mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke"> mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke">
فلسطين ثلاثة مقاطعٌ صوتية تعدها عند نطقها، لكنها في الحقيقة عانت مرارة التقسيم، و كأن ألم التقسيم، و اللجوء، وقهر العيش كلها سكاكين حادة قطعتها لتعبر في كل مقطع من اسمها عن وجعٍ ترويه الأجيال.
ستةٌ و ستون عاماً رسّخت في ذهن الفلسطيني صورة الدم الأحمر القاني ينساب بين أزقة المدن والقرى دون توقف، و كأنه يتحدى الشجر والحجر في صلابتهما وكيانهما القاهر أن يوقفاه عن التدفق.
و دهر تلو الدهر أضحى ذلك المزيج الأحمر مع ذرات التراب الطاهر عناصر لوحةً فنية تعلق في المعارض، تعتاد المقلتان التجول عليها من يمين اللوحة إلى يسارها لتفحصها بتمعن ثم تحكم عليها إن كانت تستحق أن تحتل المركز الأول في إبداعها.
هذا ما فعلته يد الاحتلال الغاصب، حيث شكلت معالم القسوة و القذارة في كل معلم و أثر في فلسطين، حتى شهد على جرائمهم جسد الكهل المجعد، و شاب يعدل ربطة عنقه لاستقبال عروسه، و طفل ضحوك يلعب بطائرته الورقية في سماء الوطن.
سيناريوهات الإحتلال
سيناريوهات الاحتلال عرفناها و ترجمناها و حللناها، و كلها تهدف لإبادة أرض فلسطين آخرها كان سيناريو خطف المستوطنين الثلاثة.
و ادعائهم باختفائهم في الخليل قصة حبكاتها كانت ممثلة بقتل الأبرياء، و هدم منازل، و أشنعها حرق الطفل الشهيد محمد أبو خضير، فلم تهدأ إسرائيل فقد كانت متعطشة لكـأس دمٍ تروي بها رمقها الجاف، فاستغلت خطف المستوطنين، فهي لم تستبعد أي رد على ما جرى خاصة و إنها منذ اللحظة الأولى تتحدث بنفس قوي أن من يقف وراء اختفاء المستوطنين هي حماس.
فإسرائيل لم توقف يوماً من جرائمها و لكنها اتخذت قضية المستوطنين مبرراً لتصعيد عنفها، أي أن إسرائيل أوجدت لنفسها بيئة آمنة محلية و إقليمياً ودولياً ضد أي تصعيد تقوم به ضد الفلسطينيين فهي تريد أن تبحث لنفسها عن أرضية صلبة لقمع الفلسطينيين أكثر فأكثر.
ففي غضون الأيام التي مرت على حرب غزة، استطعنا أن نتيقن أن الشعب الفلسطيني ولد من جديد، ولد ومعه روح المقاومة، استطعنا أن نتيقن أن للشعب الفلسطيني جيش يدافع عن حقوقه وكرامته، وعزته، وأرضه وقدسه، نعم هو جيش الدفاع الفلسطيني الذي حلمنا به طوال الستة وستون عاماً، فمنذ ذلك الوقت لم تعلُ أصوات الأطفال فرحاً بصواريخ المقاومة التي تزين السماء لتجعلها نجماً جديداً يضيء سماء فلسطين.
حماس جزءاً من حرب
فلم تعد حماس مجرد حركة مقاومة بل باتت جزءاً من حرب، فإن عدنا بذاكرتنا قليلاً إلى الوراء و هنا أقصد ذكريات عامود السحاب و الرصاص المصبوب، ففي تلك الأيام لم تكن حماس تمتلك أسلحة كالتي تفتخر بها الآن فأسلحتها تمتاز ببصمة إيرانية و أخرى سورية.
و كما ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت أن عدد الشهداء الذين سقطوا في عملية الجرف الصامد لغاية الآن نتيجة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة فاق عدد شهداء عملية عامود السحاب على القطاع في العام 2012.
في عدوان عملية عامود السحاب وصل عدد الشهداء الى 160 شهيداً، وإصابة اكثر من 1200 بجروح مختلفة نتيجة الغارات الاسرائيلية أما في هذا العدوان فقد بلغ 204 شهيد و 1508 جريح.
ففي تاريخ مقاومة كتائب القسام لم تطلق عملية ضد إسرائيل إلا و أسمتها بمصطلحات تعلق في الأذهان بقوة فارتبطت أسماء صواريخ القسام التي أطلقتها بمسميات من القرآن الكريم و بالأخص سورة الفيل فكانت هناك طير أبابيل و حجارة من سجيل و عصف مأكول، كلها آيات مذكورة تربط أحداث الحاضر بعقاب الخالق سبحانه و تعالى على كفار قريش الذين حاولوا هدم الكعبة المشرفة.
الناطق الرسمي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام أبو عبيدة سمى أول حرب طيور الأبابيل، والثانية حجارة السجيل، والثالثة العصف المأكول، يبدو عليه عازم على تحفيظ اليهود سورة الفيل كلها.
و حسب تقرير نشر على وكالة فرانس برس فإن كتائب عز الدين القسام استخدمت و لأول مرة طائرات بدون طيار، أطلقو عليها أسم طيور أبابيل، وهذا ما قالته كتائب القسام أن مهندسيها تمكنوا من صنع هذه الطائرات لتقوم بمهام استكشافية فوق أراضي إسرائيل
فمع مرور الوقت تبين أن غزة هي ارض العزة ، نعم وهي ارض الأحرار والشرفاء بكل فصائلها ( القسام وكتائب شهداء الأقصى والجهاد وسرايا القدس وكتائب أبو علي مصطفى).
إذاً ها هو القسام أطلق مفاجأته المنتظرة صواريخ و طائرات بدون طيار صنعت شبح الموت المرهب مما أجبرهم على الإختياء في الملاجئ و كأن الموت غافلٌ عن تلذذهم بالحياة.