبل فلا سبيل لهزم المحن إلا بالأمل".