تقرير تحليلي سياسي : سما دويكات
شفق نيوز/ كشفت مجلة التايم الامريكية، عن خطة لتقسيم العراق إلى 3 دول ،وذلك خلال نشرها لخرائط مفصلة في تقرير كبير من ثماني صفحات ، توضح فيه مناطق توزيع السنة بمحاذاة سوريا والشيعة جنوبي العراق والاكراد الى الشمال منها معتبرة بغداد ضمن الدولة السنية.
أما كركوك فكانت حسب الخرائط داخل الدولة الكردية لكنها على خط التماس مع دولة السنة ،فلم تكتف الشيعة بضم الجنوب بل امتدت لتصل الكويت، لتستقطع المناطق الحيوية وضم بعض أجزاء من شمال شرق المملكة العربية السعودية.
وفي حديثٍ للمتحدث الصحفي باسم البيت الابيض "جوش أرنست "عبر مجلة "التايم "الامريكية ،والتي تعبر عن وجهة نظر الولايات المتحدة الامريكية ،أوضح فيها أن قرار تشكيل الحكومة العراقية متروك للشعب العراقي الذي يقرر كيف ينبغي وضع الخرائط الخاصة به، و أن إدارة أوباما تفضل أن يعمل القادة السياسيون في العراق معاً لإيجاد الحل سياسي الداخلي.
وخلال تصريح لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لـ صحيفة "الصباح"
"الإنقاذ انقلاب على الدستور"، حيث وصف الدعوات لتشكيل حكومة أنقاذ وطني جراء الاوضاع الامنية في البلاد بأنها أنقلاب على الدستور، منتقداً حديث أطراف وشخصيات سياسية عن أن الاوضاع في العراق قد أختلفت بعد أحداث محافظة نينوى و التي بكل بساطة تعمل على أثارة النزعة الطائفية والقضاء على التجربة الديمقراطية ومصادرة آراء الناخبين والالتفاف على الاستحقاقات الدستورية التي من شانها تقسيم العراق ".
فيما أعرب النائب عن التحالف الوطني العراقي، "جواد البزوني" في تصريح لـ-"وكالة كل العراق الاخبارية" أن حل الازمة التي تمر بها العراق سببها أرادات و أجندة دخلية وخارجية هدفها تقسيم العراق الى 3 دول ، مشيراً ألى أن تقسيم العراق بات مطلباً سياسياً وشعبياً بسبب فشل السياسيين و عجزهم عن تحقيق برامجهم الانتخابية في مناطقهم والاحتفاظ بمناصبهم في الانتخابات المقبلة ، ما جعلهم يفتعلون أثارة النزعة الطائفية لضمان أختيارهم مرة أخرى على أساس طائفي بعيداً عن المهنية والنزاهة أو الكفاءة ".
الباحث والمتخصص في الشأن العراقي "ضياء الشكرجي" شارك خلال منبر حوار العراق اليوم من DW و أشار الى انه "من الممكن الحديث عن شعب عراقي واحد لو كان أداء السياسيين صحيحاً ويتناسب مع الوضع العراقي "حيث وجه أصابع الاتهام إلى السياسيين باعتبارهم مسؤولين عن توجيه الوعي الشعبي تجاه التشرذم .
داعش العراقية
في أعقاب الانتصارات العسكرية الغير المسبوقة والتي حققها تنظيم "داعش" ،يقول الكاتب و المحلل -احمد وجدي- عبر صحيفة "الوطن العربي" بأن المخاوف قد بدءت لأحتمالية المواجهة بين الأقاليم و التي قد تدفع أقليم جنوب العراق الى إقامة فيدرالية مع إيران، كما أن التقدم الذي حققه "داعش" بـ" بتجاه البوكمال الحدودية السورية "، يكشف عن نية لربط المناطق التي يسيطر عليها في العراق مع المناطق التي يسيطر عليها في سوريا لتأسيس دولة سنية واحدة على مضض أعلان داعش عن مشروعاً للقضاء على الشيعة و تسميتهم الروافض".
ويضيف " إذا ما تطورت الأمور في العراق بهذا الاتجاه، فإن ذلك سيعني أن خريطة جديدة قد رسمت في المنطقة و بأن الدول العربية ستكون المتضرر الأكبر بعد العراق نفسه، لكن التقسيم سيكون منسجم مع استراتيجية الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة ، خاصة إذا أرتبط مع أتفاق إيران حول مشروعها النووي ، مع العلم أن إيران ستحقق بذلك حلمها بالتمدد إلى الطرف الآخر من الخليج العربي".
مخاوف اقليمية
الخبير في شؤون العراق بالمجلس الأطلسي، رمزي مارديني، " العراق في حالة صعبة، إذ فقدت الحكومة السيطرة على مناطق واسعة من البلاد، فالعنف الداخلي يزداد يوماً بعد يوم، وتنظيم القاعدة في تنام، ، وهو وضع ساعد النائب في مجلس الشيوخ الأمريكي حينها ونائب الرئيس الأمريكي الآن، جوزيف بايدن، إلى تقديم اقتراح بتقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء، كردي وشيعي وسني.
