الرئيسية / الأخبار / فلسطين
ثلاث فارسات ينسجن حكاية تفوقهن في"التوجيهي"
تاريخ النشر: الثلاثاء 15/07/2014 17:29
ثلاث فارسات ينسجن حكاية تفوقهن في"التوجيهي"
ثلاث فارسات ينسجن حكاية تفوقهن في"التوجيهي"

 طوباس: خصصت وزارة الإعلام الحلقة الخامسة عشرة من برنامجها الدوري "أصوات من طوباس" لحوار مع ثلاث فارسات  من المحافظة ظفرن بقائمة العشرة الأوائل على مستوى الوطن في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة "التوجيهي".

معمارية
وروت نور منجد داوود دراغمة، صاحبة الترتيب الثاني في الفرع العلمي قصة تفوقها، فقالت والفرح يشاركها نبرات صوتها: حصلت على 99,7 وخسرت علامتين في اللغة العربية وواحدة في الإنجليزية، وسأدرس الهندسة المعمارية؛ لأنها جميلة جدًا، وسأحقق ذاتي فيها.
وعرفت دراغمة بالخبر السار من مديرة مدرستها نائلة مدارسي، التي كانت طوال دراستها تتوقع مستقبلاً باهرًا لطالبتها، حتى أصابت وفرحت بالانجاز.
تقول نور: حرصت على دراسة يومية لم تتجاوز السبع ساعات، ولا أنسى تشجيعي أسرتي ومعلماتي، الذين فرحوا بفرحي، ولم تسعهم الدنيا بتفوقي. ومع هذا، أعتقد أن نظام "التوجيهي" ليس عادلاً، فهو يحكم على 12 سنة من عمر الطالب الدراسية في 18 يومًا فقط، هي فترة تأدية الامتحان، وفي حال أي ظرف طارئ فإن المستقبل سيضيع.
ووفق دراغمة، فإن لكل طالب ما يميزه، وليس شرطاً أن يتقدم للامتحان، فعليه أن يحدد خياراته في سن مبكر، ويتحول إلى الدراسة المهنية، ويحقق أحلامه التي يحبها، ويستطيع أن يجتازها بالفعل.
تتابع: الفرحة مع العدوان على غزة  منقوصة، وتمنيت أن تعلن النتائج في ظروف أفضل، بعيداً عن القتل الذي نتعرض له. وأهدي تفوقي لمعلمة اللغة العربية الأستاذة حنان.
وترى نور أن الفتيات أكثر تفوقاً من الذكور، وهن أكثر من نصف المجتمع، ولم يحصلن في الماضي على حقوقهن في التعليم، وكن يتزوجن قبل إكمال دراستهن، لكنهن اليوم متفوقات دائماً في كل الحقول.
ويعمل والد نور مديراً في مستشفى جنين الحكومي (الشهيد خليل سليمان)، فيما اجتازت والدتها سعيدة يوسف الامتحان ذاته عام 1989.
عائلة أطباء
فيما يسكن الفرح منزل عائلة طبيب الأشعة راجح حافظ أبو غنام، ببلدة عقابا، التي انتزعت ابنتها ولاء الترتيب العاشر (مكرر) في الفرع العلمي.
تقول: خسرت ثلاث علامات في مبحث اللغة العربية، وواحدة في الإنجليزية، ومثلها في الرياضيات والكيمياء، وتوقعت أن أحصل على 98 % فقط، لكن الاجتهاد والحظ أنصفاني، ولا أنسى جهود والدتي ووالدي الذي حصل عام 1977 على علامة 97,8 على مستوى الضفتين. وتذكرت اليوم توقعات معلماتي، ولا أنسى سهر والدتي بجانبي، وجهود معلماتي وخاصة أمل أبو عرة للغة العربية ، والفيزياء هناء دراغمة.
كانت ولاء تدرس خلال الامتحانات اثنتي عشرة ساعة، فيما خصصت للأحياء 18 ساعة، ولم تستطع السيطرة جيداَ على المادة الطويلة، فكانت تدرس ساعة وتخلد للنوم ساعة أخرى. فيما حملت لها أختها فاطمة البشرى، ثم اتصل بها شقيقها محمد مهنئًا، لتعمم الفرحة وتتوالى الاتصالات وقدوم المباركين.
