رامي مهداوي
2019-06-29
تصريحات رنّانة كإطلاق النار بالهواء، مقالات، مؤتمرات، ورش عمل، لقاءات، بيانات، تعليقات على "الفيسبوك" و"التويتر"، نقاشات على مجموعات "الواتس آب"، تحليلات تلفزيونية وإذاعية ... كل ذلك لن يوقف المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة المُسمى "صفقة القرن".
على أهمية جانب تعزيز الوعي والضغط والحملات الإعلامية والتواصل الفكري، لكني لم أقرأ أي خطة فلسطينية و/أو عربية إقليمية مضادة للصفقة، بمعنى واضح وصريح لا تستطيع المجابهة في ظل عدم المقدرة بترتيب بيتك الداخلي والقيام بالمهام المنزلية التي يجب أن تقوم بها، أين خُطتنا التي علينا اتباعها من خلال تركيز طاقاتنا، والتأكد من أن الكُل الفلسطيني يسيرون في اتجاه ذات الأهداف.
نعم رفضنا الصفقة!! هل هذا هو الإجراء الوحيد الذي نستطيع فعله؟! أفهم جيداً بأنه لا يمكن أن نفعل كل شيء نريده في ظل هذه الظروف العالمية، لكن هل درسنا مكامن قوتنا؟ أم اكتفينا بالطريق المُريحة ضمن سياسة لا نستطيع وليس بالإمكان، هل وضعنا البدائل والقرارات والإجراءات بناءً على تسلسل خطوات أكثر أهمية من الأخرى؟ وما هي القرارات والإجراءات الأكثر قبولاً على الصعيد العالمي لبناء شبكة من التحالفات على الصعيد الدولي؟
ذلك لا يأتي من خلال طحن الماء ولعن الظلام والاكتفاء بقول إننا لا حول لنا ولا قوة، لهذا علينا استثمار كل الطرق والأساليب والموارد المتاحة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة المتمثلة ليس فقط في إفشال ورشة المنامة ومجابهة الصفقة بل إعادة الكُرة لملعبها الأول المتمثل في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة.
هذا يتطلب تخطيطا استراتيجيا وتكتيكيا في ظل ظروفنا الفلسطينية المتشابكة والمشتتة المتخبطة بحيث تكون أول مهمة هي إعادة تحديد أهدافنا بعيدة المدى والآنية، ثم بناء الاستراتيجية اللازمة لتحقيق هذه الأهداف والغايات، وتطوير مجموعة من الخطط الشاملة من خلال الإجابة عن ما الذي يجب فعله؟ كيف يمكن فعله؟
قرأت المواد المنبثقة عن ورشة المنامة وتابعت الافتتاح، وكان استنتاجي انه من السهولة ليس الرد على مشروع المنامة بشكل خاص والصفقة بشكل عام؛ وإنما الرد بطريقة أكاديمية بمضمون ليس فقط سياسيا وإنما بلغة يفهمها العالم وهي لغة حقوق الإنسان. لهذا من يريد إسقاط صفقة القرن عليه ألا يكتفي بعدم قبولها وإنما وضع أوراقه على الطاولة التي يجب أن نقلبها على من يُفكر بأننا شعب يُشترى ويُباع.
كثرة التصريحات لا فائدة لها ما لم تتبع بخطط وتكتيكات، وفعل ملموس بشكل يومي تستشعره الإدارة الأميركية بشكل واضح، بالتأكيد نحن لا نمتلك قوة إيران والصين وروسيا في مجابهة "الكاوبوي" الأميركي لكن هذا بحد ذاته قوة ناعمة يجب الاستثمار بها من حيث الاستثمار السريع في المتغيرات الدولية التي تحدث، فنحن لسنا الوحيدين ضد سياسة "كاوبوي" البيت الأبيض في الشرق الأوسط، لكن هذا بحاجة فعل يومي وليس طحن الماء في وسائل الإعلام!!
للتواصل:
mehdawi78@yahoo.com
فيسبوك RamiMehdawiPage