عرب ٤٨
ادعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أن ارتفاع وتيرة الهجمات العدوانية الإسرائيلية في سورية، تأتي في ظل تعزيز الجهود الإيرانية للتموضع عسكريًا في سورية، وزيادة الحرس الثوري الإيراني، من محاولاته لمهاجمة إسرائيل من سورية.
جاء ذلك بحسب ما نقلت هيئة البث الإسرائيلي (كان)، عن مصدر سياسي، اطلع على مباحثات نتنياهو، الذي يشغل منصب وزير الأمن، مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في منتجع سوتشي الروسي الواقع على البحر الأسود.
وبحث الاجتماع الذي عقد قبيل اجتماع نتنياهو بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ما وصفته "كان"، بـ"تعزيز التنسيق بين الجيشين الإسرائيلي والروسي في سورية".
وقال نتنياهو لوسائل الإعلام الإسرائيلية، عقب اجتماعه بشويغو، "أنا الآن في طريقي للاجتماع مع الرئيس بوتين، المباحثات ستتمحور حول القضايا الأمنية، بما في ذلك الحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي في مواجهة محاولات إيران للتموضع عسكريًا في المنطقة".
وبعد تأخير دام نحو ثلاثة ساعات، اجتمع بوتين بنتنياهو، الذي أبلغه، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن "إيران كثفت من هجماتها ضدنا، التنسيق بين جيشنا مهم جدا وعلينا تعزيزه".
فيما قال نتنياهو في بيان مقتضب صدر عن مكتبه عقب الاجتماع ببوتين، أن العلاقات الروسية الإسرائيلية منعت الاحتكاكات الخطيرة وغير الضرورية في سورية، وتمثل العلاقة عنصر أساسي لاستقرار المنطقة.
وأضاف أنه "خلال الشهر الماضي ، حدثت زيادة حادة في عدد محاولات إيران لضرب إسرائيل من الأراضي السورية، كما سعت لتثبيت صواريخ دقيقة موجهة ضدنا. أخبرت الرئيس بوتين أن هذا كان تهديدًا لا يمكن السكوت عنه، ونحن نعمل وسنواصل نعمل ضده".
وفي وقت سابق اليوم، صرّح نتنياهو للصحافيين قبيل مغادرته إلى منتجع سوتشي، إنه من المهم "مواصلة الحفاظ على حرية العمل التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي، وسلاح الجو، ضد أهداف إيرانية في سورية".
وقال "هذه هي زيارة مهمة للغاية، نعمل حاليا على أكثر من ساحة في محيط عبارة عن 360 درجة من حولنا، من أجل ضمان أمن إسرائيل إزاء المحاولات التي تقوم بها إيران والجهات الموالية لها لمهاجمتنا، فنحن نعمل ضدها".
وأضاف أن "الساحة السورية هي الساحة الرئيسية ونسمع عن ذلك بين الحين والآخر، من المهم بنظرنا مواصلة الحفاظ على حرية العمل التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو ضد أهداف إيرانية، وأهداف تابعة لحزب الله وأهداف إرهابية أخرى".
وتابع نتنياهو أن "هذه الزيارة تهدف إلى مواصلة هذا التنسيق المهم الذي يمنع الاصطدامات بيننا وبين القوات الروسية، كما هي تهدف إلى مواصلة العمل على تحقيق الغاية للمشتركة التي قد اتفقنا عليها، والتي لم تحقق بعد، وهناك شوط طويل لقطعه حتى أن يتم تحقيقها، وهي إخراج إيران من سورية، هذا هو هدف الزيارة".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن سابقا تنفيذ مئات الغارات على أهداف إيرانية في سورية، خلال السنوات القليلة الماضية.
وتأتي زيارة نتنياهو إلى روسيا قبل 5 أيام من انتخابات الكنيست الـ22 المقررة يوم الثلاثاء المقبل، 17 أيلول/ سبتمبر الجاري، وتعتبر مصيرية لمستقبله السياسي.
يشار إلى أن الخارجية الروسية كانت قد حذّرت من إقدام نتنياهو على ضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وذلك على خلفية إعلان الأخير عن نيته ضم منطقة الأغوار التابعة للضفة الغربية المحتلة في حال أعيد انتخابه.
وأعربت روسيا عن مخاوفها من تزايد التوتر في منطقة الشرق الأوسط عقب إعلان نتنياهو نيته ضم المستوطنات غير الشرعيّة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفرض السيادة على منطقة غور الأردن وشمال البحر الميّت.
وأضافت الخارجية الروسية في بيان صدر عنها أمس، الأربعاء، أن تنفيذ تعهد نتنياهو يمكن أن يؤدي إلى تزايد التوتر في المنطقة ويقوض آمال التوصل إلى خطة سلام بين إسرائيل والعرب.
وأكد البيان على ضرورة حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومبادئ مؤتمر مدريد للسلام، ومبادرة السلام العربية.
والثلاثاء، أعلن نتنياهو أنه في حال فوزه بالانتخابات المقررة 17 أيلول/ سبتمبر الجاري، فسيفرض "السيادة الإسرائيلية" على منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت، وهو ما فجّر إدانات دولية وعربية واسعة.
وفي مقابلة أجراها صباح اليوم مع الإذاعة العامة الإسرائيلية، ادعى نتنياهو أنه "اعتزمت القيام بذلك (ضم الأغوار) قبل أسبوعين، لكن المستشار القضائي للحكومة قال لي إنه لا يمكنني القيام بذلك لأننا في حكومة انتقالية".
غير أن تقريرًا لموقع "هآرتس"، نشر مساء اليوم، الخميس، نقل عن مصادر قضائية، تأكيدهم أن المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، لم يعارض إقدام نتنياهو على إعلان الضم، لكنه شدد أن حكومة انتقالية يمكنها الإقدام على ذلك عند الضرورة، وليس لأغراض انتخابية.