عمّان ــ العربي الجديد
حذّر العاهل الأردني عبد الله الثاني من تبعات وآثار التصريحات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمن حملته الانتخابية، حول ضم أراضٍ في الضفة الغربية المحتلة، مشيراً إلى أن هذا سيؤثر مباشرة على العلاقات بين الأردن وإسرائيل.
وأضاف العاهل الأردني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في ألمانيا، اليوم الثلاثاء، أن "هذا لا يساعد على خلق مناخ لتشجيع الفلسطينيين والإسرائيليين على الجلوس سوية".
وتابع: "أعتقد أن التصريحات كارثية لأية محاولة للمضي قدماً في حل الدولتين"، مضيفاً أن الأردن ينظر إلى هذه المسألة "ببالغ القلق".
وأكد أن هذا "لن يوفر البيئة المناسبة لحل النزاع وستكون نتائجه كارثية على طريق الحل السلمي، ونحن قلقون جداً لأن ذلك لا ينبئ بالخير".
كذلك أعرب العاهل الأردني عن قلقه من أي تصعيد يُبعد بدء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأضاف: "نأمل أن يكون هنالك تعقل، فالأردن وألمانيا يعملان من أجل ذلك، ونحن نرعى المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وهو واجب ديني تجاه المسلمين والمسيحيين بهدف الحفاظ على التعايش السلمي".
وحول العلاقات بين ألمانيا والأردن، قال ملك الأردن "نلقى دعماً مهماً من ألمانيا للمنطقة ولبلدنا، ونحن ممتنّون لها في دعم اقتصادنا ومساعدتنا في تحمل عبء اللاجئين".
من جانبها، أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن رفض ألمانيا إعلان نتنياهو عزمه ضم غور الأردن إلى إسرائيل.
وأكدت ميركل أن ألمانيا "تعي التحديات الموجودة في الأردن وعبء رعاية اللاجئين، حيث توجد أعداد كبيرة نظراً للنزاعات في منطقة الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أن ألمانيا ملتزمة بحل الدولتين بشكل سلمي رغم صعوبة الأوضاع.
وركزت مباحثات العاهل الأردني مع المستشارة الألمانية، في برلين اليوم، على آليات تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين في شتى الميادين، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وجرى خلال المباحثات الثنائية والموسعة التي تخللها غداء عمل بحضور عدد من المسؤولين في البلدين، تأكيد مواصلة التنسيق والتشاور إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتطورات الراهنة إقليمياً ودولياً، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وتناولت المباحثات أيضاً الأزمة السورية، إذ أكد العاهل الأردني ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة، بما يحفظ وحدة سورية أرضاً وشعباً ويضمن عودة آمنة للاجئين.
من جهتها، أعربت المستشارة الألمانية عن تقدير بلادها للجهود التي يبذلها الأردن، بقيادة جلالة الملك، في التعامل مع أزمات المنطقة ومساعيه من أجل تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار فيها.
وحضر المباحثات وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار جلالة الملك للاتصال والتنسيق، والسفير الأردني في برلين، وعدد من المسؤولين الألمانيين.
في سياق متصل، اجتمع العاهل الأردني اليوم، في العاصمة برلين، مع رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير، حيث تم استعراض العلاقات بين البلدين، وسبل توسيع التعاون في المجالات كافة.
وجرى خلال الاجتماع، وفق بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي، تأكيد متانة العلاقات الاستراتيجية والتاريخية الأردنية الألمانية، كما تناول الاجتماع مجمل قضايا المنطقة، وضرورة التوصل إلى حلول سياسية للأزمات فيها.
وركزت المباحثات على عملية السلام، إذ أكّد ملك الأردن أهمية تكاتف الجهود الدولية لرفض كل الإجراءات الأحادية الجانب التي من شأنها تقويض حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد للصراع، والذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
من جانبه، أكّد الرئيس الألماني أهمية دور الأردن، في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، لافتاً إلى الدور الإنساني الذي تقوم به المملكة في تحمل أعباء اللاجئين.