في ذروة فصل الصيف أللاهب ,ومع اشتداد حرارة الطقس بشكل لم يسبق له مثيل بسبب الاحتباس الحراري الذي يلف المكان ,ومع دخول شهر رمضان المبارك أولى أيامه..انفجر الدخان ..وتلبد سماء غزة بغيوم لا تشبه الغيوم ..غيوم كقطيع الغربان انهمرت منها أمطار ممزوجة بكرات من لهب مشتعل..غطت سطح الأرض حتى بلغ الفيضان بلونه الأحمر القاني..مطرا لا يشبه المطر ,فكان غزيرا بلونه الرمادي يكاد يضيء ليل غزة والمحيط..كتل من البارود المنفجرسوت بيوتا بالأرض...وحمما من نار ملتهبة تتناثر فوق رؤوس الأطفال..تلاحقهم من بيت لبيت ..ومن دار لدار..ومن زنقة لزنقة ..تلاحقهم في غرف المدرسة وزوايا المسجد ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة..تلاحقهم حتى في أرحام أمهاتهم وأزقة جاراتهم..مطر يحمل معه الموت لكل مظاهر الحياة ..سماء غطائها غيوم ملبدة تقذف حمم من نار ملتهبة..تسقط في كل مكان وتطال كل الأشياء ..تستهدف الأطفال والنساء والشيوخ ولا يسلم منها طير أو بشر..بيوت مهدمة وأنقاض وخراب وأكوام من لحم البشرهي بالأصل نجت من جحيم مطر كان قد سبق ..لا حقتهم حتى أماكن اللجوء وعليهم مرة أخرى المطر قد انهمر.
لا لا لن نركع رغم شدة المطر..نموت واقفين كالشجر..عيوننا شاخصة صوب القدس وفلسطين مهما اشتد الخطر..لا لا لن نركع..نموت أو ننتصر...ومن بين الركام والأنقاض نشتم رائحة الأمل ..نجوع نموت نقطع لا لا لن نركع ..من وسط الدمار وتحت الأنقاض نطلقها صرخة مدوية..تبا لجشع البشر ومصاصي الدماء في واشنطن ولندن ومن حضر..تبا للصهيونية النازية الفاشية صاحبة المطر..تبا للأخ الشقيق الجار المرتهن ولوصايا العدوفد حفظ والتزم.
من وسط الدمار وبين الركام والأنقاض خرجنا نلملم الجراح..ومن نار مطرهم صنعنا السلاح..جمعنا أشيائنا وحضرت عقولنا وفراستنا فكانت حجارة السجيل وطيور الأبابيل.
من لحمنا ومن دمنا وأشلائنا الممزقة ومن عطر شهدائنا صنعنا الصواريخ التي دكت أوكار الدبابير والغربان وأصحاب المطر..طارت صواريخ الحق لتطال أبعد مكان وتفاجأ الصديق قبل العدو والبشر...صواريخ تشبه الإعصار حرفت عنا شرا وغيوم الأمطار..صبت على رؤوسهم حمما من نار..شتت جمعهم حتى صارت الملاجئ تحت الأرض المقر والدار..أنفضح أمرهم وصار نمرهم من ورق..الرئيس والوزير والجنرال والميجر تحت التراب استتر وجنودهم إلى مجاري الصرف الصحي قد ناموا واليها المستقر.
انتصرت غزة كما انتصرت الموصل الحدباء..ترنح الاحتلال هنا كما ترنح هناك ..لا صلح لا استسلام لا استجداء لا مساومة..أنها بشائر النصر يا امة العرب والإسلام.
نعم ولى زمن الأوغاد والأقزام وأشباه الرجال وعاد زمن الأبطال والأحرار..زمن المقاومة والملاحم والأسطورة..زمن النصر والمنصورين وانظروا قادم الأيام.
ثائر :حنني
بيت فوريك- فلسطين المحنلة