كشفت القناة "12" الإسرائيلية، اليوم الاثنين، عن تفاصيل الجدار الإسمنتي الذي يتم انشاءه على امتداد حدود قطاع غزة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وطبقا للمخطط، الذي نشرته القناة التلفزيونية الإسرائيلية وكشفت عن تفاصيله للمرة الأولى بعد موافقة الرقابة العسكرية على نشر الأرقام، فإن تل أبيب ستقيم سياج إسمنتي فوق وتحت الأرض على حدود غزة بطول 60 كيلومترا.
وأشارت القناة، إلى أنه تم حتى الآن، استكمال 43 كيلومترا من الجدار، وهو ما يمثل 70 في المائة من المشروع.
ولفتت إلى انه من أجل تنفيذ المشروع، فإنه يتم استخدام 2.3 مليون طن من الخرسانة و140 ألف طن من الحديد، مشيرة إلى أنه "تم بناء عدد من المصانع الخرسانية على طول مسار الجدار لتلبية الطلب".
وبيّنت أنه يعمل حوالي 1400 عامل على مدار 24 ساعة في اليوم، بواقع 6 أيام في الأسبوع، من بينهم 900 عامل في ساعات النهار و 500 عامل في ساعات الليل.
وأضافت أن معظم العمال هم من العمال الأجانب الذين قدموا من البرازيل وإسبانيا وإيطاليا من ألمانيا ومولدوفا، العمال يعملون في مجموعات منتشرة على طول مسار الجدار، تعمل حوالي 50 مجموعة عمل في نفس الوقت، ولديها حوالي 100 آلية هندسية متطورة.
واستنادا إلى القناة الإسرائيلية فإن الجدار يبدأ في جنوب قطاع غزة، بالقرب من المثلث الحدودي بين "إسرائيل" ومصر، حيث يبلغ ارتفاعه 6 أمتار، وتم وضع أجهزة الإنذار والوسائل التكنولوجية المتقدمة به لتعقب ما يحدث على الجانب الآخر.
وأشارت إلى أن أجهزة الإنذار المتطورة يمكنها أن تستشعر ما يجري تحت الأرض.
وكانت تل أبيب قد بررت إقامة هذا الجدار الضخم لمنع حفر الأنفاق التي من شأنها أن تصل إلى "إسرائيل" أسفل الحدود مع قطاع غزة، حيث تعتقد المؤسسة الأمنية أن اختراق غزة إلى الأراضي الإسرائيلية فوق الأرض وتحتها سيكون شبه مستحيل".
واستنادا إلى المحطة الإسرائيلية، فإنه بموازاة هذا المشروع فقد أقيم حاجز بحري على طول شاطئ "زيكيم" (الحدود الشمالية "البحرية" بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948) وذلك على بعد 200 متر من الشاطئ.
وقالت القناة، إن "عرض قاعدة الجدار يبلغ 50 متراً، وارتفاعه 6 أمتار، وتم تثبيته بتدابير تقنية واستخباراتية متقدمة لتوفير تغطية كاملة واستكمال الوشاح الدفاعي".
ونقلت النقاة عن مسؤول المشروع قوله: إن الجدار الخرساني الذكي، يُعد من أكبر المشاريع وأكثرها تعقيدًا في البلاد (..) ومواقع العمل بها كاميرات ورادارات، كما أنشأنا وحدات عسكرية متطورة للمراقبة".
وحسب تقديرات لوزارة الحرب الإسرائيلية؛ فهناك حاجة لمبلغ 2.7 مليار شيكل أخرى (700 مليون دولار) تخصّص لغايات إقامة جدار وعائق أرضي يسد الطريق بشكل فاعل أمام الأنفاق على حدود غزة.
ولعبت أنفاق المقاومة في قطاع غزة دورًا مهمًا خلال العدوان العسكري الإسرائيلي الأخير صيف عام 2014؛ فسخّرها المقاومون الفلسطينيون لتنفيذ سلسلة عمليات فدائية ضد أهداف إسرائيلية، أوقعت خسائر كبيرة في صفوف الاحتلال.
يشار إلى أن جيش الاحتلال شنّ ثلاث حروب على قطاع غزة، خلال السنوات الماضية، الاولى في 27 كانون أول/ديسمبر عام 2008، واستمرت 21 يوما. والثانية في 14 تشرين ثاني/نوفمبر 2012، واستمرت لمدة 8 أيام. والثالثة في 7 تموز/يوليو من 2014، واستمرت 51 يوما.
وأودت الحروب الثلاث بحياة 3 آلاف و920 فلسطينيًا؛ بينهم 1030 طفلًا و604 سيدات، كما فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه، وعلى رأسها القضاء على حركة "حماس" واستعادة جنوده الأسرى عند الحركة والقضاء على سلاح المقاومة، بحسب مراقبين.
وكانت الجولة الأخيرة من التصعيد بين الاحتلال وفصائل المقاومة، في الـ 4 من أيار/مايو 2018، واستمرت نحو 3 أيام، وأسفرت عن استشهاد 27 فلسطينيا وإصابة 154 مواطنا، وعلى الجانب الآخر، قُتل 4 إسرائيليين، وأصيب 130 على الأقل معظمهم بالصدمة، وفق إعلام عبري.