الرئيسية / مقالات
الإنتفاضة وسبل تقييمها الباحث: زياد الشولي
تاريخ النشر: الأحد 06/07/2014 09:47
الإنتفاضة وسبل تقييمها الباحث: زياد الشولي
الإنتفاضة وسبل تقييمها الباحث: زياد الشولي

 قبل البدء في مناقشة تقييم الإنتفاضة وسبل قصورها في نواحي معينة ونجاحها في نواحي اخرى، علينا طرح السؤال التالي:

ماهي عناصر شروط النجاح على كل الأصعدة التي تشكل مفاصل العمل الوطني ؟؟ وما هي شروط نجاح صلب الممارسة السياسية والتنظيمية في مرحلة سابقة لمواجهة تحديات ومهام العمل التحرري الوطني ؟؟

اين نصل ... اين الأزمة .. اي اعتراف الحركة الوطنية بمراجعة نقدية. ماهي أزمتها ؟؟ أي قصورها على المستوى القيادي على المستوى البنيوي.على مستوى الهيكلة التنظيمية... على مستوى البرامج  السياسية. على مستوى التواصل مع الجماهير، قدرتها على تأطير واسع للجماهير، وكذلك على المستوى العسكري، حيث يمتاز بإسلوب ارتجالي غير ممنهج على الصعيد العسكري، وكذلك أزمة على صعيد الأيديولوجيا. على صعيد الفكر، والبناء الفكري للتنظيم الذي يتعامل مع الحدث بشكل وقتي او ظرفي زماني مكاني .

علينا إخضاع تجربة الحركة الوطنية الفلسطينية في الإنتفاضة، اي انتفاضة الأقصى، اي إخضاع كل الممارسة الوطنية والإسلامية للرؤى الفئوية والعصبوية والقبائلية السياسية والنظرة الدونية للأمور.

وعلينا وعي كيف نعمل على نهوض الحركة الوطنية باعتبارها صيرورة شاملة. ذات امتداد تاريخي نضالا وممارسة. الوعي هنا يطال الذات ويطال العدو. الوضع الإقليمي والدولي. وعلينا فهم الممارسة ذات الطابع النضالي المقاوم المرتكزة على واقع اجتماعي معاش التي تتشابك بمفاهيم سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية لخلق ثقافة سياسية وطنية لتكون قاسما  مشتركا لكل الأطياف ولغالبية الشرائح لشعبنا الفلسطيني.

بمعنى ليست مرتبطة بوعي هذا الحزب او ذاك ،  اي بعيدة عن الفهم الضيق الفئوي والجهوي او نفي الرأي الآخر ، والتعامل بدونية استعلائية ، او شطط علائقي مع الآخرين .

بمعنى يجب ان يحصل هناك تفاعل بالافكار والرؤى المتعددة ومحاولة موائمتها وطنيا وتوفقيا لأننا في مرحلة تحرر وطني، اي السقف الجامع دون الإغفال للمرتكزات الأخرى، ذات الطابع الإجتماعي الإقتصادي .

نحن نعيش في اشكالية متفاقمة، اشكالية إحباط في مجتمعنا الفلسطيني، إشكالية تراجع .. تمزق .. إرباك سياسي وطني . لكثرة المرجعيات ، الأطروحات .. الإجتهادات .. والرؤى لحل إشكالية الصراع مع العدو الإسرائيلي الإستيطاني .

وهنا يتطلب لمواجهة هذه الإشكالية  إعادة فهم الصراع كعملية تاريخية متكاملة .

وعلينا ايضا كيف الواقع الفلسطيني المعاش وتأثيراته على الصعيد الإقليمي والدولي، بمعنى فهمه بمكوناته الظرفية والزمانية، وكيف نستخدم هذه المكونات ليس الإرتهان لها ظرفيا ومكانيا وزمانيا ، بل نتعامل مع هذه المعطيات بإيجاد آليات عمل لإحداث نقلة نوعية في سياق عملية الصراع باتجاه الأهداف المنشودة .

نعني بذلك فهم الصراع مع الإحتلال الإسرائيلي كصيرورة تاريخية تربط بين الواقع المعاش الراهن، والتكتيك في خدمة الإستراتيجيا والأهداف العليا وضفر الأهداف اليومية، بناء الذات ووضع الرؤى السياسية. ما هية العلاقة بين القطري والقومي .

