الرئيسية / مقالات
هيئة فلسطينيي سوريا للإغاثة.. تلمس لوجع اللاجئين وإشعال لجذوة الحياة
تاريخ النشر: الأربعاء 18/09/2019 22:14
هيئة فلسطينيي سوريا للإغاثة.. تلمس لوجع اللاجئين وإشعال لجذوة الحياة
هيئة فلسطينيي سوريا للإغاثة.. تلمس لوجع اللاجئين وإشعال لجذوة الحياة

دمشق (محمد صفية) - خدمة قدس برس

منذ أواخر العام 2016، ومع توافد قوافل المهجرين من بلدات جنوب العاصمة السورية دمشق إلى الشمال السوري، برزت "هيئة فلسطينيي سورية للإغاثة والتنمية"، كأحد أهم الجهات الخيرية، التي تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين.

ومع أن الهيئة بدأت عملها في سوريا، قبل 18عاما في دمشق، وفتحت مكاتب لها في كل المخيمات الفلسطينية، إلا أنها اكتسبت شهرة واسعة، خلال سنوات الحرب العجاف.

ولم تقتصر جهود "هيئة فلسطينيي سوريا" على اللاجئين الفلسطينيين، بل امتدت إلى السوريين الذين نزحوا من مدنهم وبلداتهم وقراهم بسبب الحرب، وتوسعت نشاطاتها من توزيع السلال الغذائية للمحتاجين، إلى دعم التربية والتعليم والصحة والعمل الكشفي.

وللحديث عن "هيئة فلسطينيي سوريا" للإغاثة والتنمية ونشاطاتها، التقت "قدس برس" برئيسها، محمد السعيدي، وأجرت معه اللقاء التالي:.

- ما هي الظروف التي نشأت فيها هيئة فلسطينيي سوريا للإغاثة والتنمية؟

بدأ العمل الخيري في الوسط الفلسطيني السوري في العام (2001)، من خلال تأسيس جمعيات خيرية فلسطينية كان أبرزها "جمعية الإسراء" في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، و"جمعية خان الشيح الخيرية"، وفرق تطوعية في كل المخيمات تعمل تحت مسميات مختلفة.

ثم تداعت الجهود لتأسيس هيئة خيرية لها فروع في كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية، في العام 2007، إذ تم تدشين "هيئة فلسطين الخيرية" في كل مخيم وتجمع فلسطيني في سورية، وكان مركزه الرئيس في مخيم "اليرموك"، عاصمة الشتات الفلسطيني.

- ماهي أهم مصادر التمويل في تلك الفترة، ومن هي الجهات التي تعاملتم معها؟

كانت مواردها في تلك الفترة من قبل متبرعين سوريين وفلسطينيين من داخل سورية، وكانت تنفذ مشاريع لمؤسسات عريقة كالرحمة العالمية و(I H H)، وقد لاقت استحسان الأهالي، لحسن الإدارة والتنظيم ومساعدة كل فئات المجتمع، دون النظر إلى الانتماء الفصائلي، وهو ما يبرر التحاق الكثير من الشباب من توجهات فصائلية مختلفة، في ركب التطوع في مختلف تخصصات الهيئة تحت شعار "هيئة فلسطين دليلك إلى الخير".

- ما هي أهم تخصصات ومجالات عمل الهيئة، وأبرز المشاريع التي نفذتها؟

اهتمت الهيئة بالمشاريع الخيرية، بأشكالها الطبية والإغاثية والتربوية ودعم المجموعات الكشفية والمشاريع الموسمية، إلا أن أبرز مشروع تميزت به عن سائر الجمعيات السورية والفلسطينية، هو العرس الجماعي السنوي.

إذ بدأ العرس الجماعي الأول بـ100عروس وعريس، حتى وصل في العام الرابع إلى ألف و700، ثم أعيدت المحاولة في العام 2016 في ثلاث تجمعات فلسطينية (إدلب وحلب وجنوب دمشق) بـ200 عروس وعريس، ونأمل أن نستمر بهذا".

ومن أبرز مشاريعنا كذلك، مشروع سلسلة "روضات الياسين"، التي أسست في العام 2008، وانتشرت في كل مخيمات اللجوء بشكل شبه مجاني، وبقيت مستمرة حتى نهاية العام 2013، باستثناء روضة مخيم خان الشيح التي استمرت للعام 2016 قبيل استهدافها عسكريا وتدميرها بالكامل.

ومن المشاريع الرائدة للهيئة دعم برنامج الكشاف الأهلي الفلسطيني، وبلغ عدد الأفراد المنضوين تحته، حتى العام 2011 أكثر من 1500 كشاف، في كل المخيمات والتجمعات.

كما أن للهيئة مشاريعها الموسمية، كسلة رمضان، وإفطار صائم، وأضاحي العيد، والكسوة المدرسية، وفرحة العيد وغيرها.

