كتبت امانب عبد الرحمن
تتربع قرية بروقين غربِ محافظة سلفيت على مساحة تقدر ب 13,273 دونما ، منها 1,336 مساحة وعمرانية وأكثر من 8,000 دونما صادرها الاحتلال لأسباب مختلفة، أما المساحة المتبقية فهي أراض زراعية ومراعي، تحيط بها عدة قرى أشهرها كفر الديك وبديا وغيرها .
تشتهر البلدة بزراعة أشجار الزيتون إذ تقع على مساحة تقدر بخمسة وعشرين ألف دونما ، القسم الأكبر منها مزروع بالزيتون ، أما القسم المتبقي فكان يستغل في الرعي وزراعة الحبوب كالقمح والشعير والعدس وغيرها من المزروعات المتنوعة إلا أن سيطرت الاحتلال على هذه الاراضي حرمت الأهالي من مصدر رزقهم ولتقيم على أراضيهم المستوطنات وكأنها أرضٌ مشروعة لهم ، ليبقى الأهالي بعدها بين من حرم من أرضه نتيجة المستعمرات وبين من يذوق الويلات حتى يتمكن من الوصول لأرضه في كل صباح ، تلك الأرض التي كانت مسبقاً ملكه دون قيد أو حاجز .
سيطرة الاحتلال وتوغله في محافظة سلفيت لم ينعكس سلباً على تقلص مساحة الأراضي الزراعية وتربية المواشي فقط بل تعدى ذلك إلى المياه التي لم تعد كفاية للشرب حتى .
وهنا استوقفني سؤال عن إمكانية استعادة هذه الأراضي وهل يقع على عاتق المواطنين دور في فقدانها أو استعادتها ؟
نائب محافظ سلفيت الأستاذ سليم عبد الرحمن يجيب على هذا السؤال بقوله " للمحافظة دور كبير في استعادة الاراضي الزراعيه وأكبر مثال على ذلك استعادة الاراضي في كل من قرية بديا والزوايه بعد المناوشات التي حصلت في المحاكم الاسرائيليه وبالاتفاق والتعاون مع هيئة الجدار ، تحديداً ما يقوم به السيد وليد عساف وزير هيئة الجدار وكافة اللجان المسانده في هذا الإطار .
يتابع "محافظة سلفيت من أكثر المحافظات استهدافً من قبل الاحتلال وخاصة قرية بروقين كونها تقع على جانبي طريق (عابر السامره ) مما يشكل عائقاً أمام المخطط الصهيوني المتعلق بارائيل الصناعية ،نظراً لعدد المصانع الاسرائيليه التي تجاوزت ال800 مصنع والتي جعلت القرية مركز لرأس المال الإسرائيلي.
ويضيف عبد الرحمن إن السيطرة لم تقتصر فقط على الأراضي الزراعية بل شملت أيضاً المناطق الأثرية المحاذية للمستوطنة المعروفة ب (ارائيل الصناعية ).
وفيما يخص مسؤولية المواطنين في الحفاظ على الأراضي يقول نائب المحافظ " إن المشكلة لا تتوقف فقط على سيطرة الاحتلال غير المشروعة على الأراضي بل هناك مشكلة أكبر من ذلك وهي السماسرة الذين يتاجرون في الأرض من أجل المال ، هؤلاء هم الخطر الأكبر والأعمق ولا ننسى هنا دور الأجهزة الأمنية في ضبط جماعة السماسرة الذين يحاولون بيع أراضي من المحافظة لصالح المستوطنات كما حدث بجانب خربة قرقش في المرة الـأخيرة ،هذا إلى جانب جهل المواطنين في أهمية الاهتمام بألا راضي المزروعة بشجر الزيتون فمعظم شباب القرية يعملون داخل بعض المستوطنات الصناعية أو داخل الخط الأخضر وهذا يكون على حساب الإعمار في الأراضي ، وبالطبع السبب الرئيسي لذلك هو صعوبة الحالة المادية .
عن دور المحافظة في نشر الوعي يقول عبد الرحمن " هناك نشاطات تقوم بها المحافظة بهدف التصدي لهذا التوسع من خلال ندوات ولقاءات تسعى لرفع المستوى الثقافي لأهالي المحافظة ، وبالتالي أصبح هناك حراك وطني يتواصل بشكل مستمر مع سيادة الرئيس نظراً لخطورة الوضع في سلفيت . "
وفي حديث مع رئيس بلدية بروقين مروان عبد الرحمن عن الاستيطان في سلفيت يقول " الاستيطان هو كالسرطان الذي يجري في جسد الانسان والسرطان الاستيطاني يسري في ارض فلسطين عامة ومنطقة سلفيت بصفة خاصة ومنطقة بروقين بشكل أخص حيث أن هذه البؤر الاستيطانية زحفت على ثلث اراضي قرية بروقين البالغ مساحتها تقريبا سبعة وعشرين الف دونما ولا أدل على ذلك من هذه المصانع الموجودة أمامكم هذه البؤر الاستيطانية وما تضمه من مصانع ، وكذلك البؤرة الاستيطانية الاخرى التي تسمى مستوطنة بركان وكذلك المستوطنة الثالثة التي تسمى مستوطنة بروخين وهي من اكثر محافظات الوطن تعرضا للاستيطان وللهجمة الاستيطانية حيث بلغ عدد المستوطنين في هذه المحافظة حاليا ما يقارب عدد سكان المحافظة البالغ عددهم في حدود ثمانين الف مواطن.
وفي سؤاله عن سيطرة الاحتلال على المياه داخل المحافظة يقول " تمثل منطقة بروقين في محافظة سلفيت حوض مائي كبير جداً ، استطاع الصهاينة أن يستولوا عليه وأن يبيعوا هذه المياه للمواطنين بأسعار عالية جداً رغم أن ثمن استخراجها من الأراضي زهيد جداً ، هذا بالإضافة إلى أن الكميات التي تباع للمواطنين لا تكفي لسد حاجاتهم الأساسية من الشراب ومستلزمات الحياة الاساسية إذ أن الجزء الأكبر منها يذهب لصالح المستوطنات وبأسعار زهيدة . "
عمر سليم أحد أصحاب الأراضي المتضررين من المصانع يقول " مصادرة الاراضي في الفترة الاخيرة وصلت إلى 138 دونما ، وخلال الثلاثة اشهر الماضية تم السيطرة على 200دونما لصالح المصانع
يتابع " الاحتلال يجرف الأراضي بشكل مستمر وبدون أي مساءلة ، أصبحوا يمنعونا من الوصول الى أراضينا والأشجار التي نزرعها ونستثمر أموالنا فيها والآن يقتلعونها بدون سابق انذار ، فنبقى أمام خيارين لا ثالث لهما إما التنازل وإما الصمود "