د. خالد معالي
صادف امس الأحد 7 تموز، الذكرى الخامسة للعدوان ال"إسرائيلي" على غزة صيف 2014، والتي ما زالت نتائجها وتأثيراتها تضرب بعدة اتجاهات حتى الان، وتنعكس على الواقع الحالي والمعاش سواء بالضفة او غزة او حتى لدى المحيط.
من عام 2014 وحتى الان، ونحن في عام 2019 بقي الاحتلال من ناحية قوته كما هو، وان كان قد تراجع من ناحية هيبته وقوة ردعه، لكن غزة زادت قوتها فصارت تضرب وتوجع وتصل لكل نقطة في الاحتلال وبعدة اسحلة اقوى من ذي قبل.
باعتراف كتاب دولة الاحتلال فان غزة زادت شوكتها، ودقة صواريخها، وصار لديها سلاح طيران من طائرات مسيرة صغيرة، وصارت تملك غواصين وتهدد الملاحة البحرية، وصارت اسلحة حماس ليست لفصيل بل لجيش قوي، وهي نقطة ضعف "نتنياهو" خلال معركته الانتخابية الحالية.
كل فلسطيني يشعر بالزهو والفخر عندما يرى غزة ترد القصف بالقصف، في الوقت الذي يتم فيه قصف دول من قبل الاحتلال ولا يوجد رد سوى بيانات الشجب والاستنكار والتوجه لملجس الامن الدولي ملاذ الضعفاء، ويتباهي كل فلسطيني بقدرة المقاومة في غزة على تهديد الاحتلال وقصف قلب كيانه في أية لحظة.
الاحتلال أطلق على الحرب العدوانية "الجرف الصامد"، فلا جرف تم ولا صمود للاحتلال بقي، فيما ردت المقاومة بمعركة "العصف المأكول"، والذي وصف بالأكثر عدوانية وشراسة على مدار 51 يوما متواصلا، ارتكب فيها الاحتلال مجازر وجرائم حرب بهدف ردع غزة.
ونشر اعلام الاحتلال مذكرات لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، يقول فيها: إن نتنياهو كان خائفا من حرب "الجرف الصامد" (المسمى الإسرائيلي للعدوان على غزة) عام 2014 في غزة والتقى نتنياهو بعد منع الرحلات الجوية إلى "إسرائيل" بسبب تهديد الصواريخ من غزة.
وحصلت الحرب العدوانية بعد خطف مستوطنين الطفل المقدسي محمد أبو خضير في القدس يوم 2 تموز 2014 وتعذيبه وحرقه، وظن الاحتلال ان الردع قد تحقق، واذا بغزة تخرج اقوى بعد خمسة سنوات من الحرب.
قتل الاحتلال خلال عدوانه (2219) من الفلسطينيين، من بينهم (556) طفلا، و(299) امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى الأطفال الذين تم رصدهم (2647) والجريحات من النساء (1442)، وأجبرت قوات الاحتلال 520 ألفا من سكان القطاع أغلبيتهم من النساء والأطفال على الهرب من منازلهم دون توفير سبل خروج آمنة من مناطقهم.
قادة العدو اعترفوا بأن معركة "العصف المأكول" كانت هزيمة فادحة لكيانهم على الصعد العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وأقر مسؤولون صهاينة بقولهم: "خسرنا معركة استراتيجية أمام قطاع غزة"، فيما رأى رئيس الموساد "الإسرائيلي" السابق مائير دغان أن "رئيس الحكومة ال"إسرائيلية" بنيامين نتنياهو فشل فشلاً مدويًّا في غزة".
وحسب بيانات "إسرائيلية" رسمية، فإن 64 عسكرياً و3 "إسرائيليين" قُتلوا، وأصيب 1008 آخرين، بينهم 651 عسكريا و357 مدنيا، بينما تقول "كتائب عز الدين القسام"، إن مجاهديها وحدهم قتلوا 161 ضابطاً وجندياً صهيونيا، فيما تشير المعلومات لوجود 4 "إسرائيليين" في الأسر لدى القسام.