بمعنى ان الشعب الفلسطيني وهو يخوض الصراع مع الإستعمار الإستيطاني في الحفاظ على أرضه وهويته الوطنية، وعن ايجاد قوته اليومي وتأمينه والنضال الدؤوب للوصول لحق تقرير المصير لإقامة طموحاته في إقامة دولة مستقلة على ارضه قادرا على رسم أفقه السياسي وثقافته الوطنية، وعن ايجاد رؤيا تعبر عن أهدافه العليا لتحقيق ذلك. على ان تظل هذه حاضرة في الوعي والممارسة العليا لتحقيق ذلك. على ان تظل هذه حاضرة في الوعي والممارسة، وتشكيل الناظم للنضالات المتنوعة سياسيا واجتماعيا، ووضع برنامج مقاومة مسلحة وتوجيه جهود العمل المقاوم بمرجعية وطنية واحدة، وليس كما يحصل في انتفاضة الأقصى، تشتت الجهود .. الأهداف المرتجلة .. عدم رسم افق سياسي- عسكري تنظيمي  للمواجهة آخذا بعين الإعتبار متى ابدع في المقاومة المسلحة ومتى اختار الزمان والمكان المناسبين ، اي عمل عسكري يجب ان يكون له أرضية تنظيمية وجماهيرية ويعطي زخما اعلاميا مقبولا على الصعيد الإقليمي والدولي .

وعمليا اختيار الزمان والمكان المناسبين لأي عمل عسكري يكون عندها القدرة في فهم الذات ، وتحصينه وتقدير الظروف السياسية الإقليمية والدولية.

وهذا لا يمكن ان يكون في سياقه السليم الا

بتوحيد نضالات وعمليات البناء الإجتماعي الإقتصادي الثقافي ، وقدرتنا على فهم خصوصيات الواقع الفلسطيني المتنوع .

في ظل هذه الظروف تتجلى حيوية اي تنظيم وقدرته على التكيف الإيجابي مع الواقع حتى يستطيع ان يصلح الخطأ الفادح الذي اتسمت به ممارسة اغلبية الفصائل حتى مجموعها الوطني والإسلامي من عمل مرتجل الي يحض هذا ايضا ارتبط بمفهوم الطليعة – النخبة. عدم اشراك كل شرائح الشعب بالعمل المقاوم . حتى مفهوم الإنتفاضة في كل معانيها الشعبية والرؤى السياسية – الثقافية. اي خلق ثقافة مقاومة سائدة عند أغلبية جماهير شعبنا.

هذه المفاهيم  مورست عبر عشرات السنين من الكفاح السياسي والمسلح من ضمن الكثير من الشعارات والرؤيا الغير قادرة بالتعبير عن نفسها اولا ، وبالتعبير عن غالبية جماهير شعبنا .

مع الحب والتقدير للبطولات التي قام بها افراد وجماعات ضد العدو الغاصب ، اقصد ان الطليعة او الحركة. او الجبهة. او الحزب، لاتعني الإنابة او التفويض او المصادرة ، وقسر الحركة النضالية الشعبية وادخالها في عمليات هجومية، انتقامية غريزية. بل ان نضالنا هو نضال له مفاهيم حضارية له مضامين حقوق انسانية في الحرية، تقرير المصير .. دحر الإحتلال.. انهاء الإضطهاد والإذلال اليومي الذي يمارس ضدنا من  هذا العدو الصهيوني البغيض.

بل عليا ان نؤطر الجماهير الواسعة بكل شرائحها والإنخراط  بشكل وعي نضالي مقاوم متواصل معه اومهمتها كقوى وطنية تغذية ديمومة النضال والثورة.

المطلوب منا كقوى وطنية واسلامية وكجماهير شعبية هو "ضفر " النضالات الشعبية المتنوعة في استراتيجية وطنية واعية وشاملة . الوطن هو الجامع هو السقف في مرحلة التحرر الوطني، الوطن فوق كل الإعتبارات القبائلية السياسية السائدة. اي ان تجميع طاقات كل شرائح مجتمعنا الحيوية والتأكيد على المشاركة في رسم السياسات الوطنية والكفاحية بندية ومسؤولية.

التعامل مع الواقع هو كيف نراكم مقومات النهوض لا يكون مقطوع الجذور عن كل التجارب والممارسات النضالية السابقة. بل علينا ان نعمل على تقييم المراحل السابقة من النضال الوطني. حتى لا نعيش تجريبية وعبثية جديدة. بل المحاولة للاستفادة منها لتصحيح ما يأتي من نضال وطني واجتثاث السلبيات ومراكمة ايجابيات العمل الوطني.

