جبهة عربية – إسلامية – عالمية لإسقاط مؤامرة ترامب ومؤتمر المنامة
" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان .."
عدنان إدريس
محاضر- جامعة النجاح الوطنية
ومدير مركز دراسات الفكر العربي-الاسلامي
نابلس – فلسطين
stsolqan@najah.edu
ملخص
تطرح التطورات الراهنة في المنطقة جملة من التحديات المصيرية تستهدف وجود الأمة تاريخيا وحاضرا ومستقبلا. ويقع في مقدمة هذه التحديات سياسات "ترامب" وحلفائه وبخاصة الكيان الصهيوني، والمتمثلة بالمؤامرة التصفوية الكبرى التي أسماه ترامب "صفقة القرن"، ، ومؤتمر المنامة "الاقتصادي" السياسي، ونذر حرب مدمرة في المنطقة! وما يستهدفه هذا التحالف من ورائها من إعادة رسم خريطة المنطقة وظيفيا، ومن ثم استراتيجيا لتحقيق أطماعهم ورؤاهم الخطيرة والمدمرة في المنطقة والتي يقع في موقع المركز منها تصفية القضية الفلسطينية!. وبالرغم من شراسة هذه التحديات الخطيرة فإنها توفر فرصة أيضا لقوى التحرر والمقاومة في المنطقة لاستعادة زمام الأمور، وبالقلب منها م.ت.ف – إجباريا لااختياريا – التي تقف اليوم أمام هذا الخيار، أو أن تبقى في دائرةالضعف وردة الفعل والانتظار!
لم يخف الرئيس الأميريكي ترامب لا قبل انتخابه ولا بعده، حقيقة رؤيته الإستعلائية العنصرية المريضة للعالم، بما في ذلك رؤيته لاستعادة "دور" وزعامة أميريكا فيه. ولا يزال ترامب وإدارته يهددون " استقرار" العالم الهش أصلا، عبر إطلاق سباق تسلح جديد غير مسبوق ، وعبر العودة الى الحرب الباردة والحروب الاقتصادية والتجارية عبر العالم!
وما زالت تدوس القانون الدولي وتلغي وتنسحب وتتنصل مما تشاء من اتفاقيات ومنظمات ومجالس دولية ،وأعراف دولية مكرسة شرعة الغاب ، وما زالت تفرض العقوبات في كل الاتجاهات، بهدف فرض الإخضاع عبر التجويع والحصار ، (فلسطين وفنزويلا وايران والصين: أمثلة)، و..و.الخ ،وما زالت تعربد في العالم ساعية إلى تحويله إلى محمية اقتصادية بترولية استثمارية عسكرية لها، تهيئة لشن حروب جديدة وتهديد الاستقرار الهش في العالم بهدف السيطرة عليه. وما لم يتم لجم هذا الانفلات المجنون لسياسات هذه الادارة الاميريكية العدوانية والاستكبارية، فانها ستجر العالم حتما الى حرب كونية ستكون الأكثر فتكا بالبشرية والحياة على كوكب الأرض، على الاطلاق!
وبالرغم من أن شعوب الأرض و أحرار العالم قد بدأوا في التحرك لمواجهة عولمة أمريكا للعالم، وضد الكيان الصهيوني ، والتي من بينها تصاعد تبني المقاطعة الأقتصادية والأكاديمية والنقابية في عديد دول العالم ، وقبلها صدور مطالبات بتقدم مجرمي الحرب الصهاينة والأمريكيين لمحاكم دولية ، فإن موقف أصحاب الدماء المسالة والحريات المسلوبة ، والأوطان المستباحة والثروات المنهوبة، هو دون المستوى المطلوب ! ناهيك عن التحركات التي شهدها العالم.
