أكد جنرال إسرائيلي أن "التوتر الحاصل في منطقة الخليج العربي، وتحديدا بين إيران والولايات المتحدة، يعدّ قفزة نوعية في الأزمة الثنائية، لا سيما على صعيد تبعات هذه الأزمة على إسرائيل، التي لن تبدي أسفا على انهيار الاتفاق النووي".
وأضاف عاموس يادلين، رئيس معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، وترجمتها "عربي21"، أنه "في أعقاب التوتر الحاصل في الخليج، سيكون من الأهمية بمكان بالنسبة لإسرائيل ألا تعاود الإدارات الأمريكية القادمة، بمن فيها الديمقراطية، إلى إبرام هذا الاتفاق من جديد؛ لأنه يمنح إيران شرعية دولية لتطوير برامجها النووية".
وأشار يادلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، أن "أي صدام عسكري بين إيران والولايات المتحدة في جبهات الخليج، والعراق، وسوريا، أو إغلاق مضيق هرمز، ربما لن يرتبط مباشرة بإسرائيل، لكن التطورات والتبعات المتوقعة لهذه الأحداث ستكون ذات إسقاطات غير مباشرة عليها، واحتمال أن تترك إيران إسرائيل خارج هذه المعركة يبدو منخفضا جدا".
وأكد أن "السياسة الموصى بها لصناع القرار الإسرائيلي تجاه هذه الأزمة المتدحرجة يجب أن تكون مكونة من عدة مركبات؛ على المدى القريب الفوري، يتطلب الأمر يقظة استخبارية، وجاهزية عملياتية لإحباط أي عملية عسكرية إيرانية مباشرة أو التفافية ضد إسرائيل، في كل الجبهات التي يوجد فيها نفوذ وتأثير وقوات إيرانية، ويتطلب الأمر اتفاقا بين تل أبيب وواشنطن حول طبيعة الرد المتوقع على أي خطوات عسكرية إيرانية".
وأوضح يادلين، الذي يعد من العقول العسكرية والاستخبارية الكبيرة في إسرائيل، وأحد كبار جنرالات سلاح الجو الإسرائيلي، أن "إسرائيل مطالبة بإجراء تحديث على نظرية "المعركة بين الحروب"، لمواجهة التواجد الإيراني في سوريا من جهة، وترميم الردع أمامها من جهة أخرى".
وأكد أنه "على المدى المتوسط في الأزمة الإيرانية الأمريكية، على إسرائيل التهيؤ لحادثة أن تعود واشنطن وطهران لطاولة المفاوضات، والتوصل لتفاهمات تتعلق بإحداث إصلاحات في الاتفاق النووي، الأمر الذي يتطلب خروج إسرائيل ودول الخليج بموقف موحد، والمسارعة بتوثيق علاقاتهما في المجالات السياسية ومجالات أخرى".
وأشار إلى أنه "على المدى البعيد في تطورات التوتر الإيراني الأمريكي، فإن إسرائيل مطالبة بالاستعداد لوضع تتجه فيه إيران نحو تصعيد الوضع، وتجدد أنشطتها النووية، وإمكانية ألا تبادر الولايات المتحدة لعمل فعال تجاه هذا السلوك الإيراني، لأن إدارة ترامب قد لا تكون متشجعة لتنفيذ عمل عسكري في الشرق الأوسط، وفي هذه الحالة على إسرائيل أن تتحضر لإمكانية أن تقوم بعمل أحادي للتعامل مع التطلعات النووية الإيرانية".
وأوضح أنه "في هذه الحالة، ستكون إسرائيل أمام زيادات نوعية في الموازنات العسكرية والتحضيرات العملياتية واسعة النطاق".
وختم بالقول إن "سياسة الضغط التي تمارسها الولايات المتحدة على إيران، وكبح جماح تهديداتها للمس بالجنود والمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، يقابلها قرار إيران بوقف الصبر الاستراتيجي، ما يزيد من فرضية التصعيد التي ستكون ذات تأثيرات جوهرية على الأمن الإسرائيلي".
وقال إن "الأزمة الإيرانية الأمريكية المتصاعدة تتطلب من المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" الاجتماع فورا، وتصميم سياسة ملائمة لهذه التطورات على مختلف الأصعدة والمديات: القريبة والمتوسطة والبعيدة".
عربي21- عدنان أبو عامر