القدس المحتلة - ترجمة صفا
قال رئيس الدائرة السياسية–الأمنية الأسبق في وزارة جيش الاحتلال الإسرائيلي "عاموس جلعاد" إن الأمور على جبهة غزة لم تتغير على الرغم من مرور خمس سنوات على حرب عام 2014.
وجاء على لسان جلعاد في مقابلة مع موقع "والا" العبري أن "الأيديولوجيا التي حركت حماس في ذلك الوقت لم تتغير، فالحركة لا زالت تنكر حق إسرائيل في الوجود، ولن تفاوضنا أبدًا بشكل مباشر".
وقال جلعاد إن "هدف حماس الأسمى هو نقل تجربة غزة إلى الضفة الغربية، وقيادة المشروع الوطني الفلسطيني بأيديولوجيتها العميقة كجزء من حركة الإخوان المسلمين".
وأضاف "عندما تقول حماس إنه لا يوجد لإسرائيل حق في الوجود، فتلك ليست دعاية، ولكنها تعبر عن أيديولوجيا متجذرة، فهم يعتبرون ذلك خطوة دينية كما النظام الإيراني الذي يأمل بزوال إسرائيل".
وذكر أن "حماس تنظر إلى المستقبل برؤية استراتيجية، وأنه وفي حال عدم زوال إسرائيل اليوم، فسيحدث ذلك غدًا أو بعد غد أو بعد خمس سنوات أو حتى بعد 30 سنة".
وأشار جلعاد إلى أن "حماس لم تجلس هادئة منذ تلك الحرب فهي تحرك من غزة والخارج عمليات في الضفة الغربية، والتي تم إحباط غالبيتها على يد الجيش والشاباك".
ولفت إلى "وجود المئات من محاولات تنفيذ العمليات في الضفة، وبحسب الخطط كان يفترض أن تندلع النيران في إسرائيل وهم لا يكلون أو يملون، والعقبة الوحيدة التي تمنعهم من تنفيذ تلك العمليات هو التفوق الاستخباري الإسرائيلي"، على حد قوله.
في حين هاجم جلعاد التسريبات التي سادت جلسات الكابينت خلال تلك الحرب، وقال إنها "أسهمت في إطالة أمدها".
وأضاف أن "تكرار التسريبات أن هدف الجيش ليس الإطاحة بحكم حماس بعث رسائل ضعف للطرف الآخر، وكشف أمامه الخطوط النهائية لتلك الحرب، وأنه لو أعلنت الحكومة أن النية النهائية هي تدمير حكم حماس لتغيرت الأمور ولسعت حماس إلى منع اندلاع الحرب أو على الأقل التسريع بإيقافها بدلًا من استمرارها 51 يومًا".
وذكر أن "حركة حماس تعمل على أساس عدم وجود نية لحرب شاملة في القطاع تقضي على حكمها، وبالتالي فهي تعمل في ذلك الحيز الرمادي وهي غير مرتدعة من المواجهة".
حماس والجنود الأسرى
وفي سياق متصل، تحدث جلعاد عن أن حركة حماس غير مستعدة للاستغناء عن ورقة الجنود الأسرى لديها مقابل تحسين الأوضاع الاقتصادية في القطاع، وأن هدفهم الأسمى هو الإفراج عن الأسرى.
وقال إن عملية "الجرف الصامد" (عدوان 2014) حدث كما اليوم، فلم يتغير شيء، ومع مرور الوقت لن تحتمل حماس الضغوط والأعباء ولكن ما يقلقني هو شعورهم بأن لديهم حصانة".
ولفت جلعاد إلى تجربته في إدارة المفاوضات على استعادة الجنود أيام الحرب، وأنه كان على يقين أن حماس لن تتنازل عن هذه الورقة حتى لو واصلنا الهجوم عليها.
وأضافت "تراهنت مع شخصية رفيعة المستوى قالت: انظر سنكسرهم، فقلت له لن تنجح لأن هؤلاء يحاربون على مبادئ وملتزمون بها".
الوضع قد ينفجر
وبشأن توقعاته المستقبلية للأوضاع على جبهة غزة، قال جلعاد إن الوضع هش للغاية، وإن أي صاروخ قد يوقع ضحايا من شأنه أن يكون شرارة الحرب.
وأضاف "نقترب من الوضع الذي قد ننجر فيه إلى عملية كبيرة دون رغبة بها، خذ على سبيل المثال الصاروخ الذي أصاب المدرسة الدينية مؤخرًا في سديروت، فلو سقطت يوم الأربعاء لوقعت كارثة، ولا أعرف كم تصمد التفاهمات مع حماس في ظل استمرار تأجج الوضع، ومن الممكن حدوث تغير في طريقة التعامل مع القطاع بعد الانتخابات".
وحول تكرار معاقبة "إسرائيل" لصيادي القطاع عبر تقليص مساحة الصيد في كل مرة تطلق فيها بالونات، قال جلعاد إنها نظرية خاطئة، وأن ذلك لا يمكنه أن يشكل ضغطًا على حماس.
وفيما يتعلق بفشل الجيش في اغتيال القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف خلال الحرب، ذكر جلعاد أن "لتصفيته أهمية كبيرة كونه يشكل شخصية أسطورية في الشارع الفلسطيني، ولكن الجيش فشل في ذلك مجددًا في أعقاب عدم انفجار صاروخين من أصل 7، وأن تصفيته كانت ستقصر أمد الحرب"، على حد قوله.