اعترض أقطاب المعارضة الإسرائيلية، رؤساء ما يسمى بأحزاب الوسط – يسار، على اتفاق التهدئة بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، الذي تم الإعلان عنه صباح اليوم، الجمعة. واعتبر رئيس حزب "كاحول لافان"، بيني غانتس، أن "الاتفاق الذي جرى توقيعه الليلة الماضية يثبت أن حماس تُملي الأمور على نتنياهو. ليس هكذا يصنعون الردع".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه بعد توقيع اتفاق التهدئة، استمر إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة باتجاه جنوب البلاد، واندلاع حرائق جراءها في أربعة مواقع، يشتبه بأنها نجمت عن هذه البالونات. وأكد مسؤول أمني إسرائيلي، قبيل ظهر اليوم الجمعة، على أنه تم التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، وأنه في أعقاب توجه الأمم المتحدة ومصر، وافقت إسرائيل على توسيع مساحة الصيد وستستأنف تزويد قطاع غزة بالوقود. وحسب المسؤول نفسه، فإن حماس التزمت "بوقف العنف ضد إسرائيل". وهدد بأنه "إذا لم تلتزم حماس بالتعهدات، ستستأنف إسرائيل العقوبات".
وقال غانتس، خلال جولة في جنوب البلاد، اليوم، إنه "أتواجد الآن هنا في غلاف غزة (المستوطنات المحيطة بالقطاع) وبإمكاني أن أرى أن نتنياهو يعبئ الهيليوم ببالونات حماس الحارقة، وتصل البالونات كل مرة من جديد وتشعل الحرائق. لقد فقدنا الردع. وينبغي صنع ردع بواسطة هجمات شديدة. ويجب أن يكون هناك رد فعل شديد. وعندما لا يكون رد فعل شديد، وعندما لا يكون هناك ردعا، فإنه لا توجد تهدئة".
وانتقل غانتس إلى الدعاية لحزبه، على خلفية انتخابات الكنيست التي ستجري في أيلول/سبتمبر المقبل. "سكان غلاف غزة لا يهمون نتنياهو. ينبغي الاستمرار في الاعتناء بسكان الغلاف. ينبغي أن تكون هناك حكومة تكترث بالسكان. وكاحول لافان سيشكل حكومة تعمل من أجل السكان. ويجب إعادة الهدوء، ويجب أن يختفي السواد وأن يزدهر الأمل، طوال الوقت عندما وبالإمكان في الجانب الآخر أيضا". وأضاف أنه "لا ينبغي أن نتقبل بعدم اكتراث الحقول السوداء. ويجب التسبب بأن يكون الأسود أكثر في الجانب الآخر. وينبغي الرد على أي خرق للسيادة بقوة حتى يتحقق الهدوء. وعندما لا يسود الهدوء، في الجانب الآخر لن يكون هدوءا أيضا. وتحت حكومتي، إذا لم يتوقف هذا الأمر، فإنه سيتوقف بالقوة، بأن تشتعل النيران هناك أكثر من هنا. وفقط عندما يسود الهدوء بالإمكان الانتقال إلى مجالات أخرى".
كذلك اعتبر القيادي في "كاحول لافان" ورئيس اركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، عضو الكنيست غابي أشكنازي، أن "هذه ليست تهدئة. ونتنياهو تخلى عن سكان الغلاف والآن هو يتجاهلهم. نتنياهو، تحمل المسؤولية واذهب إلى غلاف غزة، اذهب إلى السكان وأنظر في عيونهم، إنهم بانتظار إجابات".
واعتبر عضو الكنيست عمير بيرتس، من حزب العمل، أن "المطلوب هو حل طويل الأمد، وليس اتفاقات تهدئة مشكوك بها ولا تساوي الورق المكتوبة عليه، ويتم التخلي مرة أخرى عن الجنود والمواطنين ووضعه بأيدي حماس. حماس تلعب بنتنياهو".
كذلك كتب رئيس الحكومة الأسبق، إيهود باراك، الذي أعلن عن عودته إلى الحلبة السياسية وخوض انتخابات الكنيست، في "تويتر" أن "هذا استسلام آخر من جانب نتنياهو لحماس. وبعد مئات الحرائقـ توصلوا مرة أخرى إلى صفقة إشكالية وربما ستصمد بضعة أيام بصعوبة. وبغياب حسم الأهداف والطريق، يتآكل الردع، والحكومة تتحول إلى رهينة بأيدي حماس، التي تريد إشعال المنطقة".