قال أكاديمي إسرائيلي إنه "من أجل مصلحة السلام، فإن من الأهمية ترك السلطة الفلسطينية تعيش مرحلة الانهيار؛ لأن التدهور الاقتصادي للسلطة الفلسطينية لن يضع حدا لحالة الانسداد السياسي، وإنما سيمنح الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة أفقا جديدا لحياة أفضل".
وأضاف مارتين شيرمان، مؤسس المعهد الإسرائيلي للأبحاث الإستراتيجية، في مقاله على موقع ميدا، وترجمته "عربي21"، أن "انهيار السلطة الفلسطينية قد يظهر على أنه تهديد لأمن إسرائيل؛ لأنه سيزيد من حالة عدم الاستقرار، ويرفع مستوى المشاكل الأمنية الإسرائيلية، وربما يكون ذلك على المدى القصير كلاما جديا ومفهوما، لكن يجب دفع هذه الفرضية جانبا؛ لأن المطلوب تصميم نظرية إستراتيجية بعيدة المدى لإسرائيل".
وأشار إلى أنه "بدلا من الخشية الإسرائيلية من الانهيار المتوقع للسلطة الفلسطينية، كتهديد ومصدر خوف، فإنه يجب على إسرائيل أن تعتبرها فرصة يمكن لها أن تنقذها من حالة المخاطر التي أسفرت عنها مسيرة أوسلو بين الجانبين".
وأكد أنه "بدلا من النظرة الإسرائيلية إلى السلطة الفلسطينية على أنها شريك طبيعي لسلام مستقبلي بينهما، فإنه يجب اعتبارها تهديد ترفض أي تسوية مع إسرائيل، لذلك ليس عليها أي واجب أو التزام أخلاقي للحفاظ على المنظومة الاقتصادية والاجتماعية للعدو، وإن كان من واجب على إسرائيل أو التزام، فهو التعجيل بانهيار السلطة وسقوطها".
وانتقل الكاتب بالحديث عن قطاع غزة، بالقول إنه "في الوقت الذي بدأ فيه محمود عباس يوقف ضخ الأموال إلى القطاع لمعاقبة حماس، لم تستغل إسرائيل هذه الفرصة، بل سمحت لقطر بإدخال أموالها هناك، هذه لم تكن خطوة مجدية، بل مضرة على صعيد الأمن الإسرائيلي".
وأوضح أن "بقاء إسرائيل في دائرة التفكير الخاطئ القائل بضرورة عدم التسبب بحدوث كارثة إنسانية للفلسطينيين، وتقديم يد المساعدة لهم بين حين وآخر، فإنها لا تعمل على تأبيد هذه الأزمة فقط، وإنما تزيد منها، وتعمل على تصعيدها".
وأضاف أن "هناك خيارات إسرائيلية أخرى في حال انهارت السلطة الفلسطينية، ومنها البحث عن إمكانية البدء بعملية تهجير للفلسطينيين خارج أراضيهم من خلال تطوع دول غنية لاستيعابهم، في ظل تبدد حلم الدولة الفلسطينية وتراجع حل الدولتين".
وختم بالقول إنه "من الغريب بعد ربع قرن من إقامة السلطة الفلسطينية، ورغم حجم الدعم السخي من المجتمع الدولي والإسناد السياسي من مختلف أنحاء العالم، أنه لم ينجح الفلسطينيون في إيجاد نظام سياسي غير فاسد، الأمر الذي جعل من فرص تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل يتباعد مع مرور الوقت، بل العكس هو الصحيح".
وأشار إلى أنه "في ضوء هذا الفشل المتزايد من قبل السلطة الفلسطينية، فإن الأمر يتطلب من إسرائيل البحث عن فرص وخيارات أخرى تأتي نتيجة انهيار السلطة الفلسطينية".
عربي21- عدنان أبو عامر