وللحقيقة فإن التحركات الجماهيرية ناهيك عن الرسمية في الأقطار العربية والاسلامية لم تكن على المستوى المطلوب في مواجهة إعلان إدارة ترامب الصهيونية بشأن طرحه لما أسماه " صفقة القرن" ( وهي ليست سوى مؤامرة أميريكية – صهيونية لتصفية القضية الفلسطينية عبر حصار م.ت.ف، وعبر تشكيل حلف "عربي" و"إسلامي" هو نوع من إعادة إنتاج مشروع الرئيس الأميريكي الأسبق ريجان " الإجماع الاستراتيجي، ومشروع سلفه بوش : الشرق الأوسط الجديد)، وما تلا ذلك من قرارات إدارة ترامب بشأن القدس ، وقراراته بشأن اللاجئين الفلسطينيين والأونروا، وفرض الحصار المالي على الشعب الفلسطيني بهدف تجويعه وتركيعه، وتصريحات سفيره ومن يسميهم مبعوثيه للسلام ( من اليهود الصهاينة) بتشجيع الكيان الصهيوني على ضمها له، وغيرها من ومواقف عدوانية. وكذلك فإن مواقف نفس الإدارة بشأن إيران ( تصفير صادراتها وتجارتها بهدف تجويع شعبها المسلم)، ومواقف ترامب وإدارته بشأن فنزويلا والصين المشابهة والمتطابقة في الهدف والمضمون، وغيرهما من دول العالم .. نقول تلك المواقف والسياسات العدوانية والامبريالية والاستكبارية الوقحة، لم تتم مواجهتها بالمستوى الجماهيري المطلوب، ناهيك عن المستوى الرسمي!.
ويبدو أن ضعف التحركات الجماهيرية في مواجهة تلك السياسات العدوانية والاستفزازية، من ناحية، قد شجعت إدارة ترامب وفتحت شهيتها للمزيد من تلك السياسات، فأخذت تحضر للحلقة الثانية من المؤامرة الصهيو– أميريكية، وذلك بالانتقال الى الشق الاقتصادي التطبيقي، والذي اخترعت الإدارة الأميريكية "مؤتمر المنامة الاقتصادي" كمنصة لتحقيقه. هذا المؤتمر المؤامرة والذي سيستهدف بالدرجة الأولى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين عبر طرح مشروعات توطينهم في الدول العربية ودول أخرى من العالم، من خلال طرح نفس المشروعات الاقتصادية التي طرحها الأميريكيون أنفسهم خلال مرحلة الخمسيينات ( مشاريع جونستون، وكلاب، والزعيم، وسيناء ، والنقطة الرابعة، وغيرها) ، والتي من المرجح ان تتم بأشكال ومدخلات ومقومات "عصرية" ومتناسبة مع ما تعتقد الإدارة الأميريكية الحالية توفره من فرصة تاريخية سانحة (أ- نتائج " الربيع العربي"، وانشغال الأمة ببعضها وتفككها واستمرار تقاتلها بحروب لا طائل من ورائها كالحرب على اليمن التي تستهدف إضعاف واستنزاف الأمة. ب- غياب زعامة عربية قادرة على رص صفوف الأمة وتوحيد مواقفها وقيادتها نحو مصالحها الحقيقية، ناهيك عن غياب دور قومي فاعل للجامعة العربية، وبعد تفكيك الجيش العربي العراقي ( أحد شروط الكيان الصهيوني للمشاركة في مؤتمر مدريد في حينه)، وإشغال الجيش العربي السوري وغيره في حروب داخلية، لإبعادها عن جبهة الصراع التاريخي في المنطقة (أحد متطلبات التحالف الصهيو-أمريكي لإعادة رسم خريطة " الشرق الأوسط" جيوسياسيا). ج- شروع بعض الدول العربية بإقامة علاقات تطبيعية شبه علنية مع الكيان الصهيوني حتى قبل استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه أو بدونها، وحتى دون تطبيق "مبادرة السلام العربية"، ..الخ)!.
ونفس المؤتمر في المنامة سيستهدف بالدرجة الثانية إقامة علاقات اقتصادية مباشرة علنية بين دول التطبيع "العربي" والكيان الصهيوني برعاية وغطاء أميريكي إذا لزم الأمر. وبالتالي فرض مؤامرة " السلام الاقتصادي" في المنطقة، ما يعني تصفية الجوهر السياسي والقومي للقضية الفلسطينية، وإعادة رسم خريطة المنطقة والإقليم جيوسياسيا عبر تغيير وظيفي لدول المنطقة!.
