تقرير :آلاء أبو ذراع, أنوار رمضان
نلاحظ في الفترة الأخيرة أن هناك تزايد في وتيرة اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية, وتنوعت هذه الاعتداءات ما بين عمليات الدهس وإطلاق النار التي أدت إلى ارتفاع أعداد إصابات المواطنين الفلسطينيين وارتقاء عدد كبير من الشهداء، بالإضافة إلى اقتلاع وحرق الأشجار وتجريف أراضي المزارعين الفلسطينيين واستيلائهم عليها, واقتحام الأماكن الدينية وتدنيسها.
ويرجح السبب في تزايد هذه الاعتداءات إلى الحالة الإقليمية الصعبة وانشغال الدول العربية في مشاكلهم من جهة, ومن جهة أخرى إدارة ترامب للحكم هو الضوء الأخضر لزيادة الاستيطان في فلسطين.
ويقول مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ "أصداء الإخباري", أن أهم أسباب هذه الزيادة هو شعور المستوطنين في الأمان داخل الضفة الغربية والقدس وذلك بسبب أن المحاكم الإسرائيلية أعطت المستوطنين الضوء الأخضر لتنفيذ اعتداءاتهم بدون محاسبة أو عقاب.
وأشار دغلس أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية يفوق 710 آلاف مستوطن, يعيشون في مستوطنات وبؤر استيطانية متفرقة في الضفة والقدس.
ويضيف دغلس "أن مخططات نتنياهو تتناغم مع سياسة إدارة ترامب في الشرق الأوسط, والتي تعتبر الاستيطان ليس عائقا أمام عملية السلام, وبالتالي أعطت الحرية المطلقة للحكومة الإسرائيلية لتنفيذ مشاريعهم في فلسطين المحتلة".
ونوه دغلس أن ردود أفعال إدارة البيت الأبيض حالياً تنعكس تماماً مع رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية سابقاً.
ومن جانبه, تحدث المحلل السياسي الدكتور خالد معالي لـ"أصداء الاخباري"، "كما هو ملاحظ في الآونة الأخيرة فإن الاعتداءات تتركز في المناطق التي تحوي تجمع أكبر عدد من المستوطنين, مثل مستوطنات جنوب نابلس، أيضاً مستوطنات في الخليل والبؤر الاستيطانية في قلب الخليل، هذه التجمعات تكون عرضة بشكل متكرر لاعتداءاتهم".
ويتابع معالي أن حكومة الاحتلال لا تفصح عن العدد الحقيقي وذلك بسبب أن المجتمع الدولي وكافة القوانين والشرائع الدولية تمنع مواصلة الاستيطان وتعتبره مخالف للقانون الإنساني وتعده جريمة حرب.
وأشار معالي أن حسب تقديرات منظمة "بتسيلم" الحقوقية ومنظمة السلام الآن الإسرائيلية ومنظمات فلسطينية, تكاد تجمع على وجود قرابة 450 مستوطنة منتشرة في كافة مناطق الضفة الغربية, بعض هذه المستوطنات هي بؤر استيطانية ومعسكرات للجيش وأحيانا يتداخل الجيش مع البؤرة مع المستوطنة ولكن في الإطار العام تعتبر القدس رقم واحد من ناحية الاستهداف الاستيطاني ويأتي بعدها في المرتبة الثانية محافظة سلفيت.
ويعلق دغلس على رد الفعل الفلسطيني الضعيف بشأن هذه الاعتداءات المتكررة, "بشكل عام اتفاقية أوسلو تكبل السلطة الفلسطينية على الرد أو التحدي أو مواجهة هذه الاعتداءات من جهة، ومن جهة أخرى لا توجد مقاومة فلسطينية حقيقية للاستيطان كل ما هنالك مقاومة شعبية لم يجري إعادة تقييم لها من أجل مواجهة تحدي الاستيطان فهناك بضع مسيرات سلمية في عدة قرى بقيت هذه المسيرات كما هي خلال 25 عام بعد اتفاقية أوسلو، بالتالي لم يجري تطويرها أو تحسين أدائها".
وأخر الاعتداءات التي نفذتها هذه المجموعات الصهيونية، ما حدث في بلدة عصيرة القبلية جنوب مدينة نابلس صباح اليوم, حيث اقتحم عدد من المستوطنين البلدة وهاجموا عدة منازل فيها وبالإضافة إلى تحطيم زجاج ثلاث مركبات وإعطاب إطاراتها.