أبدى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في تصريحاته اليوم، السبت، بشأن قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية، خطا تصالحيا مع كل من الصين وتركيا وكوريا الشمالية، وفي الوقت نفسه أشاد بشكل مبالغ فيه بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وتجاهل بشكل واضح الأسئلة بشأن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول.
وأبدى ترامب انفتاحا على وقف الحرب التجارية مع الصين، وقال إن العلاقات مع الصين عادت إلى مسارها الصحيح، ووصف لقاءه بالزعيم الصيني بأنه "ممتاز".
كما أبدى رغبته في لقاء الزعيم الكوري الشمالي خلال زيارته إلى كورية الشمالية في المنطقة المنزوعة السلاح، ويبدي استعداد لدخول كوريا الشمالية. في المقابل اعتبرت بيونغ يانغ الاقتراح بأنه "مثير للاهتمام"، وأنها بانتظار تلقي عرض رسمي.
وفي حديثه عن الأزمة مع تركيا بشأن صفقة صواريخ "إس 400" الروسية، أبدى ترامب استعداد لحل الأزمة، واعتبر أن تعامل الإدارة الأميركية السابقة لباراك أوباما لم يكن "عادلا" مع تركيا.
ترامب يشيد بـ"عمل رائع" مزعوم بن سلمان ويتجاهل الأسئلة حول خاشقجي
أشاد ترامب، السبت، بـ"العمل الرائع" الذي يقوم به ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على حد زعمه، متجاهلا من جهة أخرى أسئلة متكررة حول اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقال ترامب لـ"صديقه" بن سلمان "لقد قمتَ بعمل رائع"، وذلك خلال اجتماع بينهما على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان.
وبالغ ترامب بما وصفه بالتغييرات الجارية في السعودية، "وبالخصوص ما قمتَ به من أجل النساء"، بحسب ما قال الرئيس الأميركي موجها كلامه إلى بن سلمان.
وعند سؤاله مرارا عما إذا كان يعتزم مناقشة اغتيال خاشقجي بالقنصلية السعودية بإسطنبول في تشرين الأول/أكتوبر 2018، قام ترامب بتجاهل الأسئلة.
وادعى ترامب، لاحقا، أنه يشعر بـ"غضب شديد" جرّاء عملية قتل الصحافي خاشقجي، لكنه شدد على أن أحداً لم "يشر بإصبع الاتهام" باتجاه ولي العهد السعودي، بحسبه.
وقال ترامب "أشعر بغضب وحزن شديدين" حيال عملية قتل الصحافي السعودي خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول. لكن لدى سؤاله بشأن إن كان تحدث عن القضية خلال اجتماعه مع ولي العهد السعودي، أكد على أن "أحداً لم يشر مباشرة بإصبع الاتهام" إلى محمد بن سلمان.
وكانت مقررة لدى الأمم المتحدة قد أكدت، في وقت سابق، في تقرير أنّ هناك أدلة كافية تربط ولي عهد السعودية بقتل خاشقجي، مطالبة بتجميد الأصول الشخصية له في الخارج.
والتقرير أصدرته المقررة المستقلة للأمم المتحدة المعنية بالإعدامات التعسفية والقتل خارج نطاق القانون، أنييس كالامار، بعد تحقيق استمر ستة أشهر.
ودعت كالامار، وهي خبيرة مستقلة، الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش، إلى فتح تحقيق جنائي رسمي في القضية.
ترامب يقترح لقاء كيم ويبدي استعدادا لدخول كوريا الشمالية
اقترح ترامب من أوساكا، اليوم، أن يلتقي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين خلال رحلته المقرّرة إلى سيول هذا الأسبوع.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر "بعد عدد من الاجتماعات المهمّة، بما في ذلك لقائي مع الرئيس الصيني شي، سأغادر اليابان متوجّهاً إلى كوريا الجنوبية (مع الرئيس مون). أثناء وجودي هناك، إذا رأى زعيم كوريا الشمالية كيم هذه الرسالة، يمكنني أن أقابله على الحدود/ المنطقة المنزوعة السلاح لمجرد مصافحة يده وإلقاء التحية".
وقال في نبأ لاحق إنه على استعداد لدخول أراضي كوريا الشمالية في حال التقى زعيمها عند الحدود مع الشطر الجنوبي.
وقال رداً على سؤال بشأن إمكانية عبوره الحدود نحو كوريا الشمالية إذا التقى كيم في المنطقة المنزوعة السلاح "بالتأكيد سأفعل. وسأشعر بالارتياح للقيام بذلك. لن تكون هناك أي مشكلة لدي".
وكان قد التقى ترامب وكيم مرتين حتى الآن، في حزيران/ يونيو 2018 في سنغافورة، ثم في شباط/ فبراير الفائت بهانوي في قمة انتهت إلى الفشل.
ولم ينجح الطرفان في هانوي بالاتفاق على الإجراءات الواجب على كوريا الشمالية اتخاذها لتخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها. ومذاك، بات التواصل بين واشنطن وبيونغ يانغ محدودا.
وتبادلت واشنطن وبيونغ يانغ الاتهامات بالمسؤولية عن فشل قمة هانوي. ومنذ ذلك الحين، يتّهم الشمال الولايات المتحدة بأن "نياتها سيئة"، وقد أمهلها حتى نهاية العام لتغيير استراتيجيتها.
