شهد الهجوم الأخير على غزة تجاهلا إعلاميا عربيا ودوليا، ومع ذلك فقد تأكدت إسرائيل أنها قادرة على تضليل الرأي العام، ففي حروبها السابقة على غزة استخدمت الذراع الدعائي للحرب وهي "هاسبارا" والتي تعني "شرح".
وقالت صحيفة "اندبندنت" إن في قاعة خاصة اسمها "غرفة الحرب للهاسبارا" في جامعة خاصة بمدينة هرتسيليا، يجلس 40 طالبا أمام أجهزة كمبيوتر تخزن فيها المعلومات يقومون بتوصيل رسالة إسرائيل عن الحرب.
ونقل موقع "ينيت" عن ليدور بار دفيد أحد المشاركين في العملية "أن الهدف هو إيصال رسالة واضحة للناس في الخارج وهي إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، ومع أن المشاركين لم يطلب منهم بعد الخدمة في الجيش بعد لكنهم فكروا بالمشاركة في مهمة مدنية ليست بأقل أهمية".
ويتحدث الطلاب 30 لغة يستهدفون من خلالها منابر الحوار وفي الوقت نفسه يحاولون الظهور بمظهر مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي العاديين. ويقوموا بالضغط على فيسبوك لإغلاق الصفحات التي يقولون إنها تحرض على العنف ضد إسرائيل، وينشرون صورا لصواريخ حماس رسمها أطفال إسرائيليون تعبر عن صدمتهم وخوفهم.
وتقول صحيفة "إندبندنت" إن إعلام التواصل الاجتماعي أصبح واحدا من وسائل الحرب، فالجيش الإسرائيلي الذي فتح حسابا على التويتر منذ عام 2009 لديه 286.000 معجب. فيما قررت كتائب عز الدين القسام أثناء الهجوم الإسرائيلي الثاني على غزة في عام 2012 فتح حساب على التويتر "هاشتاج القسام بريجيدز".
وقام موقع تويتر بإغلاق الحساب بداية هذا العام، لكن طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي تعني أن الحرب الدعائية أصبحت مفتوحة لكل شخص، ومصدرا للمعلومات التي أصبح من الصعب التأكد منها.
وقالت صحيفة "إندبندنت" إن بعض الصور المستخدمة على "هاشتاج أتاك غزة" قد تكون مدورة من سنوات سابقة. وتضيف الصحيفة إن إعلام وسائل التواصل الاجتماعي خاصة في طريقة تعاملها مع الشرق الأوسط وقضاياه أصبحت منجما للدعاية والتضليل.
ووجد المحلل عبد الرحيم سعيد من "بي بي سي" أن بعض صور العنف تعود لعام 2007 وفي بعض الأحيان لا علاقة لها بفلسطين.
وكتب مغرد معلقا على صورة "لم أتوقع تلقي 1800 تغريدة، ولم أعرف أنها مدورة، ولكن لا تحتاج التعامل معها على أنها نسخة حقيقية بل تعطي فكرة عن التفجيرات".
ويقول كريس هاميلتون، محرر الميديا في بي بي سي "هناك الكثير من الصور وأفلام الفيديو تصور هجمات وتفجيرات وناس يخرجون من أنقاض البنايات"، و"لكن عندما تتحدث عن صحة الصور والتثبت منها يفكر الناس بالصور المزورة والمفبركة، ولكن ما نراه الآن من أفلام وصور هي صحيحة ولكنها ليست من الحادث بعينه".