القاهرة ــ العربي الجديد
15 سبتمبر 2019
"أنت فاكرني هاسيبك، أنا هأقوم عليك ثورة"، بهذه الكلمات توعد الفنان والمقاول المصري، محمد علي، الرئيس عبد الفتاح السيسي، رداً على تصريحاته في مؤتمر الشباب التي اعترف فيها ببناء المزيد من القصور الرئاسية، في الوقت الذي يأكل فيه المصريون البسطاء من القمامة، نتيجة سوء إدارته للبلاد منذ توليه الحكم عام 2014، وانتشار الفقر بين شرائح واسعة من المجتمع.
وقال علي، الذي عمل لسنوات طويلة مقاولاً لمشروعات الجيش، إن "السيسي تحدث في مؤتمر الشباب أمس عن القصور الرئاسية التي نفذتها شركته للمقاولات، ولم يتحدث عن القصور التي أنشأتها شركات أوراسكوم، وسياج، وأبناء علام، وهشام حشيش، ومحمد العربي"، متسائلاً "لماذا لم تتحدث عن فندق الشويفات الذي تكلف ملياري جنيه لمجاملة أحد أصدقائك؟ واستراحة المعمورة التي أنشأتها إرضاءً لزوجتك من أموال الدولة؟".
وأضاف علي، في مقطعي فيديو جديدين نشرهما على موقع "يوتيوب"، اليوم الأحد، أن السيسي اعترف بموضوع القصور الرئاسية، وخاف أن يذكر اسمه لأنه "جبان"، مستطرداً "هل مصر كانت في حاجة إلى قصور رئاسية؟ حتى تتحدى الشعب، وتقول هاعمل ثاني وثالث... هل الشباب اطمأن على حياته ومستقبله، وكبار السن وجدوا مقابر يدفنون فيها، وأخذ جميع المصريين حقوقهم، حتى تنشئ قصوراً تلمع بها صورتك؟!".
وتابع مخاطباً السيسي: "هل ترى أن تلميع مصر يكون بالقصور والفنادق والعاصمة الإدارية الجديدة؟ وأن الخرسانات أهم من روح الإنسان التي تأكل من القمامة؟ كل ما يهمك هو أن تكون واجهة مصر مشرفة للضيوف، ومش مهم بالنسبة لك ابن البلد الذي لا يجد المال أو الطعام... هل هذه هي الكرامة التي تتحدث عنها؟ في أوروبا يوجد فقراء أيضاً، ولكن لهم حقوق، ولا ينظر إليهم الأغنياء بشكل دونوي".
وزاد علي: "الفقراء لهم حقوق في أوطانهم، ولكنك يا سيسي تفرق بين الطبقات، وتوزع الثروات من دون عدل... وأنا وجهت لك أسئلة واضحة وصريحة، ولم أقل إن القصور باسمك، حتى تخرج وتنفي هذا الأمر... سؤالي هو: هل هذا هو التوقيت المناسب؟ أنت ظهر عليك الارتباك في المؤتمر، لأنك خائف مني، وخائف من الشعب، وخائف من مواقع التواصل الاجتماعي التي تفضحك، لأنك لا تستطيع الحديث يا عبيط".
وعن تلميحات السيسي بشأن انتمائه للإخوان، قال: "قبل تحدثي إلى المصريين في العلن، كانت هناك قوى معارضة للرئيس سواء من الإخوان أو السلفيين أو الليبراليين، وهذا أمر طبيعي، وظاهرة صحية أن تكون هناك معارضة لأي رئيس دولة أو حكومة... وعندما قررت الحديث، بعد عملي كمقاول مع المؤسسة العسكرية لمدة 15 عاماً، كان من الطبيعي أن يلتقط المعارضون حديثي، ويعملوا على تصدريها للشعب".
وأضاف علي: "من حق أي قوى معارضة البحث عن الأدلة الداعمة لاتهاماتي الموجهة للرئيس بالفساد، لا سيما أنه يتحدث طوال الوقت عن الجيش، ولا يتحدث مطلقاً عن المصريين، عشان هو فاسد زي اللي قبله... رايح يعمل عاصمة إدارية جديدة عشان الناس في الخارج تتفرج عليها، وعنده الملايين لا يجدون الطعام"، مستدركاً "أنت يا سيسي من خلقت الفساد في الدولة، واعترفت أن المشروعات التي أشرفت عليها المؤسسة العسكرية تكلفت 4 تريليون جنيه".