وفي فترة الحصار، برز دور الهيئة بشكل ملحوظ، خلال حصار المخيمات الفلسطينية، فكان لها دور واضح في مخيمي خان الشيح واليرموك المحاصرين، حيث استطاعت تسويق الكثير من المشاريع الخدمية، كمشروع صيانة شبكة كهرياء، وإزالة الأنقاض، وفتح الطرق بعد القصف، وصيانة الصرف الصحي وشبكة المياه، وترميم مدارس الوكالة وتنظيفها وإعادة استخدامها، ومشروع الصيدلية الخيرية المجانية، وتأهيل مشفى فلسطين وصيانة معداته، وغيرها الكثير.

- ما هي ظروف انتقالكم إلى الشمال السوري؟

أغلقت الهيئة مكاتبها في المخيمات الفلسطينية بسبب الأوضاع الأمنية، ما أجبرها إلى الانتقال إلى الشمال السوري، لتعود وترتب أوراقها من جديد، وتستأنف العمل في كل أماكن تواجد أبناء شعبنا المهجر في الشمال، فللهيئة مكاتب في إعزاز، والباب، وإدلب، وبلدة أطمة الحدودية، حيث ينتشر ما يقرب من (1700) عائلة فلسطينية مهجرة.

- ما أهم الجهات الداعمة لهيئة فلسطينيي سوريا، بعد انتقالكم للشمال؟

كان للمغتربين الفلسطينيين في أوروبا دور بارز في دعم برامج الهيئة، من خلال جمعيتي "طريق الحياة" و"خير أمة"، كما برز دور الفلسطينيين من الداخل المحتل، من خلال "الجمعية الإسلامية للأيتام والمحتاجين 48"، حيث بدأ عملهم معنا في العام 2017، فكان لهم دور محوري ومازال، في التخفيف عن اللاجئين الفلسطينيين.

- ماهي أبرز الصعوبات التي تعاني منها الهيئة؟

ثمة ضعف بالتمويل بشكل عام، وهذا ينسحب على كل المؤسسات الإغاثية والخيرية في سورية، الأمر الذي أدى إلى إغلاق الكثير منها.

كما نعاني من عدم وجود مورد تشغيلي، وبالتالي عدم القدرة على تغطية النفقات اللوجستية للعمل، وأيضا تمثل المسافات وترامي الأطراف في المناطق التي تسكنها بعض العائلات الفلسطينية، تحديا آخر أمام الهيئة لإيصال التبرعات.

- ماهي خططكم المستقبلية في الشمال السوري؟

الشيء الجديد الذي نرغب بإضافته هذا العام، فكرة نقل بعض العائلات الفلسطينية من الخيام إلى الإقامة في منازل، إذ نسعى للحصول على قطعة أرض، لبناء مشروع سكني لهذه العائلات.

كما نفكر في مشروع العرس الجماعي، وقد أرسلنا خطة لتسويقه منذ زمن، وننتظر التمويل، كما أدرجنا ضمن خطة هذا العام 2019، فكرة إنشاء مدرسة تستوعب جميع أبناء العائلات الفلسطينية، فالأفكار كثيرة، ولكن ضعف التمويل يقف حاجزا أمام رؤيتها للنور.

- هل يقتصر عملكم بشكل عام على اللاجئين الفلسطينيين في الشمال، أم أنه يشمل السوريين؟

صحيح أن عملنا الأساسي والمحوري للاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، إلا أن ما يأتينا من مشاريع خاصة بالأخوة السوريين ننفذها على أكمل وجه.

فلقد شاركنا في كل حملات الإغاثة للاجئين الذين قدموا إلى المنطقة في الآونة الأخيرة، بل أستطيع أن أقول إن 70 في المائة من مشاريعنا التي نفذناها منذ بداية العام كانت لأهلنا السوريين.

- ما هو دور المؤسسات الرسمية الفلسطينية، أمام ما يعانيه اللاجئون الفلسطينيون في شمال سورية ؟

أود أن أؤكد أولا أن هيئة فلسطينيي سورية للإغاثة والتنمية، هي الجهة الفلسطينية الوحيدة، التي تعمل في الشمال السوري، ونطالب كل الفصائل ومنظمة التحرير أن تقوم بدورها.

كما نطالب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، التي تواصلنا معها مرارا وتكرارا، ولكن دون جدوى، بأن تضطلع بدورها في إغاثة اللاجئين الفلسطينيين.

كما ندعو السفير الفلسطيني في أنقرة، أن يأخذ زمام المبادرة في خدمة أبناء شعبه في هذه البقعة، وخاصة العائلات التي تقيم في الخيام أو المنازل المستأجرة، إذ يعانون أوضاعا معيشية صعبة.
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017