“القدس العربي”
أكد بيير كرينبول، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن دولتي قطر والكويت، من بين دول أخرى، قدمتا تبرعات سخية للأونروا في عام 2018، ما مكن الوكالة من الحفاظ على مخيماتها الـ58 مفتوحة للاجئين الفلسطينيين.
جاء ذلك في كلمة للمسؤول الدولي في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ152 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري. ونبه كرينبول إلى أن هناك حملة غير مسبوقة ضد الوكالة لنزع الشرعية عن قضية اللاجئين الفلسطينيين، داعيا إلى العمل من أجل تجديد سهل لولاية (الأونروا) من جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف أن كل الوسائل والسبل تم توظيفها في هذه الحملة، موضحا: “لم أر هذا الاستهداف الشرس من قبل لأي منظمة إنسانية ولا إنكارا لحقوق مجتمع اللاجئين بأكمله”.
وأشار إلى أن أزمة الأونروا لم تنته بعد، رغم الجهود الدولية التي بذلت لمواجهة قطع التمويل الأمريكي للوكالة، مضيفا أن البعض يحاول تفكيك قضية اللاجئين، رغم أن المجتمع الدولي كرس اعترافه باللاجئين في قرارات دولية عديدة.
واعتبر أن التحريف الأكبر على الإطلاق هو تكرار القول بأن اللاجئين الفلسطينيين هم اللاجئون الوحيدون في العالم الذين تعتبر ذريتهم من اللاجئين، مشيرا إلى أنه بموجب أحكام القانون الدولي ومبدأ وحدة العائلة “يعتبر أطفال وأبناء أي لاجئين، سواء كانوا أفغانيين أو صوماليين أو كونغوليين، لاجئين تقدم لهم المساعدة من الأمم المتحدة، فهذا أمر لا يقتصر على الفلسطينيين”.
وقال إن الهجمات على الوكالة تهدف لمحو فكرة حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، مبينا أن عمليات الوكالة الأممية في القدس تتعرض للضغط المستمر وتواجه تدخلات مستمرة من البلدية الإسرائيلية، وأن تحدي الكيان الإسرائيلي لأنشطة وكالة ذات تفويض أممي هو محاولة لضم القدس الشرقية وأمر غير قانوني بموجب القانون الدولي.
وشدد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين على أن الوقوف بجانب الأونروا في القدس هو أمر في غاية الأهمية، وهو مقياس أساسي لحماية الكرامة الإنسانية والحفاظ على الاستقرار.
وقال: “رغم التحديات تمكنا بفضل مشاركة شركائنا من الدول المضيفة، تحديدا بمساهمة من الأردن ودعم من فلسطين ولبنان، من تحقيق تقدم؛ إذ نواصل العمل في أكثر من 700 مدرسة تابعة للأونروا تضم نحو نصف مليون طالب وطالبة”.
وطالب كرينبول بضمان نفس الدعم للوكالة في عام 2019، كما حدث العام الماضي، وأن يحظى مسار الوكالة في السنوات القادمة بالحماية الملائمة، مشيرا إلى أن ميزانية الأونروا بلغت 1.2 مليار دولار لكل أنشطتها، وقد قلصت العجز في التمويل من 211 إلى 120 مليون دولار. (وكالات)