عرب ٤٨
اعتبر تقرير سري لوزارة الخارجية الإسرائيلية أن الحكومة العراقية "تتردد" في الدخول في مواجهة مع ميليشيات الحشد الشعبي العراقية الموالية لإيران، وأن للولايات المتحدة "تأثير محدود" على ردع الإيرانيين. ومن جهة أخرى، نفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) علاقتها بالغارات والتفجيرات الإسرائيلية التي استهدفت الحشد الشعبي، فيما ذكر تقرير صحفي إسرائيلي أن صراعا دائرا بين الجيش الإسرائيلي والموساد، على خلفية العمليات الإسرائيلية في العراق، وأن الجيش يتهم الموساد بإخفاقات، في الوقت الذي يتعالى فيه التوجس في إسرائيل من اتساع دائرة الصراع مع إيران إلى العراق.
وأفادت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية عممت تقريرا "سريا" على سفاراتها وممثلياتها في العالم، و"حذرت" فيه من تطورات في العراق. وقال التقرير إن "القيادة العراقية تواجه صعوبة في العمل ضد أنشطة (قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإيراني) قاسم سليماني، لأنها حذرة وليست معنية بمواجهة مع طهران".
ويستعرض تقرير الخارجية الإسرائيلية العلاقات الأميركية – العراقية، واعتبر أنه "على الرغم من أن واشنطن تريد تقليص احتمالات الأضرار الإيرانية في العراق، إلا أن الولايات المتحدة تواجه صعوبة في دفع خطوات في هذا السياق". وحسب التقرير، فإن بين أسباب ذلك "رغبة الولايات المتحدة في بالحفاظ على مصالحها في المنطقة، وخاصة المصالح الاقتصادية، وإلى جانب ذلك الرغبة الأميركية بالحفاظ على استقرار النظام العراقي والسيطرة الكبيرة للشيعة في هذه الدولة".
وحسب السياسة التي وضعها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، فإنه لا توجد حدود للصراع الدائر مع إيران، وأنه لا يقتصر على دول مجاورة لإسرائيل، أي سورية بالأساس. وقال نتنياهو، وفقا لبيان صادر عن مكتبه، أمس، إنه "سنكشف النقاب من الآن فصاعدا عن أي محاولة تقوم بها إيران لمهاجمتنا وأي محاولة إيرانية للاختباء وراء ذرائع مختلفة. أود أن أؤكد أننا لن نقبل بشن هجمات على إسرائيل من أي دولة في هذه المنطقة، مهما كانت. وأي دولة ستسمح باستخدام أراضيها لشن هجمات على إسرائيل ستتحمل النتائج. وأشدد على أن الدولة ستتحمل النتائج". وجاءت هذه الأقوال في أعقاب استهداف قافلة سيارات للحشد الشعبي عند الحدود العراقية – السورية، وأسفرت عن مقتل قائد ميداني، وبعد سلسلة تفجيرات في معسكرات للجيش العراقي، في الأسابيع الأخيرة، تدعي إسرائيل أن إيران نقلت أسلحة إليها لاستخدام الحشد الشعبي أو لنقلها لاحقا إلى سورية وحزب الله في لبنان.