ويخطئ من يعتقد بأن الأمور ستقف عند هذا الحد، فإن تحالف ترامب – نتنياهو سيسعى لاستكمال مخططاتهما عبر حلقتين مركزيتين متصلتين: السعي لضرب محور المقاومة وبخاصة في لبنان وفلسطين، وبطبيعة الحال استهداف محور الممانعة في المنطقة، أو حصارها بأشكال جديدة أيضا تستهدف دورها الاستراتيجي التاريخي وعلاقتها بمحيطها..ومن ثم قضم ما يمكن للكيان الصهيوني قضمه من الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية، إذ بعدها لن ينفع الندم أو الصحوة من الغفوة. وبهذا فإن هذا التحالف يستهدف في نهاية مطافه تتويج الكيان الصهيوني كحاكم عسكري – وامبراطور اقتصادي مباشر على الوطن العربي، وفي ذلك ما يساعد ترامب الى الانتقال للتفرغ لمواجهة الصين وروسيا ودول البريكس، اي باتجاه تحقيق رؤيته العالمية المريضة والمدمرة في السيطرة وحكم العالم!!
مخاطر ماثلة:
1) تزايد مخاطر شن حرب على ايران، ومواصلة العدوان على سوريا. ولعل أخطر ما في هذا الاحتمال هو مشاركة دول عربية في هذه الحرب التي لن تكون نسخة قبيحة مكررة لحرب الخليج الاولى فحسب ، وانما سيسعى التحالف الصهيو- أميريكي الى جعلها حربا مذهبية، تمتد لمائة عام!
2) تزايد شن حرب على كل من غزة وحزب الله في لبنان. وذلك بالرغم من تحريك أميريكا لمسارات دبلوماسية تمثل " الجزرة" للدولة اللبنانية (رسم الحدود والتفاوض على حقول الغاز) هدفها خلق تناقض مع حزب الله! بينما يتوقع ان يبلور مؤتمر المنامة " جزرة" غزة، والتي يستهدف منظموه من ورائها تكريس الانقسام الفلسطيني وخلق المزيد من التناقضات في الساحة الفلسطينية.
3) وفي إطار سياسة جديدة ربما، سيسعى ترامب، عبر حلفائه وعبر الحكومات العربية العاجزة، الى ابتداع ترتيبات قانونية وتشريعية وإجرائية وإصدار وثائق وجوازات سفر جديدة يكون من شأنها – من جهة - تغيير الوضع القانوني لصفة اللجوء لتتحول الى مواطنة في الدول العربية. وتغير من وضعه الحقوقي الى شخص يحق له التملك والعمل وحرية الحركة والتنقل، ..الخ من إجراءات تستهدف نزع صفة اللجوء وتهيئ لتوطين ملايين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية، ومن جهة أخرى تسهيل ترحيل جزء آخر الى مهاجر عالمية جديدة! وبالطبع ستكون هذه الترتيبات المحتملة شاملة للمستوى الإقليمي بأكمله، وذلك عبر سوق جملة من حملات ومصطلحات تضليلية من نوع :" تحقيق التنمية الاقتصادية والإزدهار، وخلق فرص عمل، وتكافؤ الفرص، وتمكين فئة الشباب والمرأة والفئات المهمشة،..الخ". وسيتم ذلك على الأرجح من خلال رسم وظائف وتوزيع وأدوار وترتيبات جديدة لدول المنطقة، ستنتهي حتما بإعادة رسم حدود وخريطة جيو- سياسية للمنطقة، وفقا للمخطط الصهيو-أميريكي! وفي هذا السياق فان شكل خريطة المنطقة سيتغير عبر مزيد من التقسيم وربما عبر "خلق" واصطناع كيانات جديدة، لن تكون حتى الدول المشاركة في هذا المحطط بمنئ عنها!!