تضيف: سأدرس الطب مثل والدي، وسأتخصص في مجال صحة الثدي، وسأسير على درب أختي فاطمة التي تدرس طب الأسنان، وسأنضم لأخي طارق الذي يتعلم الطب أيضاً في ألمانيا، وسنصبح عائلة أطباء إن شاء الله، أما والدتي فتحمل شهادة الأدب الإنجليزي.
وتعتقد أبو غنام أن "التوجيهي" نظام عادل وينصف من يمنحه التعب والسهر، أما الذي لا يحالفه الحظ فعليهم أن لا يصلوا لمرحلة الفشل، وتحديد خياراتهم قبل الوصول إليه، والتوجه للتعليم المهني. فيما ترى أن الفرحة تحت العدوان على غزة لا طعم لها، ولم تكن سعيدة، وهي تستمع لصوت المفرقعات، ولم تسمح لأخوتها سوى بطلقات محدودة.
تضيف: الجيل الحالي من الفتيات لديه الكثير من التميز وهو واعد، واستطاعت الفتيات تغيير الحال الذي كان يرافق حرمان المرأة من التعليم بسبب عدم توفر المدارس، والنظرة المجتمعية في التعامل معهن، وإجبارهن على الزواج المبكر، وعدم إكمال الدراسة الجامعية بالرغم من تفوقهن.
أحلام بالاقتصاد
فيما نالت انشراح سمير توفيق أبو دواس المكان الخامس في الفرع التجاري بـ98.3 %. تقول:  خسرت أربع علامات في اللغة العربية، وخمس في الإنجليزية، وواحدة في المحاسبة، والمالية، والرياضيات. ولم أتوقع معدلاً كهذا، وحرصت طوال دراستي على نظام ثابت، بين ثلاث إلى سبع ساعات، لكنني لم أسهر في أي حال بعد العاشرة ليلاً. وأهدي تفوقي لمعلماتي وأهلي ولشهداء العدوان الإسرائيلي على غزة.
تقول: خيارات الفرع التجاري محدودة، ولكنني أحب الاقتصاد وأتحمس له، ولإكمال دراساتي العليا فيه، إلى أن أصبح محاضرة جامعية، ووزيرة اقتصاد. وأعتقد أن الاقتصاد هو الدواء للكثير من المشاكل التي يعانيها الناس، وخاصة في أوضاعنا غير المريحة.
تضيف: كان الامتحان صعباً، وخاصة في مبحث العلوم المالية، وأظن أن التوجيهي نظام عادل، ولكن على من يتقدم له أن يعد نفسه، فلا يعقل أن يصله طلبة لا يعرفون الأساسيات، ويجهلون المفاهيم الرئيسة.
تنهي: تغير حال تعليم النساء كثيراً، ففي الماضي لم يحصلن على فرصة إكمال التوجيهي، وكانت طوباس تخلو من مدارس للبنات، وانتقلت الفتيات المقتدرات للدراسة في نابلس، أو أجبرتهم الظروف على الزواج المبكر، لكن الحال اليوم تغير كثيراً للأحسن، وأصبحت المبدعات يتفوقن على الطلبة.
واقع
بدوره قال منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف، إن "أصوات من طوباس" يحرص على نقل واقع المحافظة بكل تفاصيلها، ويعكس مناخها العام من معاناة ومهن قديمة وإبداعات وقصص نجاح، فيما يسلط اليوم الضوء على شأن تربوي نالت فيه طوباس أربعة مراكز متقدمة على مستوى محافظات الوطن، في وقت لا توجد فيه غير 14 مدرسة تضم في صفوفها طلبة ثانوية عامة.
 
 الصور: شهادتان والثالثة من احتفال ام بابنتها (من أرشيف الوزارة)

المزيد من الصور
ثلاث فارسات ينسجن حكاية تفوقهن في"التوجيهي"
ثلاث فارسات ينسجن حكاية تفوقهن في"التوجيهي"
ثلاث فارسات ينسجن حكاية تفوقهن في"التوجيهي"
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017