محافظ نابلس في لقائه ضباط وافراد الاجهزة الامنية: لديكم رسالة مقدسة: امن المجتمع المحلي مسؤولية وامانة في اعناقكم...
التقى محافظ نابلس اللواء اكرم الرجوب مساء يوم أمس الاربعاء الموافق 09/07/2014 في قاعة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين (سليم افندي) ما يزيد عن 300 من ضباط وافراد الاجهزة الامنية في محافظة نابلس، بحضور نائب المحافظ عنان اتيرة وقائد المنطقة العميد ركن محمد حمودة، ومدير جهاز الامن الوقائي العميد اياد الاقرع، ومدير جهاز المخابرات العقيد احمد سمحه، ومدير جهاز الشرطة العقيد عبداللطيف القدومي، ومديرجهاز الاستخبارات المقدم عيسى ابو شرار.
وفي مستهل اللقاء ترحم المحافظ الرجوب على ارواح شهداء شعبنا الابرار الذين سقطو جراء العدوان الاسرائيلي المتواصل حتى اللحظة ، موجها تحية تقدير وتبجيل الى شعبنا العظيم الصامد في عموم محافظات الوطن في وجه العدوان الاسرائيلي البربري الذي بدا قبل شهر تقريبا على المحافظات الشمالية ليمتد بعدها الى المحافظات الجنوبية حيث تتعرض غزة هاشم الى قصف اسرائيلي همجي يحصد ارواح الابرياء، ويدمرالمنشات والمنازل دون تمييز، مشيرا الى ان خيار شعبنا كان وسيبقى الصمود والثبات والتمسك بحقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة والمتمثلة باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ومواجهة التحديات بارادة صلبة لا تلين.
واوضح المحافظ الرجوب ان هذا اللقاء التفاعلي له عدة اهداف اهمها التواصل ما بين افراد وضباط المؤسسة الامنية والتفاعل المباشر ولا سيما ان الوضع الفلسطيني يشهد تطورات سياسية خطيرة تتمثل في الحرب التي تشنها اسرائيل على شعبنا بهدف تصفية القضية الفلسطينية واسقاط القيادة الفلسطينية، ولا سيما ان اسرائيل ومنذ وقت طويل تشن وعبر وسائل اعلامها وعبر قياداتها السياسية والامنية هجوما شرسا على القيادة الفلسطينية وعلى الرئيس محمود عباس" ابو مازن" شخصيا، وهو ما يتطلب منا كمؤسسة امنية وكشعب فلسطيني ان نعي ابعاد هذه الهجمة وان يكون لدينا الوعي الكامل لتداعياتها وانعكاساتها على قضيتنا الوطنية وعلى شعبنا ومستقبله.
واردف المحافظ الرجوب ان احد اهداف هذا اللقاء ايضا يتمثل في ارسال رسالة واضحةلا لبس فيها ومفادها اننا كمؤسسة امنية نعمل كفريق واحد بتناغم مهني وباتساق وتعاون يصل حد الانصهار، ولنا هم له علاقة بالامن والتنمية، مضيفا ان تاكيدنا على اولوية الامن ياتي من باب الادراك المسبق ان شرط تحقيق التنمية يتمثل في توفير مناخ حيوي ومناسب لها واذا فقدنا القدرة للسيطرة على الامن الداخلي فهذا بالنسبة لنا يعني الطامة الكبرى لانه يعيدنا الى مربع الفلتان الامني المغلف بشعارات براقة وطنيا ويخرب كل جهود التنمية، ومن عايش تلك المرحلة يدرك ما عاناه مجتمعنا وما عانيناه نحن ايضا كاجهزة جراء ذلك.
وتوجه المحافظ الرجوب الى ضباط وافراد الاجهزة الامنية بالقول: لديكم رسالة مقدسة لابناء هذه المحافظة ومضمونها ان المجتمع هو امانة في عنقكم ويجب ان نؤدي الرسالة على اكمل وجه ومن يتجاوز القانون يجب ان يحاسب دون مجاملة ويجب ان لا تنطلي علينا محاولات من يسعى لتسويق اجندات خاصة او مصلحية ضيقة.
ونوه الرجوب ان ابناء الاجهزة الامنية كانو شريكا رئيسيا في النضال ضد الاحتلال وقدمت المؤسسة الامنية قوافل من الشهداء عدا الاسرى والجرحى، وبالتالي المزاودة عليها او الغمز من قناتها من قبل البعض لن يضيرها بل سيزيدها تماسكا ومصداقية بنظر شعبنا، مشددا ان خيارات الشعب الفلسطيني لا تحددها مجموعة بعينها او فئة سياسية معينة بل تحددها مجموع فصائل العمل الوطني وقيادة الشعب الفلسطيني ومؤسساته، وبالتالي هناك فرق واضح بين ما هو وطني ومجمع عليه ولا يوجد ادنى خلاف او جدل بشانه، وبين اجندات فئوية، وعلى افراد المؤسسة الامنية ان يميزوا وبدقة بين ما بين هذا وذاك، اي بين ما هو اصيل وبين ما هو مفتعل بشكل ارادوي.
وحث اللواء الرجوب ضباط وافراد الاجهزة الامنية على التواصل مع الناس وتوثيق العلاقة معهم خاصة واننا نتوقع ان تكون المرحلة القادمة عصيبة، وهي معركة ارادات ومكاسرة مع المحتل واعوانه، وحتما ستكون الغلبة فيها لشعبنا، لافتا انظار ضباط وافراد المؤسسة الامنية الى ان نقطة الحسم فيها ستتوقف على وعيكم وقدرتكم على التعامل مع الناس وكسب ثقتها، وشرح مخاطر الانسياق العاطفي خلف شعارات مضللة وخادعة تستفيد من ضغط اللحظة السياسية، لتجيير حركة الجماهير ورد فعلها العفوي الوطني الصادق لخدمة اجندتها الخاصة.
وانهى كلمته بالقول: تجربتكم نعتز بها وانا على ثقة انكم ستحسنون تقدير الامور وستكون حكمتكم وصدق انتمائكم لشعكبم وقضيته وشهادئه هي بوصلتكم في الحكم على الاشياء. سعدت بلقائكم، واعدكم ان مثل هذه اللقاءات ستتكرر لانها توحد رؤيتنا وتعززاواصر العلاقة ما بين مكونات المؤسسة الامنية ببعضها البعض.
هذا وبعد المداخلة الرئيسية قدمت العديد من الاسئلة والمداخلات من ضباط وافراد الاجهزة الامنية اشادو فيها بفكرة اللقاء التفاعلي كان ابرزها مداخلة العميد اياد الاقرع مدير جهاز الامن الوقائي الذي اكد ان هدف اللقاء ارسال رسائل واضحة فحواها ان المؤسسة الامنية واحدة موحدة برؤية وخطة واضحة وتقف في مساندة القيادة الفلسطينة والارادة الوطنية ، مشيرا ان المؤسسة الامنية هي شريك في صنع الحالة الفلسطينية وبالتالي لن تقف متفرجة في حال تعرض القيادة الفلسطينية لاية هجمة.
من جهته اشاد العقيد عبد اللطيف القدومي مدير شرطة محافظة نابلس بفكرة اللقاء والتفاعل، مشددا على اهمية التواصل ما بين المؤسسة الامنية والمجتمع وفعالياته مشيرا الى ان التفاعل مع فعاليات مخيم بلاطة من قبل المحافظ وقادة الاجهزة الامنية يوم امس قد اعطى نتائج ايجابية حول كنيسة بئر يعقوب ومقام النبي يوسف.
