نشر موقع "آف بي.ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن البعثات العلمية التي من المقرر إجراؤها هذه السنة، في ظل انخفاض عدد المتابعين والمهتمين بمجال العلوم مقارنة بالعقود الماضية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن وسائل الإعلام الحديثة لا تسلط الكثير من الضوء على مجال العلوم، وباتت تولي اهتماما كبيرا بالمواضيع المستهلكة، ولعل ذلك ما جعل العلوم تحتل مكانة متواضعة في فضاء المعلومات، ودفع البعض إلى الاعتقاد بأن الباحثين لا يقومون باكتشافات تاريخية.
وذكر الموقع أنه من المنتظر أن تقدم دراسة الغابات التي أجراها خبراء أمريكيون وبريطانيون، معلومات مهمة من شأنها أن تمكن الإنسان من التنبؤ بحالة الطقس بشكل أكثر دقة. وستساهم نتائج هذه الدراسة في إحداث تغييرات نوعية في عمل الطيران والملاحة البحرية، إلى جانب العديد من المجالات الأخرى.
وأورد الموقع أن نهر ثويتس الجليدي سيكون موضوع دراسة علماء الجيوفيزياء البريطانيين والأمريكيين من مؤسسة العلوم الوطنية وشركة أمريكا الشمالية حول موثوقية التزويد بالطاقة في الأشهر القادمة. ووفقا للباحثين، فإن ذوبان هذا النهر الجليدي سوف يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر. ومن المخطط أن يقوم العلماء سنة 2019 بمجموعة من البحوث ستظهر مدى إمكانية ذوبان النهر الجليدي في المستقبل القريب.
وفي هذا الصدد، تم تخصيص حوالي 25 مليون دولار لإجراء هذه الدراسة. ولا يقتصر فريق الدراسة على مشاركة العلماء البريطانيين والأمريكيين فقط، بل تضم أيضا علماء من دول مختلفة، حيث سيعمل حوالي مئة عالم على هذه الدراسة.
وأفاد الموقع بأنه في أيلول/ سبتمبر الماضي، أطلقت وكالة ناسا قمرا صناعيا أطلقت عليه اسم "أسيا سات 02"، وهو عبارة عن مرصد فضائي مزود بتلسكوبات موجهة إلى أقطاب الأرض. وبمساعدة هذا المرصد، الذي يسجل مستوى ارتفاع أو انخفاض سمك الجليد، يقوم العلماء بقياس سمك الجليد ومتابعة تغيّراته خلال مختلف المواسم. بالإضافة إلى ذلك، يجمع القمر الصناعي الذي تم إطلاقه في الخريف الماضي ما يقارب تيرابايت واحد من المعلومات بشكل يومي.
واستنادا إلى هذه البيانات، تم تكوين خريطة مفصلة حول الجليد في أنتاركتيكا. وحيال هذا الشأن، قال عالم الجيوفيزياء في جامعة كولورادو بولدر، مايكل ماكفيرين، إن "القمر الصناعي الجديد الذي تم إطلاقه العام الماضي، سيغير وجهة نظر العالم بشأن الجليد في أنتاركتيكا والجليد البحري والمنطقة القطبية ككل". وأضاف ماكفيرين "بدأ أصدقائي العمل على قاعدة البيانات الجديدة منذ ظهورها، ومن المفترض أن تنشر النتائج الأولية للبحث بحلول نهاية هذا العام".
وأشار الموقع إلى أن حوض نانكاي الذي يقع في المحيط الهادئ قبالة سواحل اليابان الشرقية، يعتبر من بين أكثر الأماكن التي تشهد زلازل في العالم. وقد تعرض هذا المكان في منتصف أربعينيات القرن الماضي لزلزال بقوة 8.1 درجة. وخلال هذه السنة، وفي إطار البعثات العلمية، سيقوم العلماء بالتنقيب في تصدعات القشرة الأرضية في هذا الموقع من الكوكب، لمعرفة أسباب حدوث الزلازل بصفة متكررة.
وفي شهر كانون الأول/ ديسمبر من السنة الماضية، أطلقت وكالة ناسا الفضائية مشروعا لدراسة التغييرات في النظام البيئي، من خلال تثبيت أجهزة بصرية على الجانب الخارجي للمحطة الفضائية الدولية، مما يتيح الحصول على صور ثلاثية الأبعاد للغابات التي تنمو على سطح الأرض. وتهدف هذه الدراسة إلى الإجابة على مجموعة من الأسئلة، على غرار: ما هي كمية الكربون التي تمتصها الأشجار؟ كيف سيؤثر انخفاض مساحة الغابات على المناخ؟
وأورد الموقع أن العلماء عزلوا بحيرة "ميرس" عن بقية النظام البيئي للكوكب لدراسة الكائنات الحية التي تعيش فيها. ويتسبب تلوث الغلاف الجوي ومياه المحيط في إلحاق ضرر كبير بالشعاب المرجانية. لهذا السبب، تخطط مجموعة من العلماء خلال صائفة هذه السنة لاستكشاف الشعاب المرجانية في هاواي، التي تأثرت بارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون.
وأكد الموقع أن العلماء قاموا خلال السنوات العشر الماضية بدراسة باطن الأرض لاكتشاف ما تختزنه التربة. ووفقا للعلماء، فإن "المحيط الحيوي العميق" يحتوي على عدد كبير من الكائنات الحية غير المعروفة، التي تشكل جزءا مهما من جميع كائنات الأرض. وخلال المؤتمر المقرر عقده في واشنطن في تشرين الأول/ أكتوبر، سيكشف العلماء المزيد من التفاصيل عن الاكتشافات التي تم التوصل إليها بالفعل، وخططهم للسنوات العشر القادمة.
عربي21 ـ روعة قفصي