ما العمل وما هو المطلوب لمواجهة هذه المؤامرة الكبرى؟
من الواضح لكل ذي بصيرة أن شروطا موضوعية لاندلاع صراعات متعددة الأوجه والأطراف والمراحل قد نضجت أو أنضجت، وعليه فان احتمالات انفلات الأمور هي جدية وأكثر من أي وقت مضى. وهذا يتطلب من نخب الأمة وقيادتها والحريصين على أمنها ومستقبل أجيالها، التحرك بأقصى ما يمكن من الجهد والطاقة والعزم والشمولية والتأثير على مستوى الكم والنوع ،وبأسرع وقت ممكن، وقبل فوات الأوان ( ولات حين مندم)!. فالمنطقة برمتها قد تكون مقبلة على تحديات استراتيجية غير مسبوقة، وهو ما يتطلب بالتالي. وفي هذا السياق يقترح:
عقد مؤتمر جماهيري عربي-اسلامي عاجل لمفكري وعلماء وقادة ومناضلي الأمة العربية-الاسلامية، تحت عنوان " معا لمواجهة مؤامرة ترامب والتطبيع" . وبهدف صياغة استراتيجية عملية لمواجهة مؤامرة ترامب ومؤتمر المنامة، تتضمن:
أ) دعوة الأمة الى توحيد صفها ونبذ خلافاتها، وتجميد ما لم يمكن تجاوزه راهنا، وذلك عبر: المبادرة من المؤتمرين والعقلاء والحكماء – من القادة لوقف وإنهاء كل الخلافات والانقسامات و الصراعات والمعارك القائمة حاليا: في اليمن وسوريا وليبيا وفلسطين، والسودان والجزائر (قبل ان يرسل اليها وسيط اجنبي!) وغيرها. وربما يقترح هنا أيضا دعوة كل أطراف الخلافات والنزاعات الآنفة الذكر لنفس المؤتمر ، ليصار من خلال اللقاء بينهم والوسطاء الاعلان عن هدنة ووقف للاشتباك والتقاتل، وبشكل فوري. وتشكيل هيئة وساطة وتحكيم عربية –اسلامية لوضع أسسس عادلة لحل كل تلك الاشكاليات والخلافات.( يقترح ان تضم في صفوفها أعضاء من اتحاد البرلمانيين العرب، واتحادات النقابات المهنية، والمؤتمرات القومية والاسلامية الثلاث، واتحادات الطلبة،و العمال، واتحاد الأدباء والكتاب، العرب ووممثلين عن لجان العودة وعن هيئة مسيرات العودة في غزة، وممثل عن مؤتمر فلسطينيي أوروربا..الخ..واتحاد الأمهات الثكلىى..العرب!. ودبلوماسيون سابقون، وكل من له أهلية التوسط والتحكيم بحيادية وموضوعية، و المشهود لهم بمواقفهم المبدئية من كل دول العرب والمسلمين، فضلا عن مندوب عن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ولجنة القدس). فإن لم تتحرك هذه الاتحادات لتؤدي دورها القومي والوطني والديني والانساني في هكذا ظروف وتحديات ، فمتى تتحرك ، ولماذا وجدت؟! ولتكن المبادرة الأولى هنا من جانب م.ت.ف بقطع كل علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وإنهاء الانقسام فورا بعقد لقاء قمة تصالحي مباشر ودون شروط أو تأجيل. وذلك لتفتح بصورة نضالية وعملية مرحلة إقامة دولة فلسطينية عبر النضال والتصدي اليومي للإحتلال الصهيوني وإجراءاته..وبالتأكيد سيكون من شأن هكذا موقف تصحيح البوصلة القومية، وإعادة القضية الفلسطينية الى مركزيتها القومية والاسلامية! إن استمرار الانقسام الفلسطيني هو لعنة، وأقل ما يمكن توصيفه به أنه جهل واستهتار سياسي.! إذن لا بد من إنهائه فورا!!
