الرئيسية / مقالات
غزة تعيد صناعة مجد أمة خالد معالي
تاريخ النشر: السبت 12/07/2014 14:18
غزة تعيد صناعة مجد أمة      خالد معالي
غزة تعيد صناعة مجد أمة خالد معالي

 بالنظر إلى مجريات الحرب العدوانية على غزة، وارتكاب "نتنياهو" جرائم حرب ضد الإنسانية، بمواصلة استهداف بنك الأهداف من الأطفال والنساء والشيوخ ومنازل المدنيين العزل والآمنين؛ فان هذه كلها مؤشرات على تراجع وضعف "نتنياهو"، وهزيمته المذلة بالنقاط باعتراف كتاب ومحليين من دولة الاحتلال، الذين أقروا بان غزة لا توجد ما تخسره، وحررت صواريخها سماء فلسطين المحتلة .

ها هي غزة تصنع مجد أمة من جديد بعدما اعتراها الصدأ والنقص والشعور بالمذلة والضعف أمام ما كان يسمى يوما بالجيش الذي لا يقهر، وهزم بستة أيام عدة دول عربية؛ فإذا به يقهر ويهزم بالنقاط، من قبل غزة المحاصرة والمجوعة؛ بانتظار الضربة القاضية والتي لن ننتظرها طويلة بعد حرب العصف المأكول.

من كان يظن يوما أن بضعة رجال بقوة إرادتهم وعزيمتهم وإيمانهم بالله وتوكلهم عليه سيصنعوا مجد امة من جديد، ويمرغون أنف "نتنياهو" المتغطرس في التراب، ومعه ليبرمان حارس بيوت الدعارة القادم من روسيا.

تدرجت المقاومة الفلسطينية من الحجر حتى الصاروخ الذي قيل عنه مرارا وتكرار بأنه عبثي، وإذا به يزلزل كيان دولة مارقة صنعت في غفلة من العرب والمسلمين، وإذا به ينزل خمسة ملايين صهيوني إلى الملاجئ كرها وغصبا.

لا تقاس نتائج أي حرب بعدد الضحايا والخسائر؛ فالاتحاد السوفياتي قديما خسر 26 مليون ، بينما ألمانيا خسرت خلال الحرب العالمية الثانية ستة مليون ومع ذلك ربحت روسيا الحرب، والقصص في التاريخ مليئة بهذه النماذج؛ ومن يذكرونا دائما بخسائر غزة يتساوقون مع الحرب النفسية للاحتلال ضد غزة، متناسين أن ألم الحرب دائما هو للطرفين، ومتناسين أن الاحتلال هو من فرضها فرضا بقوة السلاح والإرهاب والتجويع والحصار، ولم يكن هناك خيارا لغزة فيها.

هكذا هي الدنيا والسنن الكونية؛ فالأيام دول، وسنن التبدل والتغيير من يتحدها تحطمه وتمزقه شر ممزق؛ وما كان سابقا يوما مميزا لدولة الاحتلال؛ تبدل وصار يوما مميزا لغزة ومقاومتها التي أدهشت العدو قبل الصديق.

قد يقول قائل أين نصر غزة؟ وأين صناعة المجد الذي تقوله؟ ونقول لهم يكفي أن العربي والمسلم وكل مظلوم؛ من ألان فصاعدا سيمشي مرفوع الرأس، وينتشي بمقاومة بسيطة انتصرت وصنعت صواريخ دكت قلب دولة الاحتلال ومعسكراتها ومطاراتها، فلا شعور بالنقص ولا شعور بالهزيمة بعد اليوم.

من كان يصدق أن غزة المحاصرة والمجوعة تتحدى اعتى وأشرس واظلم قوة عبر التاريخ؛ حيث أن سياسة الأرض المحروقة هي سياسة حربية لدى "نتنياهو" بهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها  من الأطفال والنساء في جرائم حرب وبشاعة تندى لها جبين الإنسانية، وسط سكوت غربي وأمريكي.

في كل الأحوال ما عادت دولة الاحتلال لها هيبتها وقوة الردع كما كانت لها سابقا، وما عاد الفلسطيني يخشى الموت في سبيل كرامته وحريته، وما عاد "الإسرائيليون" يشعرون بأمان في دولتهم الفانية التي هي أوهن من بيت العنكبوت.

كما الذهب الخالص يزيد قوة ولمعانا وتألقا كلما تعرض لحرارة أشد؛ هي غزة تزيد تألقا وقوة وتعيد صناعة تاريخ المنطقة، وتعيد صناعة مجد أمة، وتعيد لنا مشاعر الفخر والعزة والكرامة، فهنيئا لكم يا أهل فلسطين الذين أنجبتم غزة رمز العزة.

 
 
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017