سلفيت (فلسطين) - خدمة قدس برس
تُنفذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منذ ساعات صباح اليوم السبت، نشاطًا استيطانيًا محمومًا حول قلعة "دير سمعان" الأثرية غرب كفر الديك غربي مدينة سلفيت.
وقال شهود عيان، إن ذلك النشاط تسبب بإحكام الطوق من الجهات الأربع على القلعة الأثرية باستثناء طريق ترابية يوصل إليها من الجهة الجنوبية.
وأكد الشهود، بناء وحدات استيطانية جديدة استزفت أراضي القلعة من جهاتها الأربع، وأن جدران وأحجار قديمة تم تجريفها لصالح التوسع الاستيطاني خارج القلعة الأثرية التي بات من الصعب الدخول إليها.
وذكرت مصادر محلية، أن مستوطنة "ليشم" التي تطوق دير سمعان من جهاتها الأربع قد استنزفت ملحقات وأراضي حول القلعة الأثرية من الخارج.
وأضافت: "المستوطنة أبقت فقط على القلعة من الداخل، وتم استنزاف أراضي زراعية ورعوية تتبع لبلدات كفر الديك ورافات ودير بلوط وهو ما قلص مساحة أراضي تلك البلدات بشكل كبير".
ويعتبر تجريف الأراضي من قبل الاحتلال أو المس بها في تلك المنطقة الأثرية "جريمة حرب بحسب القانون الدولي".
وينص النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية على أن التدمير المتعمد للمباني التاريخية يشكل جريمة حرب.
وتعتبر منظمة اليونسكو أن حماية الأرواح وحماية الثقافة أمران أساسيان ومترابطان في فترات النزاع، وفي الحالات التي يكون فيها التراث الثقافي معرضًا للخطر.
ودعت مصادر فلسطينية في سلفيت، إلى أهمية ترسيخ الوعي بأهمية تاريخ الآثار لدى الجمهور الفلسطيني، وإحداث نقلة نوعية في نظرة الناس للتراث من خلال إبراز قيمته التاريخية، وسرعة الحفاظ على المواقع الأثرية خاصة قرب المستوطنات.
وطالبت بفضح انتهاكات الاحتلال بحق المواقع الأثرية والحضارة والتاريخ الفلسطيني.
ودعا أهالي قرية كفر الديك، لجنة مواقع التراث العالمي في اليونسكو بالموافقة على إدراج القرية أو القلعة الأثرية دير سمعان ضمن لائحة التراث العالمي لحمايتها.
وكان الناشط في شؤون الاستيطان، خالد معالي، قد قال في حديث سابق لـ "قدس برس"، إن الاحتلال يواصل عمليات التوسع الاستيطاني على حساب قلعة تاريخية غربي مدينة سلفيت.
وصرّح معالي، بأن "الاحتلال ينفّذ عملية توسع استيطاني غربي بلدة كفر الديك، لبناء وحدات استيطانية جديدة تابعة لمستوطنة ليشم المقامة على أراضي المواطنين الزراعية".
وأشار إلى أن الاحتلال يواصل عملية البناء الاستيطاني في تلك المنطقة على حساب قلعة "دير سمعان" الأثرية، مبينًا أن عملية التجريف والبناء الاستبطاني أدت إلى تطويق القلعة من جهاتها الأربع، وعلى حساب الساحات الأثرية المحيطة فيها.
وبيّن الناشط الفلسطيني، أن الاحتلال قام بفتح شارع ترابي يوصل إلى القلعة الأثرية وأحاطه وبعض الآبار والمواقع الأثرية بالسياج، "وكل ذلك بعيدًا عن الإعلام وبشكل تدريجي".
وشدد على أن الاستهداف الإسرائيلي لمدينة سلفيت يأتي انطلاقًا من أهميتها الاستراتيجية، "كونها تحتوي على أكثر من 25 تجمعًا استيطانيًا، يهدف الاحتلال إلى توسيعها على حساب الأراضي الفلسطينية".
ودير سمعان؛ قرية أثرية بيزنطية، تتربع على قمة تلة ارتفاعها 350 مترًا عن سطح البحر، بمساحة مبناها الأثري الذي يبلغ حوالي 3 دونمات.
تقع على بعد 3 كيلومترات من الشمال الغربي لبلدة كفر الديك، في منتصف المسافة بين بلدتي كفر الديك ودير بلوط غرب محافظة سلفيت، وهي منطقة يعود عمرها التاريخي إلى أكثر من 1600عام.