وقانون العام والخاص يلعب دورا في التعامل مع الواقع الجديد والمرحلة الحالية اي يدخلنا في اشكالية متجددة وجدلية باستمرار ويزداد تشابكنا مع الزمن ، حيث يجري الحديث السياسي حول الثوابت الوطنية واقامة الدولة. وهذا لن يتم الا اذا وضعنا استراتيجية مواجهة الاحتلال. انهاء الاستيطان. عودة اللاجئين. اقامة الدولة. الحدةد اين ؟! حيث نجد حالة من التمزق والتبعثر، اختلاط الرؤى، المفاهيم. سلطة حكم ذاتي محدود. حيث مجلس تشريعي معطل، سلطة مهمة. سلطة محاصصة. قصور رفع تأمين امن المواطن. أمن غذائي. جوع. فقر. بطالة. ظواهر اجتماعية لأخلاقية حكومة تقسم الارث السياسي. اين هم الآن سلطة حكومة. فصائلة الى اين هم الآن سلطة حكومة. فصائلية اين هم توحيد الجهود في تحرير الارض. اين هم من مواجهة الاحتلال. اين هم من دحره يتشدقون بحكومة وحدة وطنية اين هم من الوحدة الوطنية. اولويات العمل السياسي والمقاوم هو وضع برنامج شامل كامل لبناء التراث. اولا وتوحيد الجهود ضد العدو في مقاومته.

حكومة وسلطة لاتستطيع تأمين لقمة العيش لشعبها .. عليها ان ترحل والشعب الفلسطيني ليس بشعب يوّلّد الكثير من القادة في توصيله لشاطىء الأمان.

هذه الحالة من التبعثر والتمزق كثره طرح الرؤى لحلول تصفوية مطروحة للقضية الفلسطينية اوسلو 1 ، اوسلو 2 ، واي ريفر، ميتشيل ، تينيت زيني ، خارطة الطريق . اتفاقية جنيف، الأهداف كلها تؤدي الى ارباك سياسي لدى الشارع . للجماهير يخلق نوعا من البلبلة السياسية، تفتيت الجهد الوطني الفلسطيني وخصوصيات الشعب الفلسطيني, ترسخت مع الزمن العربي الفلسطيني من المعاناة التشتت، وتوزعه على بيئات اجتماعية متباينة على كل الأصعدة السياسية الإجتماعية والإقتصادية وقانونية وثقافية، هذا التباين ادى الى ظهور خصوصيات ومهام واسئلة. وهي انعكاس لواقع تلك الخصوصيات .

ولو اجرينا مقارنة بين هذه التجمعات في 48. الاردن ، لبنان، الضفة، قطاع غزة، او اي تجمعات الشعب في الشتات، لوجدنا انها تجمعات بنيوية متباينة.

والمطلوب منا كيف نتعامل مع هذه الخصوصيات ،اي الخاص والعام وجدلية الحياة، تراكمات هذه الخصوصيات في جميع نواحي الحياة، ومطلوب من القوى الوطنية التفاعل بعمق مع هذه الخصوصيات وكيف نؤطر هذا التنوع يدخلنا في موضوع الديمقراطية لتتكامل عملية التلاحم بين العام والخاص.

ان الممارسة الديمقراطية السليمة تنسج نوعا من الحركة والمرونة والجدلية وثقافة التسامح والتصالح مع انفسنا ، والتزام الوعي بهذا النهج يوفر بيئة للعام الوطني لنظم العلاقات الوطنية.

ان النهج الديمقراطي وترسيخه بالعمل الوطني الفلسطيني كمنهج وممارسة يخلق نوع من العلائق الوطنية الموضوعية. ويوفر في تحصين البنى والهياكل، ورسم برامج قادرة على مواجهة المحتلين الصهاينة، ونكون قادرين على وضع اجندة وطنية ، وقدرة على توحيد الجهد الوطني.

بين القوى الوطنية والإسلامية وخلق نوع من اللحمة بينها وبين الجماهير. وتكون قادرة على التواصل مع الجماهير وخلق حالة استنهاض جماهيري واسع من خلال المشاركة في القرار السياسي ، واتخاذ القرارات الصائبة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017