قلم / غسان مصطفى الشامي
يسابق رئيس الوزراء الصهيوني ( نتنياهو) ساعات الزمن في التوصل لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة مع الأحزاب الإسرائيلية المختلفة من أجل الخروج من المأزق السياسي الذي يعانيه، حيث باءت جهود (نتنياهو) بالفشل الذريع في التوافق مع الأحزاب الإسرائيلية الأخرى وذلك بعد القرار الأخير لــــ ( افيغدور ليبرلمان) رئيس حزب ( يسرئيل بيتنا ) عدم المشاركة في الحكومة الصهيونية .
ويواجهه ( نتنياهو) هذه الأيام ضغط أمريكي مستمر للإسراع في تشكيل حكومته، وذلك للتفرع لمواجهة التحديات القادمة وعلى رأسها صفقة القرن الأمريكية، حيث شدد ( نتنياهو) في تغريدات إعلامية أن الرئيس الأمريكي (ترامب) يدعم تشكيل حكومة (إسرائيلية) وعدم العودة للانتخابات مرة أخرى، وهناك الكثير من الأمور بين الصهاينة والأمريكيين ستقوم بها الحكومة الجديدة .
يخشى ( نتنياهو ) الذهاب لانتخاب ( إسرائيلية ) جديدة لأن هذا الأمر سيعمل على شل الكيان العبري لمدة ستة شهور انشغالا وتحضيرا للانتخابات، لذلك فهو يبذل كل جهوده من أجل إقامة ما يطلق عليه نتنياهو (من حكومة يمينية قوية وتحقق الاستقرار للصهاينة ) .
ويواجه ( نتنياهو ) صعوبات في تشكيل الحكومة وذلك بسبب تمسك ليبرمان، بطرح (قانون تجنيد الحريديين)، فقد استخدم ( نتنياهو ) في خطابه ترامب كسبب لتشكيل الحكومة، خاصة أن ( ليبرمان) أحد أقرب المقربين من الرئيس الأمريكي ترامب.
لقد شكل قانون ( تجنيد الحريديين ) في الكيان عقبة كأداء أمام تشكيل الحكومة الصهيونية الجديدة حيث يعمل ( ليبرمان) على تمرير القانون الذي توصل مع قادة المؤسسة الأمنية والجيش، على أن تتخذ حكومة نتنياهو قرارا بتحديد أهداف التجنيد من ( الحريديين) ، فيما اقترح حزب ( يسرائيل بيتنا) عدم إشراك أعضاء الكنيست عن أحزاب ( الحرديين) في التصويت على القانون، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الصهيونية، حيث يجري النظر في إلى إمكانية شطب قانون ( التجنيد ) من جدول اتفاقيات الائتلاف الحكومي في الكيان.
ويواجه ( نتنياهو) عقد غزة وفرض الهدوء في مستوطنات غلاف غزة خاصة بعد المعركة الأخيرة مع غزة ، حيث هاجم ( ليبرمان) نتنياهو مؤكدا أنه لن يشارك في حكومة عاجزة عن وقف التهديدات في قطاع غزة، حيث نقلت قناة هيئة البث الإسرائيلية ( كان ) عن ليبرمان قوله: ( لا أفهم ما هي الحكومة اليمينية التي يتحدث عنها الليكود، كان الرد على 700 صاروخ أطلق من غزة على جنوب البلاد تمرير 30 مليون دولار لحركة حماس، رأيت بالونات حارقة وهنا أيضًا كان الرد الصهيوني المناسب هو توسيع منطقة الصيد).
كما تعرض ( نتنياهو) لانتقادات كثيرة من المسؤولين في الأحزاب الصهيونية المعارضة خاصة تعامل ( نتنياهو) مع غزة وعدم القدرة على ضبط الهدوء في مستوطنات الغلاف حيث انتقد عضو الكنيست الصهيوني (عوديد فورير ) عن حزب ( إسرائيل بيتنا) ( نتنياهو)، طالبا منه أن يأمر بفتح النار ضد حماس، بدلا من فتح النار ومهاجمة ليبرمان إعلاميا.
إن الحالة الأمنية والميدانية في غزة تستوجب على ( نتنياهو) القدرة على التعامل معها في ظل تطور وسائل المقاومة الفلسطينية وتقدمها، حيث تحدث في مقابلة صحفية عضو الكنيست من حزب (الليكود) (عوزي ديان ) - شغل في السابق، منصب نائب رئيس الأركان وخدم لمدة( 34 ) عامًا في الجيش الإسرائيلي، وشارك في حرب عام 67 - وفي رده على سؤال حول الأوضاع في غزة، قال إن "غزة هي مشكلة خطيرة، سواء من الناحية السياسية أو الأمنية وهو يعتقد أن حركة حماس ليست جزءاً من الحل، وإنما هي المشكلة، و( ديان ) يؤمن أنه لا يمكن ردع عدو إلا إذا هددنا وجوده، ولذلك يجب على (إسرائيل ) ردع حركة حماس عن طريق التهديد بتدميرها واغتيال قيادتها، والخيار الثاني هو طرد رجال حركة حماس من هذه الأرض .
إذاً رئيس الوزراء الصهيوني ( نتنياهو) في أوضاع لا يحسد عليها وهو يقاتل في كل ساعة من أجل الانتهاء من تشكيل حكومة صهيونية جديدة خشية أن لا ينجر لأجراء انتخابات إسرائيلية جديدة وبالتالي يبقى الكيان في حالة غير مستقرة حتى نهاية العام الجاري، في المقابل هناك تحديات كبيرة أمام ( نتنياهو) وأعضاء حزبه من أجل التغلب على هذه العقبات والتحديات المتواصلة .
إلى الملتقى ،،