ب) الدعوة الى تشكيل مرجعية دينية من جميع الدول العربية والاسلامية تتخذ شكل مؤتمر دائم الانعقاد، ويصدر المواثيق والقرارات والفتاوى المؤصلة شرعيا و الملزمة لعموم الأمة. وبحيث يتصدى لكل أشكال الخلافات والفتن المذهبية والطائفية، وحصرها وتحجيمها في أضيق نطاق ممكن، وصولا الى وأدها. ويحبذ أن تكون العضوية في هذه المرجعية منتخبة، بمعنى تمثل كل دولة فيه بمندوب منتخب، حتى يتم ضمان الشمولية والإلزام، بما في ذلك تمثيل مسيحي مناسب من الكنيسة العربية كأعضاء كاملي العضوية. (يقترح أن يعقد على أرض دولة ماليزيا مهاتير محمد، المسلمة).
ج) وقف كل الحملات الاعلامية المتبادلة بين أطراف النزاع او الخلاف، وإدانة مروجيها ومقاطعتهم فورا وبشكل شامل. وإغلاق كل المحطات الاعلامية غير الرسمية والمتعددة والجديدة وبخاصة تلك التي تتبنى خطا طائفيا أو مذهبيا، والاكتفاء بمحطة واحدة رسمية فقط تعبر عن كل من الأفرقاء، لحين البت بأمرها نهائيا من قبل هيئة الوساطة والتحكيم المقترحة.ومخاطبة محطات الأقمار الاصطناعية العربية والعالمية في ذلك.
د) تأسيس لجان قومية في كل المدن العربية والاسلامية، تكون مهمتها متابعة تطبيق قرارات هيئة الوساطة والتحكيم، وقرارات المؤتمر الجماهيري المقترح، وفي مقدمة ذلك متابعة الدعوة لمقاطعة مؤتمر المنامة وما ينتج عنه من مخرجات. وكذلك دعوة الجماهير العربية والاسلامية على مقاطعة أميركا سياسيا واقتصاديا عبر مقاطعة بضائعها وكل ما يتصل بوصولها الى المستهلكين العرب والمسلمين، بدءا من الموانئ وحتى الأسواق والاستهلاك، ومقاطعتها أكاديميا، وثقافيا، وإعلاميا..الخ. وكذلك دعوتها للجماهير في أماكن تواجدها الى التظاهر الأسبوعي أمام السفارات والممثليات والمصالح الأميريكية، واقتراح برامج وخطوات نضالية دائمة مناسبة، تعبيرا عن رفضها للسياسة الأميريكية، وتحديدا لمؤامرة ترامب " صفقة القرن"، ومتفرعاتها ومشتقاتها.
ه) تحريم وتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني بأي شكل كان، ووضع قوائم سوداء بأسماء المشاركين في مؤتمر المنامة، أفرادا أو مؤسسات أو حكومات، وبأسماء المطبعين مع الكيان الصهيوني المجرم، وفضحهم وتعريتهم ومقاطعتهم اقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا، وتشكيل محاكم شعبية لمحاسبتهم.
وفي الختام لنصلي جميعا من أجل وحدة الأمة وحمايتها من الأخطار المحدقة فيها، ولندعو الله جميعنا أن يحقن دماء العرب والمسلمين، وأن يجمع على الحق كلمتهم وأن يجمع شملهم، ليتمكنوا من درء ما يتهددهم ومستقبل أطفالهم ونسائهم، وتحرير البلاد والعباد!
وبعد فلتكن هذه المبادرة بمثابة رسالة مفتوحة الى عموم الأمة قادة وأحزاب وتنظيمات وشعوب، أن اتقوا الله في شعوبكم، وأن ارحموا أطفال اليمن وسوريا وفلسطين الذي يتضورون جوعا ويموتون أمام أعينكم وأمام أعين كاميرات التلفزة الحية.. اتقوا الله في القدس وفلسطين فها هي تضيع وانتم تتفرجون، اتقوا الله فيما يحدث في ليبيا وسوريا، عربا يقاتلون عربا ومسلمون يقاتلون مسلمين، والقاتل والمقتول في النار، كما أخبرنا رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام..تلاحموا وارحموا أنفسكم وشعوبكم ايها الحكام، فوالله لن ينجو أحد من هذه النار المشتعلة، فأنتم تعلمون أن ما يصيب القدس وفلسطين اليوم هو ما سيصيبكم في الغد..