بقلم عيسى قراقع
باسم الحرية، اقرعوا الأجراس، أكثر من مليون طالب وطالبة التحقوا في مدارس فلسطين في العام الدراسي الجديد 2019-2020، أكثر من مليون قلم وكتاب وحقيبة ومسطرة وممحاة وطبشورة وروح ورصاصة وحجر، هاهم يسمعون نشيد المدارس، القاصي والداني، الصديق والمتخاذل، جنرالات الاحتلال، ونحن نهتف: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر.
باسم الحرية اقرعوا الأجراس، أكثر من مليون طالب وطالبة، أكثر من مليون صوت يصدح مع مطلع كل فجر، ما أوسع رحم هذه الأرض، نتعلم اللغة العربية، نتعلم أشعار المتنبي وبابلو نيروداا ولوركا وناظم حكمت وابراهيم طوقان ومحمود درويش، نتعلم الفيزياء، والأحياء والكيمياء والجغرافيا، نعجن لحمنا في الميادين وفي المختبرات، هناك قمر نصنعه في الليلة المظلمة، وإذا ما اقتضى الحال نصنع من لحمنا قنبلة.
باسم الحرية اقرعوا الأجراس في كل المدارس، أيقظوا الشهداء الذين رحلوا وما رحلوا، الباقون فينا يرتفعون فوق أكتافنا سحاباً، يهبوننا المطر المقدس كل عام...
باسم الحرية اقرعوا الأجراس فوق أبراج سجون الاحتلال، إرادة أسرانا ترسم حدود الوطن، الأسرى يدقون الجدران وأبواب الحديد وزمن الظلمات، المؤبدات لم تستطع ان تقصر عمر الطريق، ساعة الغضب ليس لها عقارب، وحلم الأحرار لا ينام.
باسم الحرية اقرعوا الأجراس، فخخوا ترانيم الصلاة بآيات اللوز والرحمن، نصلي متوحدين موحدين مسيحيون ومسلمون نسير على خطة الرعاة والأنبياء، نصير طيورا في الفضاء، نموت على الأرض كثيرا كثيرا ونعشق الحياة.
باسم الحرية اقرعوا الأجراس، انهضوا من الغياب، تلك طقوسنا، نعيش كأننا سنموت غدا، ونتعلم كأننا سنعيش للأبد، أرضنا الكنعانية أنجبت أولادا هم ملوكها يتربعون على عرش التراب.
باسم الحرية اقرعوا الأجراس فوق كل صخرة وتلة وقطرة ماء، هنا غزلاننا، هنا فؤوس أجدادنا، هنا أسماؤنا واضحة على جلدة الأرض، هنا زيتوننا وزيت أجسادنا دماء.
باسم الحرية اقرعوا الأجراس، نحن شعب الأساطير الأولى، أول الخلق وآخر الخلق، هنا الأولياء والأنبياء والفدائيون والشعراء والملح والثورات والانتفاضات، نحن شعب يسوق الغيم إذا ما جفت الدنيا إلى كل الجهات...
باسم الحرية اقرعوا الأجراس، الحائط لنا، والسور والهيكل وعين الشمس والمصاطب والآيات والأعياد، القدس عاصمتنا والكل سواء: الراهب والشيخ والقهوة والصليب والهواء والضوء والنار، البعث والنشور والميلاد.
باسم الحرية اقرعوا الأجراس، أكثر من مليون طالب وطالبة، يفيض البحر المتوسط وحليب الأمهات، نحن أهل الأرض، اقرعوا الأجراس وامنعوا المحتل ان يجثم فوق أجساد المعذبين والمظلومين والفقراء، خير لنا ان نموت ونحن واقفين مرفوعي الرؤوس من ان نموت ونحن راكعين، ارفعوا رؤوسكم فانتم فلسطينيون.
باسم الحرية اقرعوا الأجراس، لن نكون عبيدا لدولة الاحتلال الفاشية العنصرية، لن نكون رهائن للمستوطنات والمستوطنين والجرافات ودولة القراصنة، سنكتب على اللوح في الصف: نعم قد نموت ولكننا سنقتلع الموت من أرضنا، ونركض في الشوارع والساحات، نزرع القمح في حدائق أجسادنا، تلك هي حياتنا، تلك هي أصواتنا.
باسم الحرية اقرعوا الأجراس، نحمل القلم ونكتب على اللوح في الصف ما قاله الشهيد ياسر عرفات: إني أرى النور في نهاية النفق، يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون، لسنا شعبا عاديا وعابرا، لسنا احتياطا ولا شيئا زائدا، لن نكون حلا أخيرا أو خيارا في أسفل القائمة.
باسم الحرية اقرعوا الأجراس، نحمل القلم ونكتب على اللوح في الصف: ليست القوة هي الحق، بل الحق هو القوة، ونكتب ان كرامة الفلسطيني هي الخط الأحمر الذي دونه الموت، يستطيع الاحتلال ان يغتصب الأرض ويقتل الثوار ويعتقل الآلاف لكنه لن يستطيع ان يقتل فينا الثورة.
باسم الحرية اقرعوا الأجراس، نحمل القلم ونكتب على اللوح في الصف: نريد مزيدا من الأغنيات لحمل مليون راية وراية ننصبها في مهب البلاد، هنا البنات ، هنا الكنعانيات، نساء فلسطين يتزنرن السنابل والحب والصهيل، المرابطات الحبيبات الأسيرات المعلمات المربيات الشهيدات، تلك هي أصواتنا: كل أغنية امرأة، على الباب تحرس رجع الصدى، كل امرأة شجرة، تدق مع الريح قفل المدى.
باسم الحرية اقرعوا الاجراس، نتعلم لنتحرر، نتعلم لنبني دولتنا الجميلة ذات السيادة، نتعلم السلام المبني على الكرامة والحق والارادة، نتعلم قيم العدالة والمحبة والتسامح والريادة، نتعلم ليكون لاطفالنا حدائق وبحر وفرح وسعادة، اقرعوا الاجراس، حياتنا تطل من عزمنا غدا، فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدى.
باسم الحرية اقرعوا الأجراس، هو صوت القدس، صوت المغنى المقدسي مصطفى الكرد:
باسم الحرية.... نضحي بالأرواح
فلسطين عربية.... يا ارض الكفاح
فلسطين بلدي.... لأبوي وولدي
واللي متعدي.... روحو بايديا