بقلم: أدهم خروبي
مما لا شك فيه أن المبادرات الأخيرة لتنظيف وتزيين وإنارة البلدة القديمة في نابلس أسعدت قلوب الآلاف، وبثت الروح من جديد فيهم، فجمال العمل التطوعي الذي شارك فيه الناس على اختلاف ألوانهم وأعمارهم زيّن النفوس فرحا قبيل ان يُزين الأحياء السكنية، وأضاء شعلة الأمل قبل أن ينير الحارات.
ولكن المتابع الدقيق لكل حيثيات ما جرى وما يجب ان يكون يختلجه الكثير الكثير.فبلدة قديمة سميت ذات مرة بكنز نابلس وتارة ببترولها وأخرى بقلبها، وتغنى بها الشعراء، وكتب عنها الأدباء، وارتقى على ثراها الشهداء، ورويت دما طاهرا زكيا حتى بات لكل حجر أو زاوية أو قنطرة أو قوس فيها قصة وحكاية.
فالبلدة القديمة يا سادة التي تجعلونها دوما زينة لبرامجكم الانتخابية، ولمؤسساتكم رأسا للاجندات الورقية الوهمية لا تلقى منكم الحد الأدنى ولا أقل من ذلك، إلا من رحم ربي، وقليل ما هم.
يا سادة، ترجموا حبكم عملا، ووعودكم فعلا وقدموا لها.. فواقعها يبكي المحب والقريب.
يا سادة، حارة من حاراتها فيها تسع صبانات مغلقة، وواحدة تفكر جادة أن تسير على درب مثيلاتها..محلات بالعشرات مغلقة تماما أو حُول بعضها إلى خم للدجاج أو عش للحمام أو اسطبل للخيل أو زريبة للبهائم والدواب، وفيها الاحواش التي اصبحت مكبات للنفايات، والقصور التي أضحت مكاره صحية.
يا كرام الناس رأفة بها، وفي ايديكم الكثير لمساندة أهلها ومساندة انفسكم.
اجتمعوا بين ظهرانيها، وغازلوا وجعها وألمها ففي جعبتكم الكثير إن صدقتم نية العمل.لتستقبل مكاتبكم، ولتكن قبلة عمل لمؤسساتكم ولضيوفكم وزوار المحافظة.
لتكن راس حربة مشاريعكم السياحية، فحكايتها جميلة وقصتها راسخة ويا ليتكم تفعلون.
افتحوا بها محلاتكم وزينوها فعلا وحبا وقولا وعملا.فكروا بها في كل المجالات، بادروا انتم يا مؤسسات المحافظة ويا لجنة المؤسسات ويا كل الفعاليات.
ومن ثم إن زارت الحكومة نابلس في اجتماع لها فليكن اجتماعا غير عادي في صبانة من صباناتها وبرنامج عملي لكل وزارة من وزرائها، ولتقلعوا بالعمل، ولكل وزير منكم ما يمكن ان يعمله.
لتبدا السياحة بالتزامن مع الاقتصاد وليكن المرور بالثقافة والحكم المحلي والاوقاف.
ولتكن بلدتنا القديمة عنقود سياحة وثقافة واقتصاد وعنقود محبة وعنقود نضال.
يكفيكم شعارارت وهيا بنا نعمل.