الرئيسية / الأخبار / فلسطين
حلوى المعمول "عروسة العيد والموسم"
تاريخ النشر: الجمعة 07/06/2019 16:32
حلوى المعمول "عروسة العيد والموسم"
حلوى المعمول "عروسة العيد والموسم"

    كتبت دعاء سلفيتي

"مال العيد وعيدت"...

عبارة شائعة لدى العائلات الفلسطينية، تتردد على ألسنتهم عند الإقبال على شراء حلوى "معمول" العيد، أو عملها في حلقة فكاهية يتربع بها أفراد العائلة صغاراً وكباراً للمساعدة في إعدادها وتشكيلها بقوالب خشبية أو بلاستيكية مختلفة.

يعتبر "المعمول" من الحلوى الفلسطينية التقليدية، التي توارثتها الفتيات جيل بعد جيل عن أمهاتهن، حيث يتم إعداده بخلط حبيبات السميد مع الدهن النباتي، ويضاف إليه مختلف المطيبات،  فالبعض ما زال محتفظاً بطريقة الصنع القديمة والبعض الآخر يبتكر كل ما هو عصري وجديد.

 

 

           

كما تتعدد "الخلطات" التي يتم حشو المعمول بها، فمنها: عجوة التمر المنكهة ، والمكسرات المشربة بقطرات العسل وماء الورد.

يستيقظ سمير ابن العشرة سنوات مبكراً؛ ليساعد أمه في تشكيل "المعمول"، وبأنامله الصغيرة يخبط بطريقة ناعمة ودافئة "عجينة المعمول"؛ لتخرج بقالب جميل ومبهج.


 

وبعد الانتهاء من إعداده يتم ترتيبه في "صدر" نحاسي مدور الشكل، ثم يترك قليلاً؛ حتى يتم تسخين الفرن مسبقاً قبل إدخاله لينضج، وتفوح رائحته بكل زاوية من زوايا البيت وزقق الشوارع.

 

وفي هذه اللحظة تجلس الأم ومن قام بمساعدتها  تتأمل هذا الإبداع الذي أعدته من أجل أبناءها، لكي تضيف للعيد بهجته الخاصة لكن بطريقتها البهية المفعمة بالحنان والدفء.

 

 

 

 

 

                                                                                                                                                                                  


 

وبعد ساعات طويلة من العمل، والسفر في ربوع تصور طعم ورائحة "المعمول"....

 


 

تبدأ حبات "المعمول" بالتربع على سطح نحاسي لاسع الحرارة، مرصوصة بشكل متقارب؛ ليداعبها الهواء الساخن الذي يهب من شعلة النار بداخل "الفرن الغازي"، فيغلق باب "الفرن" جيداً وتترك الحلوى حتى تتسرب  رائحتها من بين زوايا "الفرن"...

 

 

 

وبعد ذلك يفتح "الفرن" للإفراج عنها، ليداعب الهواء البارد في الخارج وجهها الذهبي الهش، كأنها أسيرة سجن لكنه سجن من نوع آخر، سجن تخرج منه روائح شهية، وسط جلسات الأهل الدافئة...

 

وها هي عروسة الموسم تخرج بزينتها وحلتها الأخيرة، إلى حواس الجماهير ليتأملوها....

                           وهيك يلي ما عمل "معمول" راحت عليه وما عيد....

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017