ولهذا السبب فإن الفرص بوجود مفوضات منفصلة قد تبخرت، إذ أشار مارديني إلى أن "بايدن كان ينظر إلى العراق من عدسة يوغسلافيا السابقة، لكن الحدود لا يمكنها أن ترسم بالحبر على الورق"، مضيفاً بأن "هذا التقسيم يجب عليه أن يتم خارج إطار الحرب الطائفية"، وقال: "إن العراق لطالما كانت دولة خضعت لحكم سلطوي، ومن السذاجة التفكير بأنه يمكن أن تتحول لدولة ذات نظام فدرالي وديمقراطي في يوم وليلة، وليس فقط بسبب ما يكمن في تاريخ العراق وتركيبته، بل أيضاً بسبب طبيعة النظام الفدرالي ذاته، الذي يعتبر تشكيلاً إدارياً معقداً".
ويتفق الكاتب والمحلل الفلسطيني ،المتخصص في العلوم السياسية د. خالد عبد الحق مع ما يراه المارديني خلال مقابلة معه بأن " البيئة الخصبة لتقسيم العراق في البداية هو أنهيار الاتحاد السوفياتي في تسعينيات القرن الماضي وغياب الدور الروسي على المستوى الدولي وانهيار الثنائية القطبية وتفرد الولايات المتحدة بالعالم من خلال الأحادية القطبية التي عززت ظهور ما يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد " المشروع الأميركي الصهيوني" الرامي الى تقسيم الشرق الاوسط وإعادة صياغة شكل ومضمون وتبعية دوله في إطار نظرية الفوضى الخلاقة التي وضعت أسسها وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كوندليزا رايس والتي التقت مع المفهوم الصهيوني الذي عبر عنه شيمعون بيريس في كتابه الشرق الأوسط الجديد ،والتي تقوم على إعادة تقسيم دول المنطقة وفقاً لتجمعات الإثنيات العرقية والطائفية والمذهبية والتي جعلت من العراق ثلاث دول ،دولة شيعية في الجنوب ،ودولة سنية في الشرق ،ودولة كردية في الشمال .
مضيفاً "أن الأحداث التي تلت سقوط نظام صدام حسين أثبتت أن تحالفات الولايات المتحدة مع بعض القوى السياسية العراقية لم تكن على درجة كافية من دقة الحسابات الامريكية في منظور الولاءات السياسية فكان نجاح القوى الشيعية في مجمل العمليات الانتخابية العراقية وفي ظل تغلغل النفوذ الايراني وتناميه بشكل سريع في العراق أحد أهم تبدل التحالفات والولاءات السياسية لهذه القوى مع أميركا مما أثر على نجاح مخططاتها في تقسيم العراق.
ايران تشعر في الوقت الراهن بالقلق نتيجة وجود "متطرفين" سنة على حدودها الغربية، و الذين يشكلون مصدر توتر للكويت والأردن نتيجة أعلان "داعش" عن نوايا توسعية باتجاههما .
النموذج اليوغسلافي
أن فكرة تقسيم العراق إلى ثلاث دول كردية وسنية وشيعية بحسب التقرير الذي نشرته "الجزيرة نت "ليست بالجديدة على العقل الأميركي فقد تناولها بعض الباحثين و المحللين في فترات زمنية مختلفة وعرضوها بصيغ وعبارات متعددة، فأبرز من دعا لفكرة تقسيم العراق إلى كيانات ثلاثة ،المفكر الإستراتيجي ووزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر، حيث قال عام 2006 "إن المصير الذي ينتظر العراق سيكون مشابهاً لمصير يوغوسلافيا السابقة".
ويذكر التقرير ايضاً انه في العام الماضي دعا السيناتور الديمقراطي جوزيف بايدن والرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية لزلي غيلب إلى تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق تتمتع كل منهما بالحكم الذاتي.
من جهة اخرى أعلنت السيناتورة الجمهورية كيلي بايلي هوتجيسون في فترة قريبة عن رأيها في تقسيم العراق، معتبرة أنه "المخرج الوحيد أمام القوات الأميركية من المستنقع العراقي".
من جهته يرى الكاتب و الاعلامي أ.مخلص سمارة بأن "ما يحصل في العراق ليس بالأمر الجديد و بأنها سياسة استعمارية مرسومة منذ عشرات السنين و أن اتفاقية سايكس بيكو هي أحد مفرزات سياسة التقسيم ، وبالتالي ما يرسم الأن للعراق يبدو جلي وواضحاً من خلال بوادر هذه السياسة والخروج علناً للحديث عن تقسيم العراق لدويلات ثلاث ،للسنة والشيعة والثالثة للاكراد.
ومن جهة اخرى وجد التحول واضحاً من هنا حيث تحولت الايدلوجية من الخفاء والتي باتت اليوم بنوايا واضحة للعيان وهذا يدلل على أن الاستعمار وتحديدا الولايات المتحدة الامريكية باتت مقتنعة بأن الاجواء الأن مهيئة ومواتية للبدء بالتنفيذ الفعلي لسياسة التقسيم وما يدلل أيضا على أن ما يجري هو سياسة أمريكية بأميتازبترحيب الاسرائيلي الذي من شئنه يعزز فكرة الانفصال والدعم للدولة الكردية على حساب اي تكتلات اخرى .