تسنيم ياسين
على الطريق الممتد بين رام الله ونابلس حلم يتجسد ليصير واقعاً، هو نتاج تجارب وخبرات تراكمت طويلاً, اختار أصحابه قبل عامين البدء به ليتحول من خيال إلى حقيقة تحت مسمى "جامعة الزيتونة".
لا ينفصل الخيال الفلسطيني عن فكر مقاومة الاحتلال بكل أشكاله، فكان اختيار موقع الحلم متوسطاً بين مدينتي رام الله ونابلس، وعلى بعد 3 كيلومترات من مستوطنة أرئيل للحد من تمدد الاستيطان إلى تلك المنطقة المهددة.
الدكتور فاهوم شلبي المعاون الأكاديمي لرئيس الجامعة يوضح: "ولدت الفكرة من شخص ذي خبرة عالية في التعليم العالي هو الدكتور داود الزعتري، ترأس جامعتين وهو صاحب سياسات تعليمية بحكم عضويته لـ15 سنة في وزارة التعليم العالي، وتأتي الفكرة لرفد التعليم العالي بسد النواقص والثغرات".
عرض الدكتور الزعتري الفكرة على أكاديميين وخبراء ومهندسين، وقبلت، وتجمعوا لترجمتها على أرض الواقع، فسجلوا أنفسهم كشركة فلسطينية خاصة بوزارة الاقتصاد، يمنع أن يزيد عددهم على 49 عضواً، برأس مال حوالي 15 مليون دولار، والهدف هو إنشاء حرم جامعي.
وبعد البحث اختير الموقع بناء على مجموعة من العوامل أهمها أن الأرض متوسطة بين مدينتين ومصنفة أ ومهددة بالاستيطان، خاصة مع قربها من مستوطنة أرئيل، ودشن حجر الأساس عام 2015 بحضور رئيس الوزراء السابق الدكتور رامي الحمد الله.
مدير مشروع الجامعة هشام زلوم يوضح لفريق تجوال أصداء: "الجامعة ستقام على 146 دونماً، بدأنا في أعمال العظم والمنشآت منذ سنتين حتى لآن لدينا 26 ألف كيلومتر مربع، وهذه هي المرحلة الأولى".
ويتابع زلوم: "ستنفذ الجامعة على 4 مراحل، الأولى 26 ألف متر مربع، والثانية 15 ألف متر مربع، أما الثالثة 15 ألف متر مربع والرابعة 10 آلاف متر مربع، أي أن المجمل حوالي 65 ألف متر مربع، بالإضافة إلى ملعب كرة القدم الدولي سيكون تحته 12 طابقاً مواقف سيارات".
رؤية مؤسسي الجامعة تتجه نحو جعلها أقرب إلى الجامعات التطبيقية التكنولوجية، يبين شلبي: "البرامج لم تعتمد رسمياً ولكنها ذات طبع تكنولوجي هندسي تطبيقي طبي، كل الجوانب العلمية إلى حد ما ليس لها علاقة بالإنسانيات، ونحرص على أن نتجنب تكرار البرامج، وأن تنسجم مع حاجة الخريج لترجمة مهاراته في سوق العمل الداخلي والخارجي والمنافسة بهما".
ومن المخطط أن يقبل بالسنة الأولى 400-700 طالباً، أما بعدها من الممكن أن يزيد على 20%، وبعد 5 سنوات يرتفع العدد إلى 5 آلاف طالب، أما الحد الأقصى الذي لا يمكن أن يزيد عنه هو 10-12 ألف طالب.
بالتوازي مع هذا الجانب نجح الفريق الأكاديمي في أن يجلب آلاف الكتب من معرض الكتاب السنوي في القاهرة بعد المشاركة به خلال العامين 2018، و2019، ذات العلاقة بالبرامج الأكاديمية التي ستشملها الجامعة.
يقول شلبي: "أهم عمل الآن هو إنجاز مكتبة إلكترونية وهي ميزة للجامعة لأنها ستكون إلكترونية بامتياز وسيتمكن أي شخص أن يشترك فيها ويستفيد منها، فهي مكتبة تقريباً عامة بحكم طابعها الإلكترونية، حتى المخطوطات الفلسطينية العربية سيتم تصويرها بمبنى المكتبة وتحويلها لملفات إلكترونية لأي إنسان طالما يمتلك الباسوورد".