الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
"زنزانة" وهتافات و"شمس"...
تاريخ النشر: الخميس 18/04/2019 13:50
"زنزانة" وهتافات و"شمس"...
"زنزانة" وهتافات و"شمس"...

طوباس: أدى بضعة فتية دور الأسرى وسط مدينة طوباس، ووقفوا وراء قضبان صنعت على عجل، فيما حجبت قطع قماش عيونهم، وتحلق متضامنون حولهم.

ووقف مرشد الكشافة في تربية طوباس مصطفى بشارات، بجوار زنزانة افتراضية، وقال إن طلبة مدرسة مصطفى أبو خيزران أرادوا لفت الأنظار لمعاناة الأسرى، في عمل غير تقليدي، وأظن أن الرسالة قد وصلت، وهذا ما لمسناة من تفاعل المشاركين في المسيرة.

واسترد الأسير المحرر محمد فقهاء، خلال الحلقة (115) من سلسلة (أصوات من طوباس) لوزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، ذكريات 15 عامًا قضاها بعيدًا عن شمس الحرية. ولخص المعاناة بالقول: لم تنته المحنة بعد الخروج من السجن، اليوم يحرمني الاحتلال من السفر، وما يزيد الألم منع زوجتي من دخول فلسطين.

وعدّد فقهاء لائحة طويلة من إجراءات القمع والتنكيل، تبدأ بالحرمان من الزيارة، وتتضاعف في التعذيب النفسي والجسدي، وتتفاقم بالإهمال الطبي.

ومضى: تنقلت بين عسقلان، وجلبوع، والنقب، وبئر السبع، وعشت لحظات مريرة، وذقت الإهانة خلال زيارة أهلي، فقد كانوا خلف ألواح زجاجية، وتحدثنا عبر الهاتف المراقب والمشوش، وشعرت بالعجز.

وكان فقهاء شاهدًا على ارتقاء الأسير فادي أبو الرب قبل سنوات، فقد أعطاه طبيب السجن علاجًا خاطئًا أدى إلى تفاقم وضعه الصحي واستشهاده، ولا ينسى إصابة الأسير عثمان أبو خرج بالتهاب الكبد الفيروسي، ومماطلة علاجه.

وأنهى: سمعنا مراراً عن وصفات طبيبة تخبرنا بتناول حبوب "أكامول" المسكنة، والإكثار من شرب الماء، حتى في حالات يعاني أصحابها السرطان.

وراحت لافتات ضخمة، وأخرى حملها أطفال وزهرات في مساندة الأسرى، وروجت لشمس حريتهم، وكان معتصم دراغمة بوجهه الملتحي وقلبه الحزين يحمل صورة ابنه مصطفى، الذي اعتقل قبل 11 شهرًا وأصيب وراء القضبان بفشل كلوي.

وقال: يغسل ابني كليته في السجن، ونخشى على حياته، فالمعتقلات لا دواء فيها، وندعو الله أن يخفف عن أبننا، وألا يعود لنا جثة.

وأفاد مدير نادي الأسير، وأمين سر "فتح" في طوباس\، محمود صوافطة أن مسيرة اليوم صرخة تنتصر لأسرانا، وتدعو للتضامن معهم، وبخاصة في ظل موقف القيادة والرئيس محمود عباس، الرافض لاقتطاع رواتبهم، مهما كانت الظروف.

وزاد صوافطة: في طوباس 125 أسيراً معظمهم يقضون أحكامًا مرتفعة، وبعضهم يعاني المرض، وهناك خطورة على حياته.

وأخفت جميلة دراغمة وجهها وراء صورة لابنها محمد، الذي ينتظر حكمًا بالسجن 18 شهراً وغرامة باهظة بـ 200 ألف شيكل.

وقالت: أن يكون قلبك يبكي على قطعة منه تعاني في السجن، ولا تستطيع فعل شيء له، فهذه قمة الألم.

وأشار المفوض السياسي والوطني لمحافظة طوباس والأغوار الشمالية، العقيد محمد العابد إلى أن أسرى الحرية من الثوابت، ومسيرات اليوم في كل الوطن تثبت أنهم يسكنون قلوب شعبنا، وتؤكد رسالة أننا لم ولن ننساهم.

وبيّن أمين سر المكتب الحركي للمعلمين، عامر أبو عرة، أن كل فئات الشعب خرجت في مسيرات تتوحد مع الأسرى، الذين قدموا حريتهم لشعبهم وقضيتهم.

وكانت الطفلة هبة إبراهيم ترفع لوحة مساندة للأسرى، وقالت إن خالها محمد محكوم بالسجن 20 سنة، وهذا يعني أنه سيخسر شبابه، لكنها تتأمل أن ينعم بالحرية؛ ليشاركها فرحتها بالثانوية العامة.

وألقى مدير هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أحمد أبو الحسن، كلمة الفصائل وأهالي الأسرى، وسط حضور رسمي وشعبي، تقدمه المحافظ اللواء يونس العاص، ومدراء المؤسسات الرسمية والأهلية.

وقال: في ذكرى تحرير أول أسير من سجون الاحتلال، محمد بكر حجازي، نلتف حول رموز حريتنا، ونبرق لهم رسالة إسناد، ونهتف لحريتهم، ونؤكد أن هجمة ما تسمى مصلحة السجون عليهم، والإمعان في قهرهم لن تكسر صلابتهم.

وأضاف: نستذكر أمير الشهداء، القائد خليل الوزير، الذي وحد الحركة الأسيرة، ونقول للعالم إن الاحتلال يقتل أسرانا كل يوم بعنصريه وسياساته وإهماله الطبي، وحرمانه من أبسط حقوقهم.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017