حكاية ابو خليل من الاصابة الى البحث عن قوت اسرته
نابلس: من عبير بني عودة ولميس قدومي
في أعماق أزقة مخيم عسكر الجديد الواقع بالمنطقة الشرقية من مدينة نابلس، تجد نفسك تولج الى منزل عماد أبو ليلى العتيق, وما أن تصعد درج بيته حتى تشاهد مأساة أهل المنزل وما يواجهونه من معاناة صعاب الحياة.
ابو خليل ابن قرية يزور احدى قرى يافا المهجرة عام 1049، أب لخمسة أطفال تتراوح أعمارهم من السابعة إلى الخامسة عشر، يصف لنا وضعه المعيشي قائلا: " يتكون بيتي من غرفتين ومطبخ وحمام، ومساحته صغيرة جدا، بالإضافة للتهوية المعدومة، ناهيك عن الكهرباء المنقطعة باستمرار بسبب عدم توفر المال لتسديد الفواتير".
يضيف: "كنت أعمل سابقا في مجال "الشايش" والجرانيت، ومن ثم انقطع عملي لمدة ثمانية سنوات"، وذلك بسبب إصابته الخطيرة بقدمه اليمنى حيث تعرضت لها أثناء عملي داخل المصنع.
يتابع "بعد مرور تلك الفترة دون جدوى، قررت فتح محل لبيع الأدوات المستعملة، قريب من منزلي لسهولة تنقلي بسبب الوضع الصحي الذي تحسن بعض الشيء".
ويوضح بخصوص الدخل" في عملي السابق كنت احصل مبلغا عاليا يوفر لنا كل احتياجاتنا اللازمة، أما الآن بالكاد توفير لقمة العيش".
فيما يتعلق بالتعليم يشير عماد قائلا: لدي ثلاثة أطفال في المدرسة من بينهم طفل معاق يبلغ ثلاثة عشر عاما، رغم إعاقته إلا أنه لا يوجد هناك مدارس خاصة لمثل هذه الحالة، صحيح أنه في مدارس الوكالة إلا أنها لا تعتني به فهو عبارة عن "كمالة عدد" فهي تهتم بالأعداد فقط.
يتابع أبو خليل :"ابني في بداية عمره كان يذهب إلى مراكز خاصة للعناية بحالته، ولكن بسبب الظروف المالية لم أستطيع المتابعة به في هذه المراكز.
ويعبر عن اسفه وحزنه على طفله قائلا:" عندما انتقل طفلي إلى مدارس الوكالة كان يستقبل المعلومات بشكل جيد، ولكن من الصعب عليه التواصل مع أصدقائه وأساتذته، بسبب وضعه الذي كان من المفترض معالجته في تلك المراكز".
بالنسبة لطلب المساعدات وجهت رسالة للجهات المختصة في مخيم عسكر للحصول على سماعة أذن لطفلي لكن بلا جدوى, بعد معاناة طويلة دامت ثلاثة سنوات ذهبت إلى اللجنة الشعبية لكي توفر لي طلبي وبالفعل حصلت عليها، وتمكن الطفل من السماع بشكل أفضل.
ينهي ابو خليل حديثه بنظرة امل قائلا:" اتمنى العودة الى مسقط رأسي ورائحة بلدي وجمال شوارعها ونقاء جوها ولاسيما بديع خضارها وطيبة سكانه، ولا ننسى الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمالية افضل فيها بكثير من مكان اقامتي هنا في مخيم عسكر" .
تصوير:عبير بني عودة