القدس-استقبل مستشفى المقاصد الخيري الإسلامي عشرات الإصابات خلال الـ 72 ساعة الماضية، وذلك عقب المواجهات التي اندلعت يوم أمس واستمرت حتى فجر هذا اليوم في مدينة القدس وضواحيها، حيث بلغ عدد الحالات التي تم علاجها في المستشفى 147 جريحاً ومصاباً، ووصفت بعض الحالات بالبليغة والحرجة نتيجة الإصابة بالرصاص الحي، فيما تراوحت الإصابات الأخرى ما بين المتوسطة والخفيفة، نتيجة الإصابة بالرصاص المطاطي.
وقال د. رفيق الحسيني مدير عام مستشفى المقاصد الخيري إن ما ميز يوم أمس وفجر اليوم عن اليومين الماضيين هو وصول حالات احتاجت إلى عمليات جراحية صعبة جداً، إحداها كسر في الجمجمة نتيجة الإصابة برصاصة مطاطية في الرأس، ولايزال الجريح يخضع للجراحة في غرفة العمليات، هذا بالإضافة إلى حالة كسر في عظام القدم جراء الإصابة المباشرة بالرصاص الحي.
وأضاف الحسيني إلى وصول إصابات إلى المشفى وحالات أخرى نتيجة الضرب المبرح بالهراوات على أيدي قوات الاحتلال، مما سبب كسورا في مختلف الأطراف وأماكن أخرى في الجسم، كما وصلت المشفى حالات أخرى مصابة بالحروق نتيجة الإصابة بشظايا القنابل الصوتية والاختناق بالغاز إضافة إلى إصابات في العيون.
وأوضح الحسيني أن نوعية الرصاص المطاطي الذي يطلقه جنود الاحتلال على الشبان هو نوع يختلف عن السابق، من حيث قدرته على إحداث إصابات وأضرار أخطر وألم مضاعف في مختلف أعضاء الجسم ولكن باختراق أقل.
وأكد الحسيني أن الأزمة لم تنتهي بعد، ويبدو أن حدتها قد ازدادت في الأمس، وبالتالي ما زال مستشفى المقاصد في وضع تأهب كامل لاستقبال كافة الحالات، مجدداً دعوته إلى الإسراع للتبرع بالأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية للتفاعل مع هذا الكم الكبير من الجرحى ولسدّ العجز والتناقص في المخزون، حيث تتم معالجة كافة الإصابات التي تصل المستشفى بشكل مجاني، وحتى يتمكن مستشفى المقاصد من الاستمرار بأداء واجبه الوطني والإنساني والصمود في قلب المدينة المقدسة، مطالباً الجهات المانحة وأهل الخير بتقديم الدعم المطلوب في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها القدس ومستشفى المقاصد.
يُذكر أن جمعية مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية تعتبر إحدى أهم الصروح الطبية في مدينة القدس، والتي تقدم خدماتها الطبية والعلاجية المجانية إلى كافة أبناء الشعب الفلسطيني، وعلى اختلاف الظروف السياسية التي مر بها الوطن طيلة السنوات الماضية، والممارسات الإسرائيلية العدوانية المستمرة ضد المواطنين، فإن مستشفى المقاصد بات أكثر جاهزية وخبرة لاستقبال الجرحى والتعامل مع الحالات الصعبة في مثل هذه الظروف.