وعلى الرّغم من عدم استجابة كوريا الشمالية لعروض واشنطن من أجل العودة إلى المحادثات، إلا أن ترامب وكيم تبادلا العديد من الرسائل المكتوبة.
وأكدت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن كيم تلقى رسالة من ترامب "محتواها ممتاز". وقبل ذلك بأيام، قال ترامب بدوره إنه تلقّى رسالة "مذهلة" و"ودية جدا" من كيم.
وأعلن وزير الوحدة الكوري الجنوبي، كيم يون شول، الأربعاء، أنّ ترامب وكيم تبادلا 12 رسالة منذ بداية عام 2018، مشيراً إلى أن كيم أرسل ثماني رسائل لترامب، فيما أرسل ترامب الرسائل الأربع الباقية.
من جهتها اعتبرت كوريا الشمالية، السبت، أن عرض ترامب المفاجئ "مثير للاهتمام"، لكنها أكدت عدم تلقيها طلبًا رسميًا بذلك بعد.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية عن نائب وزير الخارجية شو سون هوي قوله "نرى أن الاقتراح مثير جدا للاهتمام، لكننا لم نحصل بعد على عرض رسمي في هذا الصدد".
ترامب: علاقات واشنطن مع بكين تعود إلى مسارها الصحيح
قال الرئيس الأميريكي، السبت، إن علاقات بلاده مع الصين "عادت إلى مسارها الصحيح"، وذلك عقب اجتماعه مع الرئيس الصيني، شي جين بنيغ، على هامش قمة مجموعة العشرين المنعقدة في اليابان.
وأضاف ترامب في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "أسوشيتد برس" أن "الاجتماع مع الرئيس الصيني كان ممتازا ومضت المحادثات بشكل جيد كما كان متوقعا".
وتابع "عقدت اجتماعا جيدا مع الرئيس الصيني شي .. بل اجتماع ممتاز".
وقال إن "المفاوضات مع الصين مستمرة"، مشيرا إلى أنه سيدلي بتفاصيل حول اجتماعه مع الرئيس الصيني خلال مؤتمر صحفي في وقت لاحق السبت.
وكان الرئيس الصيني قال خلال اجتماعه مع ترامب إن "الصين والولايات المتحدة تستفيدان من التعاون وتخسران بسبب المواجهة".
وأضاف: "التعاون والحوار أفضل من الخلاف والمواجهة".
وكانت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين توترت مؤخرا على خلفية تبادل فرض رسوم جمركية على واردات من الجانبين في ما بات يعرف بـ "حرب تجارية" بين الجانبين.
وفرضت الولايات المتحدة، على مراحل، رسومًا على بضائع بقيمة 250 مليار دولار، من إجمالي صادرات الصين إلى البلاد، والتي تتراوح بين 550 و600 مليار دولار سنويًا، وردت الصين باتخاذ إجراءات مماثلة وفرضت رسوما على واردات أميركية.
وكان قد تعهد ترامب، الأربعاء، بفرض رسوم جمركية جديدة على واردات صينية بقيمة 325 مليار دولار، في حال لم يتم التوصل لاتفاق تجاري بين البلدين، إلا أنه أكد، اليوم، أنه لن يفرض رسوماً جمركية جديدة على الواردات الصينية في الوقت الراهن وأن المفاوضات مع بكين من أجل التوصل لاتفاق تجاري ستُستأنف.
وقال ترامب إن واشنطن لن تزيد أي رسوم جمركية ولن تلغي تلك المفروضة حاليًا، "على الأقل في الوقت الراهن"، مضيفا "سنواصل التفاوض".
ترامب مسألة صواريخ "إس 400" معقدة ونبحث عن حلول
وتطرق ترامب، في تصريحات اليوم، إلى مسألة حصول تركيا على منظومة إس-400 الروسية، ووصفها بأنها "قضية معقدة، ونبحث عن حلول مختلفة وعادلة".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ترامب قبيل اجتماعه مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا.
وقال ترامب إن التعامل مع تركيا لم يكن عادلًا في عهد أوباما بخصوص شراء منظومة الدفاع الجوي باتريوت.
وردًّا على سؤال صحفي عما إذا كانت الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على تركيا في حال شرائها منظومة إس-400، أجاب ترامب: "الرئيس أردوغان أراد شراء باتريوت من إدارة أوباما ولم يُسمح بذلك، والتعامل مع تركيا لم يكن عادلًا في عهد أوباما".
وأشار أن مسألة إس-400 قضية معقدة، وأنهم يبحثون عن حلول مختلفة، مضيفًا: "عليكم أن تكونوا عادلين (تجاه تركيا)".
وتابع قائلًا: "تركيا صديقة للولايات المتحدة وقمنا معًا بأعمال رائعة. كما أنها شريك تجاري كبير لنا".
واستطرد: "سنعمل على زيادة حجم التجارة. 75 مليار دولار مبلغ قليل جدًّا بالنسبة لحجم التجارة البينية. ينبغي أن يتجاوز المئة مليار بكثير".
ولفت أن العلاقات التركية الأمريكية تتقدم بالتدريج، مضيفًا: "نهدف إلى رفع حجم التجارة 4 أضعاف. لدى تركيا الكثير من الإنتاج والمنتجات. وعلاقاتنا في تطور على الصعيد العسكري أيضًا".
وأكد أنه ينتظر من تركيا عقد صفقات عسكرية بكميات أكبر من الولايات المتحدة.
وأوضح أنه سيزور تركيا، دون أن يحدد تاريخًا معينًا للزيارة.