كتبت سارة ناصر مبيض
من المعلوم ان الشباب اساس تقدم الشعوب وازدهارها, وتمثل هذه الفئة دينامو الدولة ومحركها الرئيسي, لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة, كما تعد قوة الامة لتحقيق استقلالها وكينونتها وهويتها الوجودية, وتعزز بناء مؤسسات الدولة السياسة والاقتصادية .
تعتبر المشاركة السياسية شكلا من اشكال الديمقراطية, واحدى اوجهها السائدة التي تتمثل في النظام السياسي, ولكن لا يمكن الحديث عن الديمقراطية الا اذا تم قياس نسبة المشاركة السياسية ,ومدى تمتع المواطنين بالحريات الطبيعية والمكتسبة , ومدى انتشار ثقافة حقوق الانسان في البلد نظرية وخطابا وممارسة, ومدى السماح للمواطنين بالتعبير عن ارائهم بكل حرية بلا خوف , أو عنف ,أو ضغط , او محاسبة .
الا ان في الأونة الاخيرة يتضح لنا تدني واضح في مؤشرات اهتمام الشباب الفلسطيني في المشاركة السياسية, بجانب ضحالة الثقافة السياسية السائدة بينهم , وذلك لا يشكل مجرد حالة مصيرية, بل يمثل الواقع السائد في الدولة ومن خلال الدراسات والتحليل التي احصيت عن تدني المشاركه السياسة سنبرز اهم الاسباب التي ادت الى تراجع اهتمام الشباب في المشاركه السياسية التي تتمثل في محدودية الوعي بأهمية المشاركة السياسية والنقابية لدى الشباب:
- سيادة انماط من التنشئة السياسية تغيب عنها القيم الديمقراطية, نلاحظ غياب التنشئة المبكره على القيم الديمقراطية من خلال كل مؤسسات التنشئه (الاسرة , المدرسة , الاعلام ، ففي مرحلة التعليم الجامعي والتي من المفترض ان تقترن عملية التنشئة السياسية بنوع من الممارسة العملية, نجد ان الاتحادات الطلابية تعاني من مشكلات وقيود عديدة على مستوى الانشطة ونوعيتها وحرية ممارستها, وهذا يترك اثر سلبي على رؤية الشباب واتجاهاتهم نحو قضية المشاركة السياسية .
- سيادة ثقافة الخوف من عملية المشاركة السياسية ونتائجها , فكثيرمن الشباب يخشون من التعبير عن رأيهم خاصة اذا كان مخالفا او معارضاً للسياسات الرسمية او الحكومية حتى لا يحسب عليهم , وهذا يفسر استبداد بعض النظم السياسية التي مارست كبت الحريات وفرض القيود على حرية النشر والتعبير, ويخلق ذلك مناخاً يدعم حالة العزوف عن المشاركة السياسية .
- تدهور الاوضاع الاقتصادية والمشكلات الاجتماعية الناجمة عن الفقر والبطالة وعدم وجود ميزانية كافية لتدعم انشطة الشباب مما يؤثر بشكل سلبي على اتجاهات ومستويات المشاركة بين الشباب مثلا نتيجة لذلك ادى الى تشجيع الشباب على الهجرة الى الدول الغربية .
- تهميش دور الشباب في مؤسسات المجتمع المدني والتي تعد من اهم مدارس تهيئة الشباب في مجال المشاركة السياسية.
- تأثير الاحزاب السياسية التي اثرت سلبيا على المشاركة السياسية من خلال عدم مصداقية العديد من قيادات الحزب, وتخلي العديد من هذه القيادات عن برامجهم والرؤية السياسية التي انتخبوا على أساسها , مثل تبنيهم لمشكلات وقضايا الشباب التي استبدلوا بها مصالحهم وتقدمهم السياسي , وغياب الحريات السياسية والبنية السلطوية لبعض النظم السياسية , التي مازالت لا تعرف تداول السلطة وتجديد النخب السياسية الحاكمة وهو ما يضع قضية مشاركة الشباب على المحك , فمثلا المشاركة السياسية الحقيقيه تتجاوز حدود التصويت في الانتخابات الى المشاركة الفاعلة في عملية صنع السياسات وفي ادارة شؤون الدولة والمجتمع.