سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية، الليلة، بنشر تفاصيل اغتيال مؤسس حركة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي على يد هيئة الاستخبارات والمهمات الخاصة الإسرائيلية "الموساد" خلال تواجده في مالطا عام 1995.
وحسب القناة 13 العبرية، تعتبر هذه العملية جريئة، لاغتيال قائد حركة الجهاد الإسلامي نهاراً في إحدى شوارع مالطا.
وأوضحت القناة العبرية، أن الرقابة العسكرية لا تسمح بنشر تفاصيل عمليات الاغتيال التي يقوم بها عناصر الموساد، ولم يعرف أين هم الآن شهود العيان على عملية اغتيال الشقاقي.
وأشارت إلى أنه لازالت هناك امرأة واحدة شاهدة عيان علي عملية الاغتيال وهي تتحدث اللغة الإنجليزية اسمها "اوديت".
وبينت القناة إلى أنها كانت جديدة في صفوف "الموساد" وكانت تبلغ من العمر 24، ووصلت إلى مالطا مع زوجها وطفلها.
وتقول الفتاة:" كنت أتنزه على شاطئ البحر الساعة 12:45 ظهراً، وكان الشقاقي يحمل أكياس وهدايا عائداً لفندق دبولمات، وعندما اقترب من باب الفندق كان عناصر الموساد يرقبونه:.
وتضيف:" شاهدت شابا من الموساد يضع يده داخل جيبه، يبدو كان بيده مسدسا ويرتدي بدله ويغطي رأسه وحينها بدأ بإطلاق النار 6 أو سبع رصاصات".
وتتابع "وعندما سقط الشخص "الشقاقي" على الأرض، استمر مطلق النار بإطلاق النار عليه للإجهاز عليه".
ويعتبر الشقاقي طبيباً ومناضلاً فلسطيني، أسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وقاد عمليات أودت إحداها بـ22 عسكريا إسرائيليا.
ولد الشقاقي في الرابع من يناير/كانون الثاني 1951، بمخيم رفح للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، لأسرة فقيرة هجرت إبان النكبة من قرية زرنوقة (قرب يافا).
درس الابتدائية والإعدادية والثانوية بمدارس "وكالة الغوث" بمخيم رفح، وتخرج من قسم الرياضيات في جامعة بيرزيت برام الله.
عاد الشقاقي ليدرس الثانوية العامة، للحصول على معدل يؤهله لدراسة الطب، فحقق هدفه والتحق بجامعة الزقازيق المصرية عام 1974.
عمل مدرساً في مدرية الأيتام بمدينة القدس، ومن ثم بمستشفى فيكتوريا في القدس بعد عودته من مصر، قبل أن يصبح طبيبا للأطفال في قطاع غزة.
بعد هزيمة 1967 بدأ الشقاقي يتأثر بالتيار الإسلامي، ثم أعجب بالثورة الإيرانية وألف كتاباً باسم " الخميني .. الحل الإسلامي والبديل"، ليعتقل على إثره في مصر عام 1979، ولكثرة ملاحقته، عاد لفلسطين عام 1981.
نشط في السياسة منذ كان طالبا، لكن بعد الثورة الإيرانية سنة 1979، بدأ البحث عن وسيلة لتنظيم عمل حركي مسلح يحقق للفلسطينيين التخلص من الاحتلال.
واتصل الشقاقي في منتصف ثمانينيات القرن العشرين بسرايا الجهاد جنوب لبنان، وبحركة الجهاد بيت المقدس، حتى أسفرت هذه الاتصالات عن تشكيل إطار عسكري يحمل اسم "حركة الجهاد الإسلامي".
وبدأ مشواره النضالي المسلح، فنفذت حركته عدداً من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ومن أبرز العمليات، عملية بيت ليد (غرب طولكرم) في 22 يناير/كانون الثاني 1995، التي أسفرت عن مقتل 22 عسكريا إسرائيليا وسقوط أكثر من 108 جرحى.
بعد عودته إلى فلسطين، اعتقله الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة، حتى أبعد عام 1988 إلى لبنان بعد اندلاع الانتفاضة في فلسطين واتهامه بدور رئيسي فيها.
تنقل بين العواصم العربية والإسلامية، باحثاً عن الدعم للفلسطينيين، إلى أن تم اغتياله في مالطا يوم الخميس 28 اكتوبر/ تشرين أول 1995، على يد "الموساد" الإسرائيلي.