رغم العوامل الكثيرة التي تمنع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من تحصين وزيرة القضاء السابقة، أييليت شاكيد، في قائمة الليكود، وفق التقارير التي وردت في وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الفترة القليلة الماضية، إلا أن ذلك لن يمنع الحزب الحاكم من محاولة الاستفادة من الوزيرة التي تعتبر وشريكها السابق (على ما يبدو)، نفتالي بينيت، أكبر الخاسرين في الانتخابات الأخيرة، حيث فشلوا في الوصول إلى الكنيست وتجاوز نسبة الحسم.
وفيما تصّر شاكيد على أنها لم تحسم أمرها في ما يتعلق بمستقبلها السياسي وخطوتها المقبلة، أشار تقرير للقناة 13 الإسرائيلية، اليوم الخميس، إلى أن الليكود عرض على الوزيرة المقالة حديثًا، أن تشارك في الحكومة المقبلة، عبر توليها لحقيبة وزارية، مقابل أن تلعب دور الوساطة في المفاوضات الائتلافية بين الليكود، وحزب "يسرائيل بيتينو"، برئاسة وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان.
يأتي ذلك على خلفية إفشال ليبرمان تشكيل حكومة نتنياهو الخامسة، ورفضه الانضمام لائتلاف حكومي، والثبات على موقفه المتعلق بـ"قانون التجميد"، ما أدى في نهاية المطاف إلى حل الكنيست، وجر النظام السياسي الإسرائيلي إلى انتخابات جديدة، الثانية في العام 2019.
وبحسب تقرير القناة 13، فإن الليكود بعث بنتان إيشل، الرئيس السابق لطاقم مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لمقابلة شاكيد، وإقناعها بلعب دور الوسيط بين نتنياهو وليبرمان، مقابل حقيبة وزارية تختارها بعد الانتخابات المقبلة، علما بأن القانون الإسرائيلي يتيح لرئيس الحكومة تعيين وزراء ليسوا أعضاء في الكنيست.
وحين توجهت القناة للقنوات الرسمية لليكود لتأكيد من صحة هذه الأنباء، ادعوا في الليكود أن هذا العرض قدم بالفعل لشاكيد خلال المفاوضات التي أجراها نتنياهو مؤخرًا مع ممثلي "يسرائيل بيتينو"، بعد انتخابات الكنيست الـ21 التي أجريت بداية نيسان/ أبريل الماضي، غير أن شاكيد فشلت، حينها، في إقناع ليبرمان بالانضمام للحكومة.
يذكر أن نتنياهو كان قد ذكر، في جلسات مغلقة، مطلع الأسبوع الجاري، أنه لا ينوي ضم شاكيد إلى قائمة الليكود، رغم الدعوات المتكررة من وزراء الليكود لضم شاكيد للحزب، حتى بدا أن الأمر محسوم، خصوصًا بعدما لم تتجاوز قائمة "اليمين الجديد" نسبة الحسم، وبقاء شاكيد خارج الكنيست.
وعزت القناة أسباب نتنياهو إلى أن زوجة رئيس الحكومة، سارة نتنياهو، عارضت خطوة ضم شاكيد لليكود أو تحصينها في موقع متقدم في قائمة الحزب لخوض الانتخابات المقبلة، وذلك خلال جلسة عقدت في مقر رئيس الحكومة، في القدس، حضرها عدد من أعضاء الليكود.
في المقابل، أشار تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، إلى أن شاكيد تسعى إلى ترأس قائمة توحد من خلالها أحزاب يمينية وصفتها القناة بأنها "مركونة على الرف"، وفشلت في دخول الكنيست، حتى تمثل لها رافعة سياسية تستطيع بموجبها الدخول في مفاوضات لإجراء تحالفات مع أحزاب يمينية أخرى، ما قد يمنحها فرصًا أكبر بموافقة رسمية على ترأسها لقائمة يمينية واسعة سيتم تشكيلها.
وذكرت القناة أن الأحزاب التي اجتمعت شاكيد مؤخرًا بممثليها، هي: حزب "هتيكفا" الذي يترأسه عضو الكنيست السابق، المستوطن أرييه إلداد، بالإضافة إلى حزب "صهيونية دينية قومية متجددة" (أحي) برئاسة عضو الكنيست السابق عن "الاتحاد القومي – المفدال"، إيفي إيتام. يذكر أن الحزب الأخير ممثل بـ"اتحاد أحزاب اليمين" حيث نجح في تحصين، إيلي بن دهان، من "البيت اليهودي"، في قائمة الليكود لانتخابات الكنيست الأخيرة، ليتسنى لنتنياهو توحيد الأحزاب اليمين.
ونقلت القناة 12 عن مقربين من شاكيد، أنها لم تبادر إلى هذه اللقاءات، وإنما قدم إليها عروض مشابه من أطراف مختلفة، رفضت الإفصاح عنها، مشددين على أن شاكيد رفضت هذه العروض تمامًا، وأضافوا أن "شاكيد لا تنوي ترأس حزب جديد، وإنما تفحص إمكانية الاندماج مع الخيارات المعروفة والمطروحة (دون مزيد من التفاصيل)".
يأتي ذلك فيما تؤكد القناة 13 في التلفزيون الإسرائيلي، نقلا عن مصادر في الليكود، أن حالة من الغضب والامتعاض تسيطر على وزراء عن الليكود في أعقاب تعيين أمير أوحانا وزيرًا للقضاء خلفًا لشاكيد.
ويأتي الاستياء الذي أخذ يتسع لاعتبارهم أن "رئيس الحكومة وعدنا بترقية لا وجود لها ولا أساس"، حيث يتملكهم الشعور بأن نتنياهو نقض عهوده التي قدمها لهم، كما أشاروا إلى أن نتنياهو وعد عددًا من كبار المسؤولين في الليكود، في الوقت ذاته، بتوليتهم حقيبة القضاء التي آلت في نهاية المطاف إلى أوحانا.
عرب 48