كشف محرك البحث الأضخم عالميا "جوجل"، أمس الثلاثاء، خلال مؤتمر للمطورين في كالفورنيا، عن تعديلين جديدين على خصوصية مُستخدم متصفح "كروم" التابع له، في خطوة تُشير إلى تحسن كبير في مجال الخصوصية.
والتحديثان هما: إتاحة تحكم أكبر بملفات تعريف الارتباط (كوكيز) للحد من تتبع المُعلنين لأنشطة المستخدم على الشبكة، وميزة جديدة لمكافحة البصمات الإلكترونية.
ما هو ملف تعريف الارتباط؟
"الكوكي" هو ملف نصي صغير محفوظ في متصفح الإنترنت الموجود على جهاز الحاسوب الخاص بالمستخدم أو أي جهاز إلكتروني آخر متصل بشبكة الإنترنت، يُساعد التطبيقات والمواقع المختلفة على حفظ هوية المستخدم الرقمية.
وتساهم هذه الملفات في المحافظة على اتصال المُستخدم بحساباته الرقمية المختلفة، لكنها أيضا تُستخدم لتتبع أنشطته على الشبكة.
تعمل بعض مواقع الإنترنت المختلفة، على تتبع نشاط المُستخدم من موقع إلى آخر، ما يُمكنها من إنشاء ملف تعريف على كل ما يفعله المُستخدم أو يستهويه على الشبكة. الذي تذهب إليه وعلى ما تزوره.
ويُمكن للمستخدم أن يختار إيقاف عمل ملفات تعريف الارتباط، أو تشغيلها، وعند إيقاف تشغيل ملفات تعريف الارتباط فإن ذلك يعني أن المعلنين سيجدون صعوبة أكبر في تتبعه عبر المواقع، لكن هذا يعني أيضًا أن مواقع أخرى لن تتذكر معلومات تسجيل الدخول الخاصة بالمستخدم مما قد يُسبب مصدرا للإزعاج.
ما هو تعديل "جوجل" لطريقة تسجيل ملفات الارتباط؟
سوف يتيح "جوجل" للمستخدم قريبا، إمكانية اختيار المواقع التي تتبعه، حيث أن المتصفح "كروم"، سيمنع ملفات الارتباط من العمل عبر الإنترنت، دون الحصول على موافقة رسمية من المستخدم، أي أن الأخير بات له الحق باختيار الجهات التي ترى نشاطه على المواقع المختلفة دون إغلاق إمكانية تتبعه بالكامل، ما يعني أنه قد يتخلص من المُعلنين دون الحاجة إلى إلغاء تسجيل ملفات ارتبطاه في المواقع المرتبطة بحساباته على الشبكة.
كيف تساهم هذه الخاصية بالحفاظ على أمن المعلومات؟
من خلال حظر ملفات تعريف الارتباط عبر المواقع، فإن المُستخدم سيصعب على قراصنة المعلومات استغلال نقاط الضعف في المواقع المشتركة. فمن خلال قيام المُتسلل بهجوم تزويري عبر المواقع، من الممكن في بعض الحالات للمواقع الضارة تشغيل أوامر على موقع شرعي قام المُستخدم بتسجيل الدخول إليه دون علمه، وبالتالي سرقة بياناته أو الاستيلاء على حساباته.
لكن ملفات تعريف الارتباط ليست سوى جزء صغير من كيفية تتبع المواقع المختلفة لأنشطة المستخدمين على الإنترنت. فمن السهل اليوم، الحصول على البصمة الفريدة لمتصفح المُستخدم من أجل معرفة المواقع التي يزورها.
ما هي بصمة المتصفح؟
يعد تتبع بصمة المتصفح، وسيلة لمواقع الإنترنت المختلفة، والمعلنين، لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول متصفح المستخدم، بما في ذلك بيانات الجهاز الخاص به، مثل طراز الجهار، أو تصميم الشاشة التابع له، ما يخلق "بصمة فريدة" بجهازه. وبالتالي يمكن للمواقع تتبع البصمة حتى عندما يكون المستخدم في وضع التصفح المتخفي أو التصفح الخاص.
وقال "جوجل" أنه يعتزم "محاربة" البصمات، دون أن يُعلن عن